|
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 1 ف 2
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6604 - 2020 / 6 / 28 - 11:42
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
المشكلة العقلية _ ج 2 باب 1 ف 2
التنمر الأبوي والدولة التسلطية وجهان لعملة واحدة .
1 ما يزال ، لدى الفلسفة والدين _ والتنوير الروحي أكثر _ ما يقدمانه للعلم . التمييز بين الصحة العقلية والمرض العقلي بدلالة المعايير الموضوعية ، المنطقية والتجريبية معا ، سوف أعرضها في ملحق آخر النص . الفارق النوعي بين المرض النفسي والمرض العقلي بكلمة " المسؤولية " . المرض النفسي خلاصة ، نتيجة سوء الحظ الوراثي أو المجتمع ( بواسطة الأبوين ومن بمقامهما ) ، بينما المرض العقلي موقف فرد بالغ من العالم ، ومن نفسه بالتزامن ، ولديه الخيار الحقيقي بين موقف الصحة أو المرض العقليين . مثال مباشر ، تنمر أحد الوالدين ، هو مسؤولية مباشرة وعقوبتها السجن في الدولة الحديثة . .... المرض العقلي يتضمن المرض النفسي والعكس غير صحيح ، لكن هنا مفارقة حقيقية . المرض العقلي يتعلق بالاتجاه ، والتفسير والمعنى . وهو أحد الخيارات . قد يكون المرض النفسي مصدر الابداع ، وسبب حقيقي للتطور والمعرفة الحب . والأمثلة عديدة ، وشائعة إلى درجة الابتذال في مختلف أشكال الفنون والآداب ، وخاصة في الشعر والفلسفة . المستوى الاجتماعي فارق نوعي آخر بين المرض العقلي والنفسي . المستوى الاجتماعي المعرفي _ الأخلاقي يتضمن مختلف الآراء الفردية . وهو يتوسط الرأي والمعلومة . المرض العقلي هو رأي شخصي ، لكن وللأسف ، كثيرا ما ينجح بعض المرضى النفسيين في تخفيض المستوى الاجتماعي إلى مستوى أفكارهم العنصرية بطبيعتها . وهذا ما يدعو إلى الخوف بالفعل ، حيث خلال النصف الأول للقرن العشرين ، تحكم بمصير العالم أمثال هتلر وموسوليني وتشرشل وستالين . وما يزال حالنا في بلاد العرب والمسلمين يتدهور من سيء إلى أسوأ على مستوى الثقافة ( السياسة والقوانين ) . 2 وفق التصور التقليدي للزمن والحاضر خاصة ، الموروث والمشترك ، يتعذر على الفرد أن يتجاوز مصيدة المرض العقلي ( عداء الغريب والمختلف ، والحاجة إلى عدو ، ...وغيرها من أشكال العنصرية المتجددة الصريحة أو المستترة ) خاصة في دولة تسلطية ومجتمع مغلق . يعرض الفكرة ( الخبرة ) الروائي المعروف ( الفرنسي _ التشيكي ) ميلان كونديرا بشكل مكثف وواضح ، بما معناه : كيف نعرف أن ما نقوم به اليوم هو الصح والمناسب ، طالما أن الحياة تحدث لمرة واحدة فقط ، ولا مجال للتعويض أو الإعادة وغيرها . هذه نتيجة مباشرة لتصور أن اتجاه حركة الزمن من الماضي إلى المستقبل ، حيث تتطابق حركة الحياة والزمن . بعد فهم الواقع الحقيقي ، الجدلية العكسية لحركتي الزمن والحياة ، تتوضح الامكانية الفعلية للاختيار ، والقرار الواعي والحر بالنسبة للغالبية العظمى من الأفراد البالغات _ ين . .... هذا يوم جديد أيضا . دوام الحال من المحال . أم العكس لا جديد تحت الشمس والعود الأبدي ؟! وغيرها كثير ، وقد عرضت الموقف العالمي المزدوج من الواقع : الجدلي ( الدوري ) مع العلمي ( التعددي ) بالتزامن ، حيث يتصور الموقف الجدلي العالم والكون في حركة دائرية ودورية ( لا جديد تحت الشمس ، والعود الأبدي ، والاجبار على التكرار وغيرها ) . على النقيض من الموقف العلمي حيث يتصور العالم والكون في حركة خطية من المعلوم إلى المجهول ( كل لحظة يتغير العالم ، وأنت لا يمكنك السباحة في مياه النهر مرتين ، وأثر الفراشة وغيرها ) . 