( نص مفتوح )
..... .... .....
نازعَت الحياة طويلاً
ماتَتْ دونما أنْ تراه
لكنَّها أسلمَتِ الروح
بعدَ أنْ قبَّلَت صورته!
الأم بحيرةُ حنان
محبّة متدفِّقة كشلال فرح
خصوبةُ الحياة
نكهة منعشة
كعناقيد العنب
الأمُّ ياسمين الروح
شهقة ابتهاجٍ
في دنيا الحزن!
تناهى من بعدِ آلاف الأميال
إلى مسامعي
شهيق الأحبّة
شوق الأحبّة
ضجيج الأحبّة
فهرولَتْ دموعي
تسقي أشجار الحنين!
أحلامٌ متكسِّرة
لا وطني
ولا أوطان الدنيا
تستطيع أن تهدِّئَ
من غربةِ الروح!
فجأةً ترحلُ أيُّها الإنسان
عبر أمواج القدر
آهٍ .. لماذا لا ترتدي هدوء الليل
قبل أنْ تحلَّ ضيفاً أبديّاً
بين أحشاء التراب؟!
كلّما تكبرُ غربتي
يزداد شوقي إلى مسقطِ حزني
إلى إنكسارات حلمي
إلى طفولتي المبلورة بالعذاب
إلى شبابي المهدور
بحثاً عن كلمة
أرتِّقُ بها
خاصرات النجوم!
أيّتها المتاخمة لنشوة القصائد
ترينَ عبر توهُّجات قلبكِ
أكثر من الآخرين
فجأةً
عَبَرْتِ ذبذبات القصائد
يا أنتِ .. مَنْ أنتِ؟
مَنْ قالَ لكِ
أنَّكِ
عاجزة عن الرؤية؟
قلبُكِ مضيءٌ
يرى أكثر ممَّا ترى
عيون الآخرين!
من بين عشرات
عشرات الحاضرات
تسألينني عن لبِّ القصائد
نشربُ نخب صحتنا
نناجي سماوات الفرح
مهيّأين لمعانقة همهمات الليل
لسموِّ الروح ..
ينتشلنا شاطئ البحر
من ضجيج المدينة
.... ...... ..... يُتبَع
لا يجوز ترجمة هذا النص إلى لغاتٍ أخرى إلا باتفاق خطي مع الكاتب.
ستوكهولم: كانون الثاني 2001
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم