أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - الإرهاب الإسلامي- الفصل الرابع الجزء الأول













المزيد.....

الإرهاب الإسلامي- الفصل الرابع الجزء الأول


كامل النجار

الحوار المتمدن-العدد: 6607 - 2020 / 7 / 1 - 11:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الفصل الرابع
الإرهاب الإسلامي
صرنا نسمع الإسلاميين يكررون بلا ملل أو ضجر أن الإرهاب لا دين له. سمعناها من شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ومن رئيس هيئة علماء المسلمين العالمية السابق، الشيخ القرضاوي الزعيم الروحي للإخوان المسلمين، ومن الرئيس رجب طيب أوردغان. وبالطبع كلهم يكذبون ويعرفون أن الإرهاب إسلامي بحت.
في الشهور الأخيرة قبل نهاية الحرب العالمية الثانية تطوع عدد من الطيارين اليابانيين لتفجير طائراتهم في السفن الحربية الأمريكية. وقد سموا هؤلاء الطيارين الانتحاريين كاماكازي kamikaze. وكلمة كاماكازي في اللغة اليابانية تعني "الريح المقدسة". ما دفع هؤلاء الطيارين إلى الانتحار هو حسهم الديني المفرط واعتقادهم أن الإمبراطور هيراهيتو إله ويستحق أن ينتحروا من أجله. وانتهت هذه العمليات بانتهاء الحرب العالمية الثانية.
تكونت في إيطاليا في عام 1970 م مجموعة يسارية متطرفة اسمها الألوية الحمراء The Red Brigades قامت باغتيالات وتفجيرات في روما، والهجوم على البنوك التجارية لتمويل حركتهم الإرهابية. واغتالوا رئيس الوزراء ألدو مورو في عام 1978. وانتهت الحركة في الثمانينات بعد أن اعتقلت الشرطة وسجنت غالبية الأعضاء. انحصر نشاط الألوية الحمراء في إيطاليا لأن الحركة كانت حركة سياسية لها مطالب معينة.
في عام 1970 تكونت حركة يسارية متطرفة في ألمانيا الغربية اسمها الجيش الأحمر Baader-Meinhoff. قامت هذه المجموعة باغتيالات سياسية وهجوم على البنوك التجارية وتفجيرات. استمر نشاطها على مدى ثلاثة عقود لكنها كانت محصورة في ألمانيا الغربية، وكانت النتيجة النهائية لنشاطاتها مقتل أربعة وثلاثين شخصاً وإصابة العشرات بجروح وحريق. وفي عام 1998 حلت الحركة نفسها ولم تسجل ولا عملية إرهابية واحدة خارج حدود ألمانيا الغربية.
وفي سيريلانكا (سيلان سابقاً) كانت هناك حرب ضروس بين حركة التامل المسلحة في الشمال وجيش الدولة الرسمي. جماعة التامل كانوا يطالبون بالإنفصال وتكوين دولة مستقلة. ونسبةً لعدم تكافؤ المقدرات القتالية بين الجيش والحركة، فقد لجأت الحركة إلى التفجيرات في العاصمة كولومبو وفي عدة أماكن بها جنود من الجيش الرسمي. ارتكب الجانبان جرائم حرب ضد بعضهم البعض وضد المواطنين السلميين. وانتهت الحرب بينهما في عام 2009.
كانت هناك حركات يسارية مسلحة في أمريكا اللاتينية تسعى لتكوين حكومات يسارية في بلادهم. ارتكبت هذه الحركات أعمالاً إجرامية وتفجيرات، لكنها لم تتعد الحدود المعترف بها لبلادهم. وهذا هو تاريخ الإرهاب في الدول غير الإسلامية منذ الحرب العالمية الثانية. وكلها كانت حركات يسارية عملت في حدود بلادها فقط.
أما الإرهاب الإسلامي فله قصة طويلة جداً. بدأ الإرهاب الإسلامي مع بداية الدعوة للإسلام. (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وأخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقون من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون) (الأنفال 60). ترهبون به عدو الله وعدوكم وأخرين لا تعلمونهم. حتى الذين لا نعرفهم في نادي ليلي أو في مسرح يجب أن نرهبهم.
