أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبير سويكت - حتى نستطيع أن نقرأ و نفهم ما وراء هتافات أم ضفائر















المزيد.....

حتى نستطيع أن نقرأ و نفهم ما وراء هتافات أم ضفائر


عبير سويكت

الحوار المتمدن-العدد: 6608 - 2020 / 7 / 2 - 21:59
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



يا أم ضفائر قودى الرسن و أهتفى فليحيا الوطن

إنت الغالية و هم رخصوك ***إنت سمحة و هم وسخوك


أم ضفائر و رفاقها كانوا شــِله طلعوا يهتفوا إن دعا داعى الفداء لن نخُن

يا شهيد أدانا روحو و خلا فى ايدنا الأمانة

أم ضفائر و رفاقها حاملى الأمانة و أى تفريط خيانة

جيل الترس جيش الإنسانية أسرة واحدة قوامها السودان كله .

مقاماً فى الدُرَ صعب المنال بلوغ رقيه شبه المحال، مقام رفيع دون رفعته الثريا و دون بهائه بدر الكمال .



مليونية 30 يونيو المطلبية جاءت تأكيداً لدعم الحكومة الإنتقالية و حمايةً لها ، و لقطع الطريق على الزواحف الكيزانية و الثورة المضادة ، و لكنها فى ذات الوقت نصت على مطالب لا تهاون فيها على رأسها المطالبة بتطبيق العدالة الانتقالية و القصاص لدماء شهداء الثورة المجيدة.

كالعادة أبدع الثوار بسلوكياتهم الرزينة الحكيمة ، و التزموا بسلمية المليونية وعيًا منهم ، و حرصا منهم على الحفاظ على مكاسب ثورتهم و على رأس تلك المكاسب صورة الثورة السودانية محليا و دوليا، ثورة الخير التى أسقطت الشر ، و ثورة السلمية التى تحدت و أسقطت الديكتاتورية التى دامت اكثر من ثلاثين عاما ، فقد أصبحت ثورة ديسمبر المجيدة و سلوك ثوارها قدوة حسنة و درس أخلاقى يحتذى به على مر السنين .

فى ذات السياق فقد أثارت هتافات شابة يانعة من الجيل الراكب راس الأوساط السودانية التى ما زالت تضج لهذا الحدث ، و انقسمت ما بين راضى عنها و ساخط منها، بعضهم رأى فيها شجاعة ، و اخرين أدانوا بعض الهتافات التى اعتبروها مسيئة و فى نفس الوقت محرضة على الجيش و القوة الأمنية و الدعم السريع ، و اعتبروها تدعوا للفتنة و الاقتتال.
و اخرين زعموا انها انموذج لخريجي مدارس الحزب الشيوعي الذى زرع فى أنفسهم كره العسكر، و احتد الوصف من جهات أخرى استنكرت عدم ارتداءها طرحه على رأسها مضيفين انها لا تشبه السودان و أهله و انهم دعاة ثورة الفجور .

و من هنا نبدأ هل تشبه أم ضفائر ذات الهتافات النارية السودان ام لا ؟؟؟نعم، تشبه السودان، يا أم ضفائر قودى الرسن و أهتفى فليحيا الوطن***إنت الغالية و هم رخصوك ***إنت سمحة و هم وسخوك.

ما لفت إنتباهى قبل كل شئ فى أم ضفائر الشابة السودانية الزهرة اليانعة ذاك الكرت الذى كانت تعلقه على رقبتها و هى تهتف، أنه كرت الوفاء لرفاق الكفاح و النضال فى سبيل حرية سلام و عدالة، كرت كتبت فيه كلمات بسيطات لكنها تحمل معانى و معانى "غداً نلقى الأحبة"، من تنمروا عليها لم يلفت انتباههم هذا الكرت ؟ما لكم لا تعقلون ؟لماذا لم يحاول الناس قراءة ما وراء السطور ؟ما لكم لا تفقهون ؟هل عميت الأبصار ام قست القلوب ؟.

