عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 6605 - 2020 / 6 / 29 - 16:47
المحور:
الادب والفن
إنتظار
عَيْنانِ ينطُقُ فيـــــهِما الكَلِمُ
فكأنّما فـــي البؤبــؤينِ فَمُ
وكأنّما الرِمْشـــانِ قد هَمَسا
همساً فدَوَّنَ ذلــــــك القلمُ
ما زلتُ منتظراً وبيْ لهفٌ
لمْ يُثنِني ريـــــبٌ ولا سأمُ
وَوَقفتُ حتى ضَجّ من لغَبٍ
ساقٌ وكــلّ من الأذى قَدمُ
وتَسمَّرَتْ عينــايَ من قلقٍ
وكأنما فــــي هيكلي صَنمُ
أمَلي بأنّ أحظــى برؤيتها
فأعودُ لا يـــــأسٌ ولا ندمُ
يا دربُ لا تُسرعْ بخطوتِها
فلكلِّ منشَـــــــغلٌ بها سهَمُ
أو ربما رقّــــتْ وجـاء بها
عند المنامِ تكــــــــرُّماً حُلُمُ
وكأنني ضيـــــــفٌ ألمَّ بها
تقريهِ ماشــــــاءَت ويلتهمُ
يا ليتها قــــــالتْ إليكَ بها
كأسُ الصــبابةِ أيها النهمُ
وكأنّما توتُ الشـــفاهِ على
صَحنٍ ينزُّ دمــــاً ويبتسمُ
تفّاحُ خديــــــــها يمازحُهُ
رَجْلٌ حريـرٌ شِبْهُهُ الفَحَمُ
شفتان لونُهما يلــــوذُ بهِ
من حُمرَةٍ تنتـــابُهُ العنَمُ
جيداءُ مثل النخلِ فارعةٌ
ما شابَها عَبَلٌ ولا عَرَمُ
خُلقَتْ على مهلٍ فَظُنّ بها
أنْ لمْ يلدْها يومَــها رَحِمُ
خلقتْ كـأنّ البدرَ أنجبها
فإذا الفراقــــدُ كلُّــها خدَمُ
خدّان بــل قمران حولهما
ليلٌ أطلتْ فوقَهُ الســـــُدُمُ
أوغارةٌ دارتْ على لهبٍ
فرسانُها وخيــــولُها دُهمُ
مرفوعةُ المتنيـنِ فوقهما
جيدٌ إذا مـــــا آدَ ينفصِمُ
حتّى إذا دارتْ بخــمرتِها
وتهافتُ العُشّــــاقِ يحتدمُ
وسَقَتهمو فتمـــايلوا طرَباً
بألذّ ما سمعوا ومــا لثموا
فأتيتُها والليــــــــــلُ أوّلَهُ
والصبحُ لـمْ يُرفعْ لهُ علَمُ
آليتُ أني لاأكـــــونُ كما
كانوا إذا ولِعوا بها ندِموا
وعَزمتُ أن ألقي الفؤادَ على
أمواجِها وليَطــوِنِي العدَمُ
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