أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فوزي النوري - ليس للاسلام السياسي اي مشروع














المزيد.....


ليس للاسلام السياسي اي مشروع


فوزي النوري
مناضل يساري تونسي

(Ennouri Fawzi)


الحوار المتمدن-العدد: 6602 - 2020 / 6 / 25 - 20:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليس للاسلام السياسي مشروعا

يبدو لي أنّ المقاربة التي تعتبر أنّ للاسلام السياسي مشروعا هيّ التي قادت الحركات التقدّمية الى نوع من الاختزالية ماأدّى الى رسم تكتيكات خاطئة جعلت اليسار يفقد هويته السياسية و يغرق في مستنقع معارك الهويّة و يستنزف طاقته في الاحداث المباشرة و اليومية لتصبّ في مصلحة تيارات أخرى و كان من المفروض أن لا يختزل اليسار معركته في مسألة المعتقد و أن ينقل المعركة للساحة الحقيقية ( العمق الاقتصادي الاجتماعي ) و أن يفكّك السياقات الكبرى التي جعلت هذه الظاهرة تطفو على السطح و تصل الى سدّة الحكم في أكثر من مكان.
و في الحقيقة فإنّ الاسلام السياسي هوّ نتاج العولمة و التي كانت بمثابة الانفجار داخل كلّ ما هو مغلق وهي التي أدّت الى تمزيق النسيج الاجتماعي الممزّق و المتردّد و فرضت انفتاحا مستفزّا محرجا للمعتقد و لثقافة الاعتقاد و لمجتمع الاعتقاد و هذا الانتقال من ثقافة الوحدة و التوحيد سواء كان ذلك في علاقة بالكائن المتعالي أو بالكائن السياسي " الزعيم" الى ثقافة المتعدّد و المفتوح هو الذي أفرز هذه الظواهر .
في اعتقادي يجب ترصّد آثار العولمة لا فقط في السطح السياسي بل ما أتحدّث عنه هوّ الأسفل أي ما صاحب العولمة من تحوّل في كلّ البنيات و من فضاءات افتراضية مفتوحة و امكانات اتصالية و تواصلية رهيبة دفعت المجموعات أو المجتمعات الى الاحتماء بكلّ الدوائر المغلقة و أبرزها المعتقد و و هذا الالتقاء الذي اتخذ طابعا صداميا في البداية ( الاسلام السلفي ) ثمّ أنتج أشكالا أخرى أبرزها الاسلام السياسي.
التصادم بين الاعتقاد بأنّ المسلمين يختزلون القيم الحقيقية و أنّهم أمّة علم ... و بين اكتشاف الحقيقة بأنّ خارطة التخلّف في العالم تقريبا هي خارطة الاسلام و المقارنات التي لا يمكن للوعي الجماعي الافلات منها أو تحاشيها و ذلك بعد أن أصبحت المعلومة على قارعة الطريق بفضل المعلوماتية بما يفرضه ذلك من مقارنات و تساؤلات .
أمام هول هذه العولمة كان خيار الارتداد للسلف الصالح هوّ الحلّ الامثل لدرء خطر الانفتاح على الآخر هذا الآخر المختلف الذي يمتلك المصائر و الرقاب و الذي يمكن اختزال دعامته الحضارية في اللادين و العلمانية الى درجة تحويل العلم الى معتقد جديد و الذي ينتصب قبالة الدين عدوّا مباشرا افتكّ منه كلّ المساحات في الفضاء العام و لم يترك سوى بعض الهوامش يتحرّك داخلها و في المحصّلة هذه العناصر مجتمعة مثّلت حاضنة موضوعيّة لولادة التطرّف كألية دفاع ذاتي و كرفض لهذا السياق الحضاري الذي فرضته العولمة.
في اطار اكراهات العولمة هنالك تيّار من داخل حضارة المعتقد اختار تقديم فروض الولاء و الطاعة لروّاد العولمة و أعدّ تسويات سياسية مباشرة و قام بتعديلها على أوتار القوى الليبرالية و عدّل عقارب ساعته على أهداف هذه القوى و ممثّليها داخل الأقاليم ( البيتودولار).
في تقديري لهذه التيارات الدينية دور آخر وهو انهاك و استنزاف القوى اليسارية و التي مثّلت و تمثّل أولى الحصون و آخرها أمام كلّ العولمات أو العولمة بكلّ أبعادها مع العلم أنّ هذه الأبعاد تختلف في استراتيجياتها و أدوات عملها . ذلك أنّ الماركسية باعتبارها مشروعا يغطّي أغلب المساحات و باعتبار مرونتها وقابليّتها للتجدّد حتّى مستوى الأسس النظريّة باعتبار التصاقها بالواقع الموضوعي و باعتبارها فكرا ينحاز الى الانسان وهو ما لا تضمنه العولمة باعتبارها تحوّله الى أداة اذا استوجب الأمر ذلك ( الجماعات الارهابية) .
لكي لا أطيل أكثر و لكي أكون مباشرا لا أتّفق مع من يعتبر أنّ للاسلام السياسي مشروعا و أعتبر أنّ له دورا أو بعض أدوار من أهمّها قتل مشاريع التقدّمية في مهدها و المقصود هنا هوّ اليسار و ذلك خشية أن يصعد اليسار بسلّم العولمة ذاته و ما يتيحه هذا السلّم من امكانات رهيبة للتوحّد ( اليسار العالمي)و لاحداث زخم معرفي قد يؤدي الى تحيين الماركسية و مراجعتها بما يمثلّه ذلك من خطر على السائد برمّته بما في ذلك العولمة .
و يمكن الذهاب الى أبعد من ذلك يمكن لليسار الذي يتحرّر من الماركسية الارتودكسية و يستفيد ممّا قدّمته مدرسة فرنكفورت من أطروحات و ما فجّره فوكو في علاقة بمفهوم السلطة أن يفرض " عولمة أخرى " بأهداف أخرى وهي ليست غريبة لا عن أهدافه و لا عن مقارابته" الأممية" .



#فوزي_النوري (هاشتاغ)       Ennouri_Fawzi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوضع في ليبيا
- المجتمع السياسي في تونس
- لكي تقرع الاجراس
- اليسار و المغالطات الكبرى


المزيد.....




- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...
- ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فوزي النوري - ليس للاسلام السياسي اي مشروع