|
بؤس التواصل ،زمن كورونا
عائشة التاج
الحوار المتمدن-العدد: 6606 - 2020 / 6 / 30 - 18:18
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
من مظاهر بؤس التواصل زمن كوفيد أعرفها كبائعة للسمك المقلي بباب سوق القرب ، أربعينية فائقة الجمال ومتدفقة بالحيوية والنشاط . من تداعيات كوفيد تم منعها من الشغل صادفتها راجعة من السوق توزع تحياتها يمينا ويسارا ....سلوك عفوي قلما توفر لدى نساء المدن وعندما تحاذينا حيتني بحرارة وابتسامة جد عريضة . سألتها :هل كل هؤلاء المعارف أصدقاء فعلا ؟ هل ينفعونك في شيء ما عند الضرورة كان جوابها كالتالي : لا أنتظرشيئا من أي كان. ، النافع هو الله ، أنا فقط أستغل فرصة خروجي لأتكلم لانني لا أجد مع من أتكلم. بالبيت ، فقلت لها وأولادك. ؟ أجابت : أولادي مشغولون بالهاتف. ...وعلاقتي معهم هي للنهي والتوبيخ والصراخ احتاج. الكلام وأتكلم. كيفما تيسر هذه إنسانة حافظت على عفويتها البدوية. ، ولم تركن لتقنينات. الأعراف المدينية البالغة الصرامة ،. تعبر عن حاجتها للكلام بدون اي حرج وتمارس هذا الفعل بكل بساطة وعفوية بكثير من الطيبة والصدق .لا وجود لمفهوم الغريب. عند ذوي الجذور القروية على الأقل. لممارسة التواصل في حده الأدنى أتذكر عندما كنت اخرج. مع والدتي للتنزه او التسوق او لأي غرض وأنا طفلة ، فهي لا تعود خاوية الوفاض من صداقات جديدة . تمتلك أمي عفوية وخبرة في الكلام أو على الاقل انسيابية بحكم عفويتها البالغة . اذ سرعان ما تحبك علاقة ما وبسرعة أخرى يجتمعن حول صينية الشاي او الغذاء او وببساطة كبيرة ذات زمن جميل ، لم تكن فيه الآلات تسرقنا من بعضنا البعض وتزيد ثقافة التباهي الطين بلة . كانت العلاقات الإنسانية بالغة السلاسة ومشاعر الود تتدفق. مثل شلالات أوزود. المبهرة والان ؟ عز التواصل في زمن وفرة تقنيات التواصل وهنا اتكلم عن التواصل الوجداني لا الفكري . لا اتكلم عن الكلام المعلب عبر الواتساب وكل المسنجرات اتكلم. عن التبادل المباشر. بدفئه وصدقه ووده وعز اكثر مع. كل آليات التفريق والتكميم. وبتر أوصال. المجتمعات بمقص التخويف والترويع من كوروناما اكثرالكورونات الخفية و الخطيرة فعلا في الزمن القريب سنستفيق على واحات بشرية. تلفها كتبان من الرمال. البالغة الخشونة خليك على بال في الاتجاه المعاكس .
#عائشة_التاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التداعيات النفسية والاجتماعية للحجر الصحي
-
رؤية أخرى للحجر الصحي ,
-
الرسالة الروحية من وراء الفيروس.
-
كيف نواجه العزل الصحي ؟ طاقة الخوف أو طاقة الأمل ؟
-
هل يفكك الفيروس المنظومات البشرية فوق كوكب الأرض ؟
-
أعياد وحنين
-
خصوبة الأحلام
-
مداخلتي اثناء مناقشة كتاب : العوامل السسيوجغرافية للمراة في
...
-
حول ثقافة الاستبداد
-
حلكة الموت عند المستبد
-
تساؤلات حول الماء وأسراره الخفية
-
عندما تتحول فريضة الحج للقب التباهي
-
الطفلة صاحبة جائزة القراءة العربية والاحتفاء الرسمي ,
-
بعض السمات النفسية لشخصية الحكام الطغاة :
-
عندما يكون الحج بنكهة الإهانة والمعاناة ,
-
كلنا المهدي الشفعي ومطالبه
-
تأملات في تيمة الخوف .
-
المقاطعة ومحاولات تملكها
-
تأملات في حراك -المقاطعة -بالمغرب
-
التيه منارة الحيارى
المزيد.....
-
ضربات -تركية- على نفق أسلحة لقوات سوريا الديمقراطية.. ما حقي
...
-
مصدر مصري لـCNN: السلطة الفلسطينية تستعيد إدارة معبر رفح.. و
...
-
12 سؤالا للحفاظ على صحة دماغك طوال الحياة
-
سوريا: مقتل 15 في انفجار سيارة مفخخة في منبج
-
مقتل مؤسس كتيبة المتطوعين في جمهورية دونيتسك بانفجار في مبنى
...
-
البحرين.. عبد العاطي يؤكد التزام مصر بأمن الخليج
-
طريقة رصد المناطق المحمومة في العالم
-
سقوط سيارات من فوق جسر في تركيا
-
صحة غزة تنشر حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
-
إيران ترسل 4 سفن حربية إلى الإمارات لمناورات مشتركة
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|