ثم هناك الحديث المعروف "نُصرتً بالرعب مسيرة شهر". يعني لو سار محمد من المدينة ينوي غزو قرية تبعد عن المدينة مسيرة شهر كامل، فإن تلك القرية ترتعب وتستسلم لمصيرها المحتوم بمجرد أن يتحرك محمد من المدينة.
(إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون) (التوبة 111). الله الذي كان يقترض من المسلمين في أول الدعوة (من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسنا فيضاعفه له) (الحديد 11) قد اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم ليقاتلوا في سبيله فيقتلون كل من لا يؤمن بمحمد. بل أصبحوا الآن يقتلون حتى الذين يؤمنون بمحمد فيفجرون عليهم مساجدهم واجتماعهم في حفل عرس أو مأتم.
الإرهاب هو استعمال العنف غير القانوني ضد المدنيين لبلوغ أهداف سياسية أو منفعة شخصية. فغزوات محمد على القرى المجاورة وقت الفجر والناس نيام، لسبي النساء والأطفال عمل إرهابي مكتمل الأركان. استمر هذا الإرهاب عشر سنوات في حياة محمد ثم استلم الراية من بعده الخلفاء وأرهبوا شمال أفريقيا وآسيا وحتى أوربا. حدث كل هذا دون أن يعتدي أي بلد على المسلمين في عقر دارهم.
ثم جاء فقهاء الإسلام في الدولة العباسية وقننوا فقه الجهاد وحببوه للشباب بأن وعدوهم اثنتين وسبعين حورية في الجنة ووليمة عشاء مع محمد في الجنة عندما يفجر الشاب نفسه وسط العدو. نفس هؤلاء الفقهاء منعوا الاختلاط بين البنات والصبيان في المدارس وفي المناسبات العامة حتى يصبح الحصول على حورية واحدة أمنية عزيزة للشاب.
منذ صدر الإسلام أصبح الجهاد، الذي كان مجرد اعتداء على دول الجوار، أصبح واجباً دينياً. وأباح الفقهاء قتل النساء والأطفال إذا كانوا في الحصن مع الرجال "وإن تترسوا في الحرب بنسائهم وصبيانهم جاز رميهم ويقصد المقاتلة ‏(‏لأن النبي [...] رماهم بالمنجنيق ومعهم النساء والصبيان‏)‏ ولأن كف المسلمين عنهم يفضي إلى تعطيل الجهاد‏‏ لأنهم متى علموا ذلك تترسوا بهم عند خوفهم فينقطع الجهاد وسواء كانت الحرب ملتحمة أو غير ملتحمة لأن النبي [...] لم يكن يتحين بالرمى حال التحام الحرب‏." ‏(65)
" ولو العمليات وقفت امرأة في صف الكفار أو على حصنهم فشتمت المسلمين أو تكشفت لهم‏,‏ جاز رميها قصدا لما روى سعيد‏:‏ حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة‏,‏ قال‏:‏ ‏(‏لما حاصر رسول الله [...] أهل الطائف أشرفت امرأة فكشفت عن قبلها (فرجها) فقال‏:‏ ها دونكم فارموها فرماها رجل من المسلمين‏‏ فما أخطأ ذلك منها‏)‏ ويجوز النظر إلى فرجها للحاجة إلى رميها لأن ذلك من ضرورة رميها وكذلك يجوز رميها إذا كانت تلتقط لهم السهام أو تسقيهم أو تحرضهم على القتال لأنها في حكم المقاتل وهكذا الحكم في الصبي والشيخ وسائر من منع من قتله منهم‏." ‏(66)
