أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سليم نزال - هذا العالم المتشابك !















المزيد.....

هذا العالم المتشابك !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6603 - 2020 / 6 / 27 - 02:41
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


هذا العالم المتشابك !

امامى على طاولة بجانبى تمثال ملك فارسى يحمل رمحه و يستعد للحرب .و الحقيقة لا اعرف اسم الملك لان الخط غير واضح و ليس بوسعى قراءة الاسم.و ما زلت اتذكر ان الدكان الخاص ببيع هذه التمائيل كان قريبا من الفندق الذى كنت فيه فى طهران .و هى بالطبع تماثيل مصنوعة حديثا تحاكى تماثيل قديمة .لكنها صنعت بمهارة كانها تبدو قديمة جدا .
ما يشغلنى عادة لدى زيارة اى بلد هو شراء شىء ما يرمز لثقافة البلد .و معظم البلاد تصنع صحونا او قيشانية ملونه يوجد عليها رسومات تعبر عن ثقافة البلد او رسومات و مناظر مدن من البلاد .

من اندونيسيا اشتريت تمثالا خشبيا يصور امراة تحمل طفلها و هو منظر جميل حقا يعبر عن قوة الامومة .و لا اعتقد انه يوجد فى الدنيا كلها مشاعر حب تعادل مشاعر الام .و احيانا اتاملها و افكر فى هذه الحروب التى استعرت فى بلادنا منذ العام 2011 .و افكر بهؤلاء الامهات الذين فقدن فلذات اكبادهن فى حروب اعتقد انه كان من الممكن ببعض العقلانيه تجنبها .

لكن اسوا تجربة لناحية عدم تمكن من شرا أدوات ثقافيه مررت بها كانت فى هونغ كونغ لانى لم اجد فيها اى شىء تقليد صينى او اننى لم اتمكن من معرفة مكان يوجد فيه شيئ من هذا القبيل .كل شىء هناك عبارة عن صناعات غربية حقيقيه او مقلده .و كان صديقى المرحوم ابا باسل قد اوصانى ان اشترى له كاميرا يابانيه لانه سمع انها رخيصه هناك . سالت الصديق الذى يسكن فى هونغ كونغ و ه يعرف البلد جيدا ,ضحك و قال اجل يمكن ان تشترى له كاميرا يابانيه مزورة لكنها تتلف بعد مرة من الاستعمال .

و هناك يفاصلون فى السعر و الواحد نسي ثقافة المفاصلة بحكم طول المدة فى اوروبا فتركت الامر لصديقنا هناك الذى يتحدث اللغة جيدا الامر الذى يسر امور الشراء.و قد اطلقت عليه اسم جابر عثرات الكرام و هو تعبير استعمله امين الريحانى و يعنى الشخص الذى ينقذ المرء حين يكون فى موقف صعب .
.
و ذات يوم شاهدت مطعم كتب عليه اسطنبول .دخلت و قلت مرحبا افندى فرد هاشا باشا ظنا منه انى تركى وقال نسنسن اى كيف الحال قلت اييم اى كويس ثم راح يتابع فاوقفته و قلت له امان امان هذا كل رصيدى من التركيه .

سرت فى الطريق فى منطقة يقطن اغلبها اجانب و خاصة هنود و سواهم من اسيا .اوقفنى هندى و قال بدلة خلال ساعتين مقابل مائة دولار .و بالفعل عندهم محل خياطة يستطيعون ان يعملوا للشخص بدلة من اى قماش يختاره .يقوموا بالمقاييس ثم يذهب الزبون و يعود بعد ساعتين و تكون البدلة جاهزة .

كنت اتامل هذا العالم الخليط من البشر من اعراق و بلاد عدة , و المحلات تضع منتجاتها على طاولات امام المحل .رايت صوماليا معه اربعة شنط .كان المسكين يجر اثنتين و هو ينظر للوراء يضعهم ثم يعود بسرعة ليجر الشنط الاخرى .قت له مازحا انت داروت او هويه ؟ استغرب الامر قال كيف تعرف عن قبائل الصومال .قلت من يقرا يعرف .شعر بالاطمئان و بدا يتحدث بالعربية . قمت بمساعدته بان جررت شنتطتين الى ان وصلنا موقف الباص .شكرنى بحرارة و مضيت فى سبيلى اتامل هذا العالم المتشابك الحضارات و الاعراق و الثقافات .

سليم نزال

امامى على طاولة بجانبى تمثال ملك فارسى يحمل رمحه و يستعد للحرب .و الحقيقة لا اعرف اسم الملك لان الخط غير واضح و ليس بوسعى قراءة الاسم.و ما زلت اتذكر ان الدكان الخاص ببيع هذه التمائيل كان قريبا من الفندق الذى كنت فيه فى طهران .و هى بالطبع تماثيل مصنوعة حديثا تحاكى تماثيل قديمة .لكنها صنعت بمهارة كانها تبدو قديمة جدا .
ما يشغلنى عادة لدى زيارة اى بلد هو شراء شىء ما يرمز لثقافة البلد .و معظم البلاد تصنع صحونا او قيشانية ملونه يوجد عليها رسومات تعبر عن ثقافة البلد او رسومات و مناظر مدن من البلاد .

من اندونيسيا اشتريت تمثالا خشبيا يصور امراة تحمل طفلها و هو منظر جميل حقا يعبر عن قوة الامومة .و لا اعتقد انه يوجد فى الدنيا كلها مشاعر حب تعادل مشاعر الام .و احيانا اتاملها و افكر فى هذه الحروب التى استعرت فى بلادنا منذ العام 2011 .و افكر بهؤلاء الامهات الذين فقدن فلذات اكبادهن فى حروب اعتقد انه كان من الممكن ببعض العقلانيه تجنبها .

لكن اسوا تجربة لناحية عدم تمكن من شرا أدوات ثقافيه مررت بها كانت فى هونغ كونغ لانى لم اجد فيها اى شىء تقليد صينى او اننى لم اتمكن من معرفة مكان يوجد فيه شيئ من هذا القبيل .كل شىء هناك عبارة عن صناعات غربية حقيقيه او مقلده .و كان صديقى المرحوم ابا باسل قد اوصانى ان اشترى له كاميرا يابانيه لانه سمع انها رخيصه هناك . سالت الصديق الذى يسكن فى هونغ كونغ و ه يعرف البلد جيدا ,ضحك و قال اجل يمكن ان تشترى له كاميرا يابانيه مزورة لكنها تتلف بعد مرة من الاستعمال .

و هناك يفاصلون فى السعر و الواحد نسي ثقافة المفاصلة بحكم طول المدة فى اوروبا فتركت الامر لصديقنا هناك الذى يتحدث اللغة جيدا الامر الذى يسر امور الشراء.و قد اطلقت عليه اسم جابر عثرات الكرام و هو تعبير استعمله امين الريحانى و يعنى الشخص الذى ينقذ المرء حين يكون فى موقف صعب .
.
و ذات يوم شاهدت مطعم كتب عليه اسطنبول .دخلت و قلت مرحبا افندى فرد هاشا باشا ظنا منه انى تركى وقال نسنسن اى كيف الحال قلت اييم اى كويس ثم راح يتابع فاوقفته و قلت له امان امان هذا كل رصيدى من التركيه .

سرت فى الطريق فى منطقة يقطن اغلبها اجانب و خاصة هنود و سواهم من اسيا .اوقفنى هندى و قال بدلة خلال ساعتين مقابل مائة دولار .و بالفعل عندهم محل خياطة يستطيعون ان يعملوا للشخص بدلة من اى قماش يختاره .يقوموا بالمقاييس ثم يذهب الزبون و يعود بعد ساعتين و تكون البدلة جاهزة .

كنت اتامل هذا العالم الخليط من البشر من اعراق و بلاد عدة , و المحلات تضع منتجاتها على طاولات امام المحل .رايت صوماليا معه اربعة شنط .كان المسكين يجر اثنتين و هو ينظر للوراء يضعهم ثم يعود بسرعة ليجر الشنط الاخرى .قت له مازحا انت داروت او هويه ؟ استغرب الامر قال كيف تعرف عن قبائل الصومال .قلت من يقرا يعرف .شعر بالاطمئان و بدا يتحدث بالعربية . قمت بمساعدته بان جررت شنتطتين الى ان وصلنا موقف الباص .شكرنى بحرارة و مضيت فى سبيلى اتامل هذا العالم المتشابك الحضارات و الاعراق و الثقافات .



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من زمن الحوارات!
- من زمن سبارتاكوس الى ثورة السود فى امريكا النضال السياسى ادا ...
- تسعة دقائق هزت العالم !
- اللغة الخشبية!
- قوانين الحياة!
- نبوءة زهير بن ابى سلمى
- لا تستعجلوا! الطريق طويلة !
- بين التمرد و الثورة!
- تاملات فى ذكرى نكبة فلسطين
- الطريق الى النكبة الجزء السادس غياب العقل السياسيى
- الطريق الى النكبة الجزء الخامس
- الطريق الى النكبة الجزء الرابع
- الطريق الى النكبة الجزء الثالث
- فى انثروبولوجيا التعدد الثقافى
- فى الحجر الصحى !
- روح الشعب و الذاكرة الجماعية!
- الطريق الى النكبة
- تاملات فى الفضاء الانسانى
- لا بد من فك الانسداد المعرفى عبر توسيع القاعدة المعرفية.
- فرص جديدة


المزيد.....




- إغلاق المخابز يفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، ومقتل وإصابة أل ...
- هل يهدد التعاون العسكري التركي مع سوريا أمن إسرائيل؟
- مسؤول إسرائيلي: مصر توسع أرصفة الموانئ ومدارج المطارات بسينا ...
- وزارة الطاقة السورية: انقطاع الكهرباء عن كافة أنحاء سوريا
- زاخاروفا تذكر كيشيناو بواجبات الدبلوماسيين الروس في كيشيناو ...
- إعلام: الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات صارمة على السفن التي ...
- الولايات المتحدة.. والدة زعيم عصابة خطيرة تنفجر غضبا على الص ...
- وفاة مدير سابق في شركة -بلومبرغ- وأفراد من أسرته الثرية في ج ...
- لافروف يبحث آفاق التسوية الأوكرانية مع وانغ يي
- البيت الأبيض: ترامب يشارك شخصيا في عملية حل النزاع الأوكراني ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سليم نزال - هذا العالم المتشابك !