سامي البدري
روائي وكاتب
(Sami Al-badri)
الحوار المتمدن-العدد: 6606 - 2020 / 6 / 30 - 14:40
المحور:
الادب والفن
سأنتحر الليلة، ليس لأني وصلت نهاية الحياة،
بل من أجل أن تجربي وضعك كأرملة
ما لون حزنك سيكون عندها؟
ستخرجين للتبضع وشعرك مكور خلف رأسكِ دون عناية
متى سترفعين ملابسي من الخزانة؟
أفضل أن تهديها إلى بحار
كيف سيمر عليكِ المساء الأول وأنت أرملة؟
ما رأيك لو تخرجين إلى البحر، هل ستكونين متوترة،
بنظرة المئة ياردة التي تتلبس جنود الحروب الطويلة؟
جميع الإقتراحات التي أقدمها لكِ الآن تبدو سخيفة
أو عديمة الفائدة، مثل روب حمامي، فيما لو بقي معلقاً في مكانه
لن تكون بكِ رغبة للخروج إلى أي مكان؟ ستجلسين في المطبخ؟
كلا أرجوكِ، سيبدو مظهركِ قاتماً، مثل سيارة دفن الموتى
التي ستأخذ جثتي إلى عزلة الموت
تحدثي في الهاتف إلى صديقتكِ البعيدة،
لكن في أي موضوع ممكن أن تتحدث إمرأة مترملة منذ ساعتين؟
أنتِ بحاجة لشخص لا يطالبكِ بالكلام..
حسناً أخرجي وأرمي القمامة فقط، كما تفعل جميع النساء الضجرات
كلا لا تفعلي، فربما لن تبدين بكامل أناقتك،
لأنكِ كأرملة لن ترتدي مشدة نهديكِ...
ومن دونها سيرتج نهداك بطريقة مثيرة،
يسيل لها لعاب جامع القمامة..
إذاً إدلقي على فستانك الأسود علبة سردين بالصلصة الحمراء
كي تبعد رائحة السمك العيون المتلصصة عنكِ
أوه! هل عليَّ أن أخجل وأن تغضبي من هذا الحب؟
هل أدلل خرافاتي الشخصية، بطريقة تثير الشفقة؟
كتبت كل هذا لأقول لك إني أحبكِ
بطريقة لا أجيد التعبير عنها
وربما تشبه عملية نسف مبنى البلدية،
لأنه يقطع طريق عودتك من العمل
ويمنعني من رؤيتكِ من بعيد
اللعنة! فمبنى البلدية مازال في مكانه...
والآن موعد خروجك من العمل!
#سامي_البدري (هاشتاغ)
Sami_Al-badri#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