عبدالامير العبادي
الحوار المتمدن-العدد: 6602 - 2020 / 6 / 25 - 21:37
المحور:
الادب والفن
مِنْ وحيِّ الفيضِ
ويسألونكَ عن النجومِ
قلْ لا تضيءُ هنا
ويسألونك مَنْ علقها
بينَ السماواتِ
ثم يسألونكَ هلْ انَّ الملائكةَ
ارضعتها لتزقَ السامريون
عِلماً
هنا في ارضٍ ليسَ لها قاعٌ
يكتبون سوراً في دواوينٍ
صنعتْ لتمجدَ البرامكةَ
كي تنالَ من الاتقياءِ
ويسألونكَ اينَ تذهبُ
قصائدُ الغاوين
قلْ هي نجاسةٌ لبولِ وروثِ
الحميرِ
ويسألونكَ عن قراكَ
قلتُ اخذتها الريحُ
القتها في جبٍ ضاعَ ماءهُ
ووقفتْ فوقهُ الغربان
تنقرُ ما ظهرَ من الاجسادِ
اذْ لا اثرَ هنا للنقاءِ
**************
لا ادريَ لماذا تتقوسُ
وتنحني اشجارُ قرانا
مع انها تصلي قياماً
وقعوداً
توزعُ حلوى ثمرها
دونَ انْ تمتدَ لها يدُ الجياعِ
تنثرُ للقادمين مباخرَ ودعاءَ
وقلائدَ وافياء تضمُ
تنهداتِ العاشقينَ
اشجارنا حينَ تغردُ العنادلُ
فوقها تصفقُ لها الاوراقَ
جذورها كحلٌ للارضِ
لكننا انْ تعاقدنا معها
لا نبصمُ الا على الخيانةِ
لذا ايقنتُ انَّ انحناءها
حزناً ينتظرُ الموتَ
واكفاناً لا تغطي اجسادها
لنا معادلاتٌ مشفرةٌ
تبدأُ بالاسرارِ وتموتُ
محمولةً بتوابيتِ الاسرارِ
هنا في ارضِ الدفنِ
الابراجُ للصوصِ
عذراً لقدْ استقالَ الوعي
امنحوني خريطةً واحدةً
للمنافي ،اجدُ اني اموتُ
فوقَ كل خطوطها
حيثُ لم يعدْ جوازي
يتركُ لي هويةً تخبرني
انَّ هويتكَ الاخيرة
اشلاءٌ تأكلُ كلَّ الاشلاء
*************
على هذهِ الارضِ
يقولون انَّ السبيَّ
وعشاقَ صناعةِ الوهمِ
زرعوا بواكيرَ الاستبدادِ هنا.
همْ مَنْ كتبوا في ديباجاتِ الضيمِ
العينُ بالعينِ
اللغةُ التي تقطعُ الضوءَ
علينا انْ نقطعَ ضوءها
نحنُ الذينَ كتبنا مواثيقَ
العبودية ،وجعلنا نسوةَ الله
جواريا
تفاخرنا بنقوشنا على الحجرِ
خلقنا للنفسِ من يستبدها
رسمنا الاباحاتِ للقتلِ
اخذنا سيقانِ الاشجارِ الجميلةِ
صارتْ عندنا صلبان للموتِ
تعلق اوشحة عند اشباه الملوك
المستبدون ،هياجهم
من هذهِ الارضِ
مولعون بعلومِ المواريث.
نكتبها باقلامِ الدخلاءِ
نظلُ نتعاطى التزويقَ
اذْ يصيرُ درعاً نمقتهُ
نجلسُ بينَ دهاليزِ البؤسِ
نعتقدُ انَّا حقاً من يرثُ
الملائكةَ
#عبدالامير_العبادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