الجيل الراكب رأس رغم ما حققوه من إنجازات و إنتصارات إلا ان دواخلهم برئية براءة الأطفال، و دواخلهم نظيفة لا يعرفون الكذب و النفاق، و لغة التمثيل الزائف، يعيشون بقلب و وجه واحد ليسو من ذوى الأقنعة ، صادقين يُنم سلوكهم عنهم ، و تتبع أقوالهم الاعمال ، و نعم الجيل الجيل الراكب راس .

لكن مجزرة فض الاعتصام تلك الجريمة اللإانسانية التى تقشعر لها الأجسام ما زالت تألمهم و ذكرى رفاق الدرب فى الكفاح و النضال رفاق الترس و القيادة العامة شهداء ديسمبر ما زالت ذكراهم خالدة ، و الجرح ما زال ينزف لم ترمم بعد الجروح ، و مازالت العين تدمع و القلب يحزن، و مازالوا لفراقهم محزونون ،يزداد الحزن يوماً فيوم لانهم يرون من تولى زمام لجان التحقيق لا يحرك ساكناً و كأنما هى لجان المراد بها قتل القضايا الحية و دفنها .

و مع ذلك فانهم الجيل الصامد يواصلون مسيرتهم نحو غاية احقاق الحق و بناء سودان جديد لا مهموم و لا محزون، سودان شاسع يسع ام ضفائر من غير تنمر كما يسع ام طرحه ، و تبقى ذكرى شهداء ديسمبر خالدة بينهم ، أنها ذكرى رفاق الترس الذين سهروا ليالي القيادة الصعاب سوياً يحلمون ان يزول الألم ، و يحلمون بغد يحلو فيه النغم، الجيل الراكب رأس رفقاء القيادة اصبحوا كجسد وأحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد، هم جيل همام لم يستسلموا للألم بل هذه الاحزان و الآلام و الجراح جمعت بينهم فكونوا أسرة واحدة قوامها السودان كله اصبحوا جيش يفوق الجيش الرسمي لكنه جيش الإنسانية ، اصحاب عزيمة و إرادة قوية ، رغم الآلام و كل دم هدر، رغم الجراح إلا انهم بنوا جسر من الآمانى و الأحلام بغد أفضل يبنوه بسواعدهم الصغيرة و أجسامهم النحيلة، اجتمعوا و جعلوا الجرح بالجرح يلتأم، حولوا الآلام دفء و حنان تجدهم عند الشدائد اقوياء صلاب، اصطفوا و وقفوا درعاً حامى للوطن و الثورة.

أم ضفائر و رفاقها قادهم صدقهم نحو التألق يمنتاً و شمال، فتوالت أمجادهم على العيان، تحاول أن تنال منهم آلسنة أهل النفاق فقد بلغ هذا الجيل مقاماً فى الدُرَ صعب المنال فأصبح بلوغ رقيهم شبه المحال، مقامهم رفيع دون رفعته الثريا و دون بهائهم بدر الكمال ، كيف لا تشبه ام ضفائر و رفاقها أهل السودان و فيهم جمعت طيب الخصال، ما لكم كيف تحكمون!!!حاولنا ان نرصدهم من على قرب و بعد فابهرنا لما وجدنا من أدب و أخلاق رفيعة، لا يمكن لثورتهم ان تشوه باي حال من الأحوال ، و ستظل هتافتهم فوق السماء تتعالى حرية سلام و عدالة ، هتافات ملأت الدنيا جمالاً و حباً و وئاماً ، سيظلون فى التاريخ وسم حافل و سيظلون فخرًا لهذه البلاد، و تظل عقيدتهم الثورجية الوطنية الإنسانية ثابتة تبعث فى بلاد السودان الآمال شمالًا وجنوبًا شرقا و غربًا.

و من يريد ان يقرا و يعى ما وراء هتافات ام ضفائر لابد له من احساس انسانى و ضمير يجعله يحس أولًا ثم يعى و يفهم ثانيًا.

