|
كلمة : المذابح مستمرة ، ودائماً هناك شاهد وكاميرا !!
أحمد الناصري
الحوار المتمدن-العدد: 1591 - 2006 / 6 / 24 - 11:52
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
من حديثة والإسحاقي وبعقوبة وشوارع وأسواق بغداد الفقيرة الى بحر غزة وجباليا ومخيمات الجوع والحصاروالعزل الفلسطيني ، وقرى أفغانستان المهتوكة بالفتاوي الدينية والقصف الإستراتيجي والجوع وزهرة الحشيش القاتلة ، المذابح الدموية مستمرة في منطقتنا المنكوبة والمستباحة ، ودائماً هناك شاهد وكاميرا ، والشاهد من الأطفال ، أصحاب القلوب الرقيقة والذاكرة الإبتدائية الطرية والأجساد الهشة ، أطفال من ذوي القلوب والأجنحة المتكسرة ، ( هل نسي أحد منا علي العراقي الذي عاد إلينا بعد غارة أمريكية وحشية بلا أجنحة ؟؟ ) ، مثل هدى غالية التي صرخت بوجه العالم النائم والظالم ولم يستيقظ ، فإشتكت الى البحر والتاريخ ، والى جثة إبيها الذي صمت بخجل أمام دموع ولوعة الطفلة المفجوعة ، بعد إن صمت النظام العربي الرسمي صمت القبور ، بل تواطأ في أحيان كثيرة مع المجرم ، حيث عانقه محمودعباس بحميمية ( مقرفة ) رغم كل الجرائم ( الحقيرة !! ) التي يرتكبها العدو الصهيوني على مدار الساعة . المذابح مستمرة ومتصاعدة ، والتجاوزات لاتتوقف ، رغم حضورالكاميرات والنقل المباشر ، ورغم وجود الشهود والشواهد على الجريمة ، من دير ياسين الى صبرا وشاتيلا وقانا والجدار الصهيوني العنصري الكالح ، وفضائح أبو غريب وبوكا وغوانتنامو والسجون السرية عبر العالم والإرهاب الطائفي المنفلت ، فكل مظاهر العنف والقسوة والحروب والإرهاب والإستغلال تتصاعد ، فيما يبدو إنها شروط ومقدمات القرن الأمريكي والعولمة ونهاية التاريخ ، أو نهاية الحياة الطبيعية للشعوب والبشر . بلدي العراق ساحة مستباحة ومفتوحة للجيوش البربرية الغازية ومخابراتها ونهبها المنظم والسريع لكل شئ ، حيث يسيل النفط من دون عدادات ، وسجونها العلنية والسرية ، ومذابحها العشوائية والمقصودة ضد المدنيين العزل ، والتي لن تتوقف مادام الاحتلال موجود ، وهو يحاول تثبيت وترسيخ وجودة وسيطرته بكل الوسائل الهمجية ، ولا تفيد الدعاوى التافهة لإجراء تحقيقات سقيمة ، ستكون نتائجها معروفة مسبقاً . حديثة والإسحاقي وبعقوبة ، مذابح وجرائم منظمة ومتواترة ، جرائم ضد الإنسانية من الناحية القانونية والتاريخية ، ينفذها جيش الاحتلال بدم بارد ، وبطريقة جبانة ، حسب عقيدة جيش الاحتلال الأساسية وتخطيطة وأساليبة المعروفة ، وليست أحداث عابرة وفردية ، كما في المثال الصهيوني الهمجي الفاضح ، ومن ثم يحاول تغيير ومسح معالم الجريمة ، لكنه يفشل في كل مرة ، ويلجأ الى التبريرات الضعيفة والخائبة المعتادة ، أو الى الصلف والتحدي المريض . هذه الأحداث المستمرة والمتصاعدة هي التي تطبع الوضع السياسي والعسكري في ظل الاحتلال ، وليس هناك طابع أساسي آخر ، خاصة مايتعلق بالإدارة المحلية الجديدة ، المحاطة بكل أسباب الفشل والعجرالواضحين ، فالخطة الأمنية لم تجلب الأمن لبغداد وباقي المدن ، والتوتر يسود البصرة والرمادي ومناطق عديدة أخرى ، رغم تصفية السفاح الطائفي الزرقاوي المقبور ، فلا زالت القوى الإرهابية تسيطر على الوضع الأمني والسياسي ، وهذه القوى تتمثل بجيش الاحتلال الأمريكي والمخابرات الدولية والميليشيات الطائفية والدينية وفرق الموت ، وهي تعمل بحرية وبإمكانات كبيرة ، وإلا كيف يمكن تفسير خطف حوالي مئة موظف من مؤسسة صناعية كبيرة ؟؟ وكيف يمكن تفسير خطف حوالي ( 50 ) مواطن نهاراً من الصالحية في وسط بغداد ؟؟ وماذا نسمي الأوضاع السائدة في البصرة وكذلك الموصل ، وهما المدينتان الأساسيان بعد بغداد المنكوبة والمنتهكة ؟؟ إن هذه المدن الثلاث هي ركائز العراق الأساسي أو كل العراق ، الى جانب بقية المدن والمناطق !! لقد رفض الكونكرس الأمريكي يوم أمس حتى التفكير بمناقشة جدولة الإنسحاب ، ولا أدري من أين يأتي المدعو موفق الربيعي بمعلوماته حول الإنسحاب الكامل نهاية عام 2007 او بداية 2008 ، ما دام الكونكرس الأمريكي نفسة لم يقرر بعد ، بل يرفض مناقشة الموضوع ؟؟ إم أنها جزء من التصريحات والإدعاءات الفارغة والباطلة ، التي يطلقها بعض أتباع الاحتلال للتضليل والتعميم على حقيقة الوضع ، أو لخلق دور وهمي لهم ، يدعم فرمانات بريمر أمير الاحتلال والظلام ، في تعيينهم لفرض الاحتلال وصناعة أزلام دولة مشوهة وتابعة ؟؟ لاتزال الأزمة الوطنية الشاملة مستمرة ومتصاعدة ، وبنفس الخطوط الرئيسية ، حيث الصراع يدور بين المحتل وبرنامجه الخاص ، وبين عموم الشعب العراقي الذي يرفض الاحتلال ويتطلع الى التحرر والاستقلال الحقيقي وحل مشاكله القديمة والجديدة المتراكمة ، ولم تحصل تطورات خارقة أخرى خارج هذا الإطار حتى الآن ، وقد فشلت جميع المراهنات والمساعي لإنجاح أجندة المحتل ، وهو يواجه رفضاً كبيراً ، ويلجأ الى المذابح والمجازر الخسيسة في كل مرة يشعر بتوقف أو قرب توقف مشروعه الاحتلالي ، ولفرض سيطرته المستحلية على شعب متمرد يرفض الخنوع ، لذلك فإننا نتوقع إستمرار هذه المذابح في أكثر من مدينة ومنطقة ، وبصور أبشع ، وهذا ناتج كما قلنا دائماً من طبيعة الاحتلال العسكرية الإستعمارية ونموذجها الرأسمالي القديم والحديث ، الذي لم يتغير كثيراً في جوهره وأساليبه وأهدافه ، بل إن الكثير من تفاصيل وجرائم وأساليب فرض السيطرة العسكرية ، وكذلك أساليب المقاومة والرفض تتكرر حرفياً . على القوى الوطنية الرافضة للاحتلال و الهيئات القانونية الوطنية المختصة ومنظمات المجتمع المدني المستقلة ، أن تقوم بتدوين وتوثيق كل الجرائم الموجة ضد شعبنا ، وهي كثيرة ، وأن تمارس حقها القانوني والسياسي والاعلامي لملاحقة القتلة ، من كل الأنواع والتسميات والعناوين والجنسيات والدول ، وفي المقدمة جيش الاحتلال ، بإعتبارة المشكلة الرئيسية في بلادنا .
#أحمد_الناصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة مفتوحة : الوطن تحت الخطر الداهم ، وفي الدرجة الحرجة .
-
كلمة : مذبحة مدينة حديثة من منظور وطني وقانوني وإنساني
-
كلمة : بلير والنفاق السياسي بين المزرعة الخضراء والبيت الأبي
...
-
عن الحرب والحب . أو كيف نرتق الجرح ؟؟
-
رسائل واستغاثات من الوطن ، وقضية أخرى .
-
حكمت السبتي : صوت مغسول بالماء وممزوج بالحنين والطقوس الجنوب
...
-
كلمة : هل سقط الاحتلال ؟؟
-
تنوية وتصحيح وإعتذار - عن الشهيد منتصر
-
كلمة : الاتجاه الرئيسي للوضع السياسي في بلادنا وتعمق مأزق ال
...
-
بشتآشان : مكان خالد في الذاكرة الوطنية
-
حال المدن العربية البائسة كإنعكاس للوضع العربي المتردي
-
تهنئة وتحية وسلام الى محسن الخفاجي
-
رسالة جوابية الى الأخ والصديق حسقيل قوجمان .. الستالينية باع
...
-
دفاعاً عن حياة وحرية الدكتور أحمد الموسوي
-
في ذكرى تأسيس الحركة الشيوعية العراقية .. بعض التجارب والدرو
...
-
خففوا ولا تحضروا ، لعنة الشعوب والحياة والتاريخ عليكم .
-
ما تحت الرماد أشد إشتعالاً !!
-
.منتصر في ذكراه الخالدة ، بين جريمة القتل وجريمة الصمت
-
كلمة : أهمية كشف ملفات وإتصالات وعلاقات الجميع
-
عزة تحترق ......... بغداد تحترق .
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|