أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح بوزان - قليل من التفكير العقلاني كردياً














المزيد.....

قليل من التفكير العقلاني كردياً


صالح بوزان

الحوار المتمدن-العدد: 6601 - 2020 / 6 / 24 - 20:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لنبتعد عن الاطروحات السطحية ولغة المدح والقدح والتبرير لهذا الطرف الكردي أو ذاك، ونطرح المسألة بشفافية حول العلاقات البينية بين كافة أطراف الحركة الوطنية الكردي وأحزابها في عموم كردستان.
لا بد القول في البداية أن هناك حزبان رئيسيان اتسعت استراتيجيتهما لتشمل عموم كردستان، وهما الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة السيد مسعود البرزاني وحزب العمال الكردستاني بقيادة عبد الله أوجلان السجين لدى الحكومة التركية. ونتيجة لهذه الاستراتيجية العامة حدث تناقض، بل صراع بين الحزبين لدرجة الاقتتال في فترة من الفترات. ولعل ما يجري في كردستان العراق اليوم من عدوان تركي على الاقليم وعلى حزب العمال الكردستاني لبس بعيداً عن هذا التناقض. كما أن ما جرى من خلاف وصراع بين الأحزاب الكردية في كردستان سوريا هو الآخر ناتج عن دور تأثير هذين الحزبين. ونستطيع القول أن الاتفاق الأخير بين الأحزاب الكردية في