محمد كان يهاجم القرية فيتحصن أهلها رجالاً ونساء في حصنهم فيرميهم محمد بالمنجنيق أو بالسهام ويجيز قتل النساء والأطفال لأنهم مع العدو. وهم مع العدو للضرورة لأن الحصن واحد ولا بد أن يجتمعوا فيه. أغلب فقهاء الإسلام المعاصرين يجيزون العمليات الإرهابية التي يفجر فيها الانتحاري نفسه ويقتل عدداً من الأبرياء ويجرح عدداً أخر. فمثلاً نجد الأب الروحي لجماعة الإخوان المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي يقول في مشروعية هذه العمليات "إن هذه العمليات، تعد من أعظم أنواع الجهاد في سبيل الله، وهي من الإرهاب المشروع، وبين د. القرضاوي أن تسمية العمليات بـ الانتحارية تسمية خاطئة ومضللة، فهي عمليات فدائية بطولية استشهادية". وقد أفتى الشيخ القرضاوي في عام 2004 في ندوة (التعددية في الاسلام) التي نظمتها نقابة الصحافيين المصرية بوجوب قتل الأمريكان في العراق دون تمييز بين عسكري مقاتل أو مدني جاء للإغاثة أو التجارة. ورغم ان هذه الفتوى جاءت نتيجة احتلال القوات الأمريكية والبريطانية للعراق الا أنه لم يفت بجواز قتل هؤلاء الأمريكان في دولة قطر وهو يعلم ان المركز الأمريكي لإدارة الحرب يقبع في قاعدة العديد الأمريكية في قطر وغالبية الطائرات التي قصفت العراق كانت تنطلق من قطر.(67)
ربما بدأت عمليات قتل الأعداء مع التضحية بالنفس في القرن الخامس الهجري في فارس عندما أنشأ حسن الصباح ما يُسمى بالحشاشين. وقد وصف الرحالة الإيطالي ماركو بولو القلعة التي كان يُعد فيها الانتحاريين. فالقلعة بها حديقة ضخمة جداً فيها كل أنواع الزهور والفواكه. وكان قد جنّد عدداً من الشباب المسلم وهيأهم نفسياً للتضحية بالنفس مقابل الحصول على بنات الحور في الجنة. وكان إذا اختار شاباً لتنفيذ عملية ما، يحضر له كمية كبيرة من الحشيش ليدخنها، وعندما يصبح في حالة نشوى Trance يحضر له عددا من الفتيات الجميلات ليداعبنه فيعتقد الشاب أنه في الجنة مع الحوريات. وبالتالي يقوم بمهمته دون تردد.
نفس المهمة الآن يقوم بها الشيوخ في المدارس الدينية في باكستان (بدون الحشيش). تستمر الدراسة في المدارس الدينية ستة عشر عاماً. والشكر يرجع للمملكة العربية السعودية بعد أن تدفقت عليها دولارات النفط، فبدأت تصدر مذهبها الوهابي إلى الدول الإسلامية فأنشأت حوالي اثنتي عشرة مدرسة دينية في باكستان زمن بنظير بوتو وضياء الحق. في عام 1947 عندما تكونت باكستان كان عدد المدارس الدينية 247 مدرسة، ووصل عددها الآن إلى 21000 مدرسة. تخرج هذه المدارس والجامعات الدينية مثل الجامعة الحقانية كمية مهولة من المتشددين الذين يسهل تجنيدهم في المنظمات الإرهابية. فمثلاً عشرة من قادة طالبان الاثني عشر من خريجي الجامعة الحقانية .(68) ومعظم هذه المدارس الدينية (الخلاوي، الكتاتيب) هي أوكار لاستغلال الأطفال جنسياً، مما يزيد من خطر انضمام هؤلاء الأطفال عندما يكبرون إلى الجماعات الإرهابية لأنهم غالباً ما يعانون من أزمات نفسية نتيجة استغلالهم جنسياً.
وقد شهد المسجد الأحمر في إسلام أباد في عام 2007 معركة شرسة بين الجيش الباكستاني وطلاب المسجد الذي هو عبارة عن جامعة. قام القائمون عليه بتخزين السلاح وتدريب الطلبة والطالبات على استعمال الأسلحة، ثم أصدرت لجنة الفتوى بالمسجد فتوى فحواها أن الجيش في دولة مسلمة لا يجوز له قتال المسلمين في تلك الدولة، كما كان حادثاً في قتال القبائل في باكستان في الحدود مع أفغانستان. وقد أفتت اللجنة أن موتى الجيش لا تجوز الصلاة عليهم بينما قتلى القبائل شهداء. واقتحم الجيش المسجد وقتل رئيس المسجد مع عدد من الطلبة.
