حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 1591 - 2006 / 6 / 24 - 08:19
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
كأس العالم مناسبة المناسبات، يتلهف عليها الجميع، تخرج بهم من هموم دنياهم، تحلق معهم في أجواء تنافس شريف، تشركهم مع الملايين في انفعالات كل لعبة، كأنهم متجاورون، متلاصقون. منافسات كأس العالم ليست مجرد مناسبة رياضية، إنها معرض كبير لآخر ما وصل إليه العلم، إنها درس في النظام والانضباط، في احترام المواعيد، في الدخول والخروج دون تدافع.
الفرق في كأس العالم تُعبر عن شعوبها، عن مقدرتها علي الإبداع والابتكار، عن روحها الرياضية وتقبلها للغير واحترامهم، عن مدي استمرارها في الكفاح حتي النهاية، عن جديتها في الاستعداد وفي المباريات. من واقع البدايات والنتائج فقد وضح بدون شك تفوق الفرق الحديثة والعريقة، أوروبية وأمريكية وأفريقية، غاب المسلمون، انهزم العرب بجدارة.
كرة القدم فيها المواهب والإبداع، إنها صناعة وعلم وثقافة، لانتقاء المواهب وفرزها، لتنميتها ورعايتها صحياً. في المجتمعات الحرة يُعتاد الإبداع، تنمو المواهب الفردية، لا تعوقها موانع، الفكر بلا حدود، في كل المجالات، من بينها كرة القدم. لو تأملنا حال الدول الإسلامية من عربية وغيرها لصدمنا لكم القهر الذي تعانيه الشعوب، من حكامها ومن المتمسحين في الدين، المحرمات بلا حساب، المسموحات علي استحياء، المُبدع محاصر، متهم، مطارد، الجهل والخزعبلات والقشور تعلو علي العلم وإعمال العقل. مناخ لا يفرز إبداعاً إنما ركوداً ونمطية، إيثارُ السلامة في الصمت والانقياد، في التفكير سراً، إن كان في العقل بقية.
خرج المسلمون من العصر، بأيديهم، في الصومال منعت المحاكم الشرعية إذاعة مباريات كأس العالم حتي تتيقن من أنها حلال، تتنطع ولم تتسلم حكماً بعد. أما عندنا، تأكد سقوط وزيف شعارات الريادة، لم تبذل أجهزة الدولة جهداً لإذاعتها، تعلل بعض المسئولين بأن التعليم وغيره أولي بمصاريفها، وكأن التبذير بلا حدود من فعل الشعب، كأن الملايين التي تُهدر من أخطائه، اسألوا جراج رمسيس وغيره من مشاريع واحتفاليات ومؤتمرات وندوات؛ شيخ من إياهم هزم دولة، تلاعب بها، بعد أن سَخَرَ فنانيها وفناناتها بأمواله، يحول مسار من يشاء ويركن من يشاء.
يسمونها في العالم مباراة ونسميها لعبة، فَرقٌ مفزعٌ بين الجَد والهَزل، جدُهم وهزلُنا،،
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