كرت ام ضفائر لشهداء ديسمبر تحت عنوان "غدا نلقى الأحبة"، هو فى نفس مسار اغانى شهداء ديسمبر :

كنا شايلنك بتهتف و جينا شايلنك كفن
يا شهيد يا حى وعدتك نبقى زى ما كنت تحلم
ما ف كلام بسد فرقتك و قلبى مشتاق والله يعلم
شارعك الغنيتو قادر و بلدك الأديتو يسلم
و إي سكه بديت نضالا نحنا حافلين إلا تنتم

يا يمه ما تبكى انا لسه ما متا أنا يمه لسه حى بس ماتت الجثه

بينا كان عرفة مواكب و نحنا ساعة كنا حبه
كنا فى الشارع كواكب و سِلتا فى سقف المطالب
كنا بنترّس شوارع والله رقاك لشهيد

يمه الخلاص قرب بس باقى جرحك حى
بس يمه ما تبكى انا كنت هسى سعيد
شان الوطن يمه

أمك أمنا كيف ح تصبر
و شِله بتريدك شديد

كنت زى الناى سماحه و كنت من يومك نشيد
كان بيضحك بى جروحو و كان بسد بى روحو خانه
يا شهيد أدانا روحو و خلا فى ايدنا الأمانة
ما بنفرط في بلدنا و اى تفريط ليك خيانة
نحنا من بعدك سواعد والله يا طيب معانا


تابعونا للمقال بقية



#عبير_سويكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد عصمت متفائلاً بى 30 يونيو يهدد و يحذر الزواحف الكيزانية ...
- يا ذاكرًا لجان المقاومة كن متأدباً و أعرف عظيم منازل اللجان، ...
- وزارة العمل و التنمية الإجتماعية السودانية ما لها و ما عليها
- زعيم الإتحادى الموحد محمد عصمت يحذر من المساس بحكومة الثورة ...
- محمد عصمت زعيم الإتحادى الموحد يحذر من المساس بحكومة الثورة ...
- محمد عصمت يشرح الأزمة الإقتصادية بمبضع جراح يكشف عن الحلول ا ...
- محمد عصمت يشرح الازمة الإقتصادية بمبضع جراح يكشف عن الحلول ا ...
- محمد عصمت رئيس الإتحادى الموحد فى حوار حول قضايا الساعة و ال ...
- محمد عصمت رئيس الإتحادى الموحد يفند أهم و أخطر القضايا و يضع ...
- رئيس الإتحادى الموحد يفند أهم و أخطر القضايا و يضع النقاط عل ...
- حوار مع زعيم الإتحادى الموحد محمد عصمت حول قضايا الساعة و ال ...
- رئيس نداء الشمال و تحالف الولايات : قحت اعتبرناها الحكومة بح ...
- رئيس نداء الشمال: قحت اعتبرناها الحكومة بحكم الواقع لكنها تف ...
- برطم يفجر قنبلة التهميش القضية المسكوت عنها ردحًا من الزمان ...
- تعزية آل الأرباب الأمين فرح و احفاد ألمك سويكت سويكت ود على
- جدل حول نعى الإمام الصادق المهدي لدكتور منصور خالد و مقارنته ...
- حدثوني عن نساء بلادي و المنارة النسوية السودانية سارا الفاضل ...
- قناة الجزيرة إنعدام المهنية و الأخلاقية و الإصرار على فرض ال ...
- استعراض آراء القوى السياسية السودانية الداخلية حول لقاء عبدا ...
- إمام الأنصار في تعليقه على استقالة إبراهيم الشيخ: الوضع الإن ...


المزيد.....




- عاجل: سفينة محملة بشحنات من الأسلحة نحو الكيان الصهيوني تحاو ...
- الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد FMCLGR تدعو للاحت ...
- إعلام غربي: العلاقات بين بريطانيا وأوكرانيا تدهورت في ظل حزب ...
- الحرية لشريف الروبي
- مصر.. وفاة قيادي بارز في التيار اليساري وحركة -9 مارس-
- ‌الخطوة الأولى هي فضح الطابع البرجوازي للنظام وانتخاباته في ...
- إخفاقات الديمقراطيين تُمكّن ترامب اليميني المتطرف من الفوز ب ...
- «الديمقراطية»: تعزيز صمود شعبنا ومقاومته، لكسر شوكة العدو، ي ...
- العدد 578 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
- المحرر السياسي لطريق الشعب: أكتوبر ثورة العدل والحرية


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبير سويكت - حتى نستطيع أن نقرأ و نفهم ما وراء هتافات أم ضفائر