في نوفمبر 2008 تحركت مجموعة من الإرهابيين التابعين لعسكر طيبة في باكستان في طريقهم ليلاً إلى مومباي في الهند، وكانوا يستغلون قوارب صغيرة مليئة بالأسلحة والقنابل. بدأ الهجوم على عدد من الفنادق في المدينة ليلة الأربعاء 26 نوفمبر واستمر لمدة أربعة أيام مات خلالها 174 شخصاً بينهم تسعة من الإرهابيين، وجرح ثلاثمائة (69).
يوم الأحد 29 أبريل 2019 اتجه عدة شباب مسلمين، كل واحد منهم يحمل حقيبة صغيرة على ظهره، ويمشي على تؤدة في شوارع كولومبو عاصمة سريلانكا، ذات الغالبية السنهالية، وأقليات من الهندوس والمسلمين، أتجه هؤلاء الشباب المسلمين إلى عدة كنائس وعدد من الفنادق المرموقة. كانت الكنائس مكتظة بالمسيحيين الذين كانوا يحتفلون بعيد الفصح. فجّر كل شاب مسلم القنبلة التي كان يحملها على ظهره في كنيسة أو فندق. مات من إثر التفجيرات 321 مسيحياً فيهم أطفال ونساء، وجرح عدد كبير. كل الانتحاريين كانوا من عائلات ميسورة، وكانوا خريجي جامعات(70) .
يوم أول سبتمبر 2004 دخلت مجموعة من الإرهابيين من شيشنيا إلى مدرسة في بيلسان في شمال روسيا واحتجزوا التلاميذ والأساتذة فحاصرتهم القوات الأمنية. استمر الحصار أربعة أيام وانتهى بإطلاق نار كثيف أدى إلى موت 333 تلميذاً وجرح 783 (71) .
الجماعات الإسلامية في كل البلاد الإسلامية ما زالت تصدر الفتاوى التي تبيح قتل وسبي النساء والأطفال في القرن الحادي والعشرين بناءً على فقه القرن السابع الميلادي. فقد أصدرت الجماعة السلفية للدعوة والقتال (قاعدة المغرب الإسلامي) فتوى حملت توقيع "أبو الحسن الرشيد" وهو أحد منظري التنظيم الإرهابي في الجزائر، جاء فيها أنه "يجوز قتل التجار من مموني الجيش وأجهزة الأمن لدفع الشر". وأضافت أن كل من يعمل ضمن مؤسسات الدولة من الطبيب إلى الشرطي يستحق القتل إن لم "يعلن توبته" ويستقيل من دولة الطواغيت.
واعتبرت الجماعة السلفية للدعوة والقتال أن دماء "الكفار" حلال ويجب قتل المرتدين عن الدين واعتبار ممتلكاتهم ونساءهم حلالا، كإشارة إلى الجزائريين الذين تركوا الإسلام مؤخرا للدخول إلى المسيحية في مدن جزائرية منها منطقة القبائل.
وقد أثارت هذه الفتوى حالة هلع شديدة لتزامنها مع تفجيرين وقعا في ولاية تبسة شرق الجزائر نتج عنهما مقتل خمس أشخاص من ضمنهم امرأتان ورضيع، إذ جاءت هذه العملية بعد هدوء نسبي طوال الأشهر الماضية، وتزامنا مع الاستعداد الرسمي للشروع في الحملة الانتخابية للرئاسيات المزمع إجراؤها في إبريل القادم.
وحسب المراقبين فإن الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي عجزت عن تحقيق مكاسب ميدانية تسعى إلى تبني أسلوب الجماعة الإسلامية المسلحة (الجيا) GIA التي كانت أول من أفتى بجواز قتل المدنيين من النساء والأطفال، حيث كانت الفتوى الشهيرة لعنتر الزوابري أمير الجماعة الإسلامية المسلحة وقتها تطالب كل المجاهدين بعدم الرأفة بأحد واعتبار كل شخص يٌقتل على أيدي المجاهدين تصبح امرأته أو ابنته أو أخته سبية وغنيمة حرب يحق للمجاهدين التمتع بها.