3 الموقف من المجهول _ المشكلة والحل بالتزامن . المجهول كفكرة وموضوع ، يقبل التصنيف الثنائي : 1_ المجهول الشخصي وهو الأهم 2 _ المجهول الإنساني . مثال تطبيقي على المجهول الإنساني ، فكرة الأرض المسطحة ، وكيف استطاع بعض الفلاسفة منذ عشرات القرون الاستنتاج بأنها كروية . وكان الدليل الأول والأهم مشاهدة غروب الشمس ، إذا كانت الأرض مسطحة بالفعل يجب أن تختفي السفن دفعة واحدة وليس بالتدريج ، وغيرها أيضا حول مراقبة الكسوف ، أيضا بدلالة ظل الانسان المتساوي في مختلف الأماكن ( وهذه الأفكار يمكن التوصل إليها مباشرة ) . .... المشكلة في المجهول الفردي . الشخصية النرجسية ، لا تدرك ما تجهله . بين الشخصية النرجسية والأنانية ، الشخصية الدوغمائية ( نحن ضد هم ) . الشخص غير الناضج ، أو المريض العقلي النرجسي أو الأناني أو الدغمائي ، يشعر ويعتقد أن الحق معه وله دوما . والاستثناءات نادرة ، وتافهة ، ولا يعول عليها . .... لنتخيل بعد مرور قرن .....سنة 2021 وما بعده أكثر ؟! سوف يكون علم الزمن ، قد صار مثل علم النفس اليوم ، له فروع واختصاصات ومتنوعة . وخاصة علم الحاضر . وربما العكس ، قد يستمر الغرور والجهل لقرون عديدة ! ربما . 4 تفضيلي الشخصي للصحة العقلية بدلالة التفكير الإبداعي . الصحة العقلية والتفكير الإبداعي وجهان لعملة واحدة . التفكير الإبداعي حر بطبيعته ، المقدرة على تحمل المجهول بالفعل ، والشخصي أيضا . التفكير الإبداعي نقيض الفكرة الثابتة . الفكرة الثابتة لا يجهلها طفل _ ة بعد العاشرة . الفكرة الثابتة تسمية ثانية ، أو مهذبة ، للهوس والوسواس القهري حيث يتملكنا القلق اللاعقلاني حول قضية ( مشكلة ) غير واقعية . .... الموت مصدر الخوف . الخوف مصدر الغضب والعدوانية وغيرها من أنواع العنف . المقدرة على تحمل فكرة الموت الشخصي وحتميته عتبة ، ومعيار للعقل والتفكير . دون ذلك مستوى الرغبة الأولية والمشتركة . الانتقال من التوقع ، على مستوى الرغبة والشعور ، إلى التوقع على مستوى الأداء ، وبدلالة المعايير الموضوعية عتبة الصحة العقلية والتفكير العلمي ( المنطقي والتجريبي ) . ناقشت هذه الفكرة الهامة بشكل تفصيلي وموسع ، عبر نصوص منشورة على الحوار أيضا . .... هوامش 1 العيش في الحاضر مفارقة بطبيعته ، لكن غالبا ما نفهمه كمغالطة ونعيشه كمغالطة ؟! .... 2 فيزياء الفلك علم الماضي . فيزياء الكم علم الحاضر . فيزياء الزمن علم المستقبل . .... أعتقد أننا نعيش في عصر علمي جديد _ متجدد ، ويختلف بشكل نوعي عن كل ما مضى . لا اعتقد فقط ، بل على يقين . .... 3 لا أعرف الطريقة الملائمة لتخيل المشهد ( الواقع أو الحقيقة الموضوعية ) بشكل صحيح وكما هو عليه .... الحركتان التعاقبية والتزامنية _ الأولى تقيس سرعتها الساعة ، والثانية تتحدد بدلالة سرعة الضوء _ حيث الحركة الأولى ( التعاقبية ) تمثل انحسار الزمن باتجاه الماضي المعاكسة بطبيعتها لحركة نمو الحياة وتطورها في اتجاه المستقبل ، والحركة الثانية ( التزامنية ) تتحدد بدلالة سرعة الضوء وهي ما تزال شبه مجهولة قياسا بالحركة الأولى ( التعاقبية ) . ليست مغالطة بل مفارقة . .... 4 الغد ( والمستقبل كله ) يقترب ، هذه حقيقة تجريبية ، ومشتركة . الأمس ( والماضي كله ) يبتعد ، هذه أيضا حقيقة تجريبية ومشتركة . حركة مرور الزمن ، هي التي تبعد الماضي وتأتي بالمستقبل ، وهي ظاهرة طبيعية ومعروفة منذ اقدم العصور ( المشكلة أنها خارج مجال الحواس ) . .... ملحق غير مكتمل الصحة العقلية موضوع اشكالي بطبيعته ، ومع التقدم الكبير الذي تحقق خلال العقدين الماضيين في فهم الفكر والشعور والعلاقة المعقدة بينهما ، يبقى الموضوع مفتوحا . 