واعتبرت صحيفة "لورويون" أن فتوى الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي تبيح فيها قتل المدنيين من الجزائريين وسبي النساء جزء لا يتجزأ من فتوى الجماعة الإسلامية المسلحة التي كانت ترى في قتل المدنيين واغتصاب النساء جهادا شرعيا في سبيل الله حسب تعبير الصحيفة التي تساءلت بأسلوب ساخر: كيف يمكن إدانة دول الغرب بأنه يسيء إلى المسلمين في الوقت الذي تأتي فيه هذه الفتوى من "المجاهدين في سبيل الله" لقتل المدنيين ببرودة دم لأجل الدخول إلى الجنة؟ حسب قول الصحيفة. يذكر أن فتوى الجماعة الإسلامية المسلحة (الجيا) بقتل المدنيين في التسعينات من القرن الماضي أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 100 ألف شخص ذبحا أغلبهم من النساء والأطفال.
جماعة الإخوان المسلمين المصرية هي الحاضنة لكل التنظيمات الجهادية الي انتظمت البلاد الإسلامية في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. وتولدت الجماعة الإسلامية المصرية من رحم الإخوان المسلمين. "في عام 1973وبعد أن نما حجم المجموعات الإخوانية في معظم الكليات تداولت قياداتها في اختيار اسم جديد لها، واقترح أحد الشباب اطلاق اسم "الجماعة الإسلامية" عليها تيمنا بأخرى تحمل نفس الإسم في باكستان والتي أنشأها المنظر الإسلامي المتشدد "أبو الأعلى المودودى" الذى نهل منه سيد قطب وخاصة نظرية الحاكمية، فتم اطلاق هذا الإسم عليها، وكان نشاط تلك الجماعة علنيا (خاصة بعد افراج أنور السدات عن الإخوان وتمكّينهم من منابر المساجد الكبرى وأعادة مجلة الدعوة لهم)، وكان أغلب نشاطها هو تقديم خدمات طلابية من طبع المذكرات وملخصات الإمتحانات وبيع المستلزمات الدراسية من كتب ودفاتر وكشاكيل..وغيرها، الى جانب ذلك "وهو الأهم" كانوا يطبعون ويروجون لكتب وكتيبات عن أفكار تلك الجماعة بالإضافة الى رسائل "حسن البنا" وكتب "سيد قطب" وعلى رأسها كتيب "معالم في الطريق"، وأيضا المصاحف وكتب عن الوهابية يتم استحضارها من السعودية بالبالات وتوزيعها مجانا بالإضافة للدعوة للحجاب واطلاق اللحى، وبعدها بدأوا محاولة كتابة مجلات حائط على استحياء (وكان للطلبة اليساريين والقوميين قصب السبق في هذا المجال والسيطرة على كل حوائط الكليات)، ثم جاءت محاولتهم الترشح لإنتخابات اتحادات الطلاب.
وعُقدت اجتماعاته في مسجد كلية طب القصر العيني بقيادة عبدالمنعم أبو الفتوح، وفي عام 1977 أنتخب حلمي الجزار كأمير لأمراء الجماعة الإسلامية على مستوى الجامعات، وفى نفس العام 1977 شاركت الجماعة في “انتخابات اتحاد الطلبة لتفوز بأغلبية مقاعد مجالس 8 جامعات حكومية من أصل 12 جامعة كانت قائمة آنذاك. وانتهت الجماعة بإعلان الجهاد المقدس ضد نظام الحكم، بينما انشق جناح كبير عن الجماعة الإسلامية بالأسكندرية مكونا الجماعة السلفية بقيادة المقدم وبرهامى والشحات وآخرين.
لم يكن بين الجماعة الإسلامية من ينظّر لتلك الأفكار ومن يؤدلج لها، فأصدرناجح إبراهيم وعصام دربالة وعاصم عبد الماجد “ميثاق العمل الإسلامي” عام 1984 مؤكدين فيه على سلفية المعتقد وتبنيهم لثلاثية “الدعوة كأداة لتغيير المفاهيم، والحسبة كأداة لتغيير المجتمع، والجهاد كأداة للتغيير عندما لا تجدي الدعوة ولا تكفي الحسبة”. وفي نهاية المطاف أعلنت الجماعة كفر الدولة المصرية وأعلنت الجهاد ضدها وقامت باغتيالات وسط القوى الأمنية، وانتهت باغتيال أنور السادات(72) .
بعض أعضاء الجماعة الإسلامية أدخلوا قنبلة تحتوي على 1200 رطل من المتفجرات، محملة في سيارة كبيرة إلى موقف السيارات تحت برج التجارة العالمي في نيويورك يوم 26 فبراير 1993 وفجروا القنبلة التي أحدثت تلفاً كبيراً في المركز ولكن لم يصب أي شخص نتيجةً لهذا التفجير. أدى التفجير إلى إخلاء أكثر من خمسين ألف شخص من مركز التجارة وإغلاق المركز لمدة شهرين. كان يقود هذه المجموعة الشيخ المصري الضرير محمد عبد الرحمن الذي كان قد هاجر إلى الولايات المتحدة واستقر في نيوجيرسي وأصبح أماماً لمسجدها الذي كان يؤمه رمزي يوسف، محمد سلامة، نضال إياد، ومحمد أبو حليمة. كلهم كانوا مشتركين في التفجير. حُكم على الشيخ محمد عبد الرحمن بالسجن مدى الحياة، وحُكم على الأخرين بالسجن 240 عاماً لكل واحد(73) .
في يوم 18يوليو 1994 قام انتحاري من حزب الله اللبناني، بتوجيهات من إيران، يتفجير سيارة ملغومة في مبنى في العاصمة الأرجنتينية كان مقراً للجان مشتركة بين الإسرائيليين وحكومة الأرجنتين. مات في المبنى 85 شخصاً وجُرح العشرات. وبعد التحقيقات التي استمرت عدة سنوات اتهم المدعي العام الأرجنتيني رئيسة الحكومة السابقة كرستينا فيرناندز بالقيام بإصدار أوامر عرقلت التحقيق وكان الهدف منها حماية الحكومة الإيرانية (74) .
وحزب الله اللبناني بالطبع ليس بعيداً عن عمليات التفجير سواءً في سوريا أو في لبنان نفسها عندما فجروا موكب رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وكذلك عندما فجروا مقر القوات الأمريكية في بيروت يوم 23 أكتوبر 1983، والذي قُتل فيه 241 شخصاً (75) .
تعرضت باريس لسلسلة هجمات إرهابية منسقة شملت عمليات إطلاق نار جماعي وتفجيرات انتحارية واحتجاز رهائن حدثت في مساء يوم 13 نوفمبر 2015 في العاصمة الفرنسية باريس، تحديداً في الدائرة العاشرة والحادية عشرة في مسرح باتاكلان وشارع بيشا وشارع أليبار وشارع دي شارون. حيث كان هناك ثلاث تفجيرات انتحارية في محيط ملعب فرنسا في ضاحية باريس الشمالية وتحديداً في سان دوني. بالإضافة لتفجير انتحاري آخر وسلسلة من عمليات القتل الجماعي بالرصاص في أربعة مواقع حيث اقتحم مسلحون مسرح باتاكلان واطلقوا النار بشكل عشوائي، واحتجزوا رهائن، ومن ثم داهمت الشرطة المسرح وأنهت عملية الاحتجاز في المسرح، بعد تفجير ثلاثة من المهاجمين أنفسهم، كانت الحصيلة الأعلى للخسائر البشرية في مسرح باتاكلان حيث قام المهاجمون باحتجاز رهائن قبل دخولهم في مواجهة مع الشرطة حتى 00:58 يوم 14 نوفمبر. أسفرت الهجمات عن مقتل 130 شخصاً، 89 منهم كانوا في مسرح باتاكلان وجرح 368 شخص. سبعة من المهاجمين لقوا حتفهم، في حين واصلت السلطات البحث عن أي من المتواطئين معهم. تعتبر الهجمات الأكثر دموية في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية والأكثر دموية في الاتحاد الأوروبي منذ تفجيرات قطارات مدريد عام 2004 . وقد أعلن تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام مسؤوليته عن هذه الهجمات (76) .