1 مشكلة التصنيف الثنائي ، ليس بين الصحة والمرض فقط ، بل في كل مجال يمثل التصنيف مشكلة بحد ذاته مع أنه لا غنى عنه في الحوار أو البحث العلمي كما أعتقد . بالطبع لا توجد حدود موضوعية ، وثابتة ، بين الصحة والمرض وخاصة في المجال العقلي . مع ذلك أعتقد ، أن خلاصة بحثي في هذا الموضوع عبر سنوات عديدة تحمل قيمة ثقافية وأدبية خاصة ، وربما معرفية أيضا ! معيار 1 للتمييز بين الصحة العقلية أو المرض عبر اتجاه الشخصية ، من خلال نمط العيش مع الموقف العقلي من الذات والعالم . اتجاه الصحة : اليوم أفضل من الأمس . اتجاه المرض : اليوم أسوأ من الأمس . وقد ناقشت هذه الفكرة بشكل موسع في الكتاب الأول " النظرية " . معيار 2 درجة الانسجام بين العمر العقلي والعمر البيولوجي للفرد . بعبارة ثانية ، يتمثل المرض العقلي بفشل الفرد في النمو والنضج المتكامل ، على الرغم من نضجه البيولوجي وعدم وجود مشكلة في الجانب الفيزيولوجي أو الاجتماعي . معيار 3 تضخم الاحتياجات العقلية الخاصة ( غير الضرورية واللاعقلانية بطبيعتها ) ، على حساب العادات الإيجابية بالطبع . كمثال على ذلك اضطراب الشخصية السادو _ مازوشية ، والذي يتمثل بالحاجة القهرية إلى السيطرة أو الخضوع . .... توجد معايير عديدة ومتنوعة بالطبع ، للتمييز بين الصحة النفسية والمرض النفسي وبعضها يصلح للتمييز أيضا بين الصحة العقلية والمرض . وسوف أعود إلى هذا الموضوع بشكل متكرر ، لأهميته ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 1 ف 1
-
الكتاب الخامس ( الزمن )_ الجزء الأول مع أبوابه الثلاثة
-
الكتاب الخامس ( الزمن )_ الباب 3 مع فصوله
-
الكتاب الخامس ( الزمن ) _ باب 3 ف 3
-
الكتاب الخامس ( الزمن ) _ باب 3 ف 2
-
الكتاب الخامس ( الزمن ) _ باب 3 ف 1
-
الكتاب الخامس _ الباب 3
-
الكتاب الخامس _ الباب 1 و 2
-
الكتاب الخامس ( الزمن )_ الباب 2 ف 3
-
الكتاب الخامس ( الزمن )_ الباب 2 ف 2
-
الكتاب الخامس ( الزمن )_ الباب 2 ف 1
-
الكتاب الخامس ( الزمن )_ الباب الثاني
-
الكتاب الخامس ( الزمن )_ الباب الأول مع فصوله
-
الزمن بين الفلسفة والعلم _ الباب 1 ف 3
-
الزمن بين الفلسفة والعلم _ الباب 1 ف 2
-
الزمن بين الفلسفة والعلم _ الباب 1 ف 1
-
الزمن بين الفلسفة والعلم 3
-
الزمن بين الفلسفة والعلم 2
-
الزمن بين الفلسفة والعلم 1
-
الكتاب الرابع _ الباب الرابع
المزيد.....
-
طريقة ترحيل مهاجرين هنود من أمريكا تثير غضبًا بالهند.. شاهد
...
-
حماية الطفل في فرنسا: -القاصرون الأجانب غير المصحوبين لا يتل
...
-
-بداية جديدة-.. مدير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية يلتقي الشرع
...
-
بعد يوم من اتصاله بالشرع.. عون يأمر الجيش اللبناني بالرد على
...
-
سيناتور أمريكي ينشد داخل الكونغرس: -ارفع رأسك فوق أنت سوري ح
...
-
بعد تنفيذه في السعودية.. ما هو حد الحرابة وشروط تطبيقه؟
-
الجيش الإسرائيلي يعلن استهدافه موقعا استراتيجيا لحزب الله في
...
-
الحكومة السورية تسمح للموفدين وكفلائهم المطلوبين -ماليا أو ق
...
-
الخارجية الروسية تدعو المجتمع الدولي لإدانة الهجوم الأوكراني
...
-
بري لموفدة ترامب: إسرائيل شر مطلق
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|