لم يقتصر الإرهاب الذي يقوم به المسلمون على المنظمات الإسلامية فقط وإنما امتد إلى الدول العربية نفسها فقضية لوكربي (في اسكوتلندا) هي قضية جنائية نتجت عن سقوط طائرة ركاب أميركية تابعة لشركة طيران بان أمريكان أثناء تحليقها فوق قرية لوكربي في اسكتلندا سنة 1988. عقب إجراء تحقيق مشترك مدته ثلاث سنوات من قبل الشرطة الاسكوتلندية و‌مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي)، اتضح أن الطائرة تحطمت بسبب قنبلة وضعها شخص على الطائرة في مدينة فراكفورت الألمانية وانفجرت القنبلة فوق قرية لوكربي بعد أن تزودت الطائرة بالوقود في لندن. أصدرت أوامر بالقبض على اثنين من الرعايا الليبيين في نوفمبر 1991. في عام 1999، قام الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بتسليم الرجلين للمحاكمة في كامب زايست، بهولندا بعد مفاوضات مطولة وعقوبات الأمم المتحدة
(يتبع)

المراجع:
(65) ابن قدامة المقدسي، المغني الجزء الثاني والخمسون، كتاب الجهاد، فصل التترس
(66) نفس المصدر ونفس الصفحة
(67) حمد سالم المري، الوطن الكويتية، الجمعة 24 سبتمبر 2010
(68) مصباح الله عبد الباقي، مركز المسبار للبحوث، https://www.almesbar.net/المدارس-الدينية-في-باكستان-من-الجامعة
(69) https://en.wikipedia.org/wiki/2008_Mumbai_attacks
(70) إذاعة البي بي سي عربية https://www.bbc.com/arabic/media-48027590
https://en.wikipedia.org/wiki/Beslan_school_siege(71)
(72) رياض حسن محرم، الحوار المتمدن، 9/9/2019، الجماعة الإسلامية بمصر
https://edition.cnn.com/2013/11/05/us/1993-world-trade-center-bombing-fast-facts/index.htm(73)
(74) https://en.wikipedia.org/wiki/AMIA_bombing
(75) https://www.qo-uk.com/web/search?hl=en&gl=uk&ei=MMfoXqXOL4v6U63VPw&q=bombing+of+the+marines+in+beirut
(76) https://ar.wikipedia.org/wiki/هجمات_باريس_2015



#كامل_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصل الثالث-الحضارة الإسلامية كذبة كبيرة
- هل كان صحابة محمد عدولاً؟ - الفصل الثاني
- الفصل الأول تتمة
- جوهر الإسلام - الإسلام ليس ديناً - الفصل الأول1
- جوهر الإسلام
- إله الإسلام وتعدد الآلهة
- سورة الإسراء 2
- سورة الإسراء
- منابع الإسلام - الحلقة الأخيرة
- منابع الإسلام - الفصل الثالث - 10
- منابع الإسلام - الفصل الثالث - 9
- منابع الإسلام - الفصل الثالث - 8
- منابع الإسلام - الفصل الثالث - 7
- منابع الإسلام - الفصل الثالث - 6
- منابع الإسلام - الفصل الثالث - 5
- منابع الإسلام - الفصل الثالث - 4
- منابع الإسلام - الفصل الثالث - 3
- منابع الإسلام- الفصل الثالث - 2
- منابع الإسلام - الفصل الثالث 1
- منابع الإسلام - الفصل الثاني - عرب ما قبل الإسلام


المزيد.....




- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في ...
- الجنائية الدولية تحكم بالسجن 10 سنوات على جهادي مالي كان رئي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - الإرهاب الإسلامي- الفصل الرابع الجزء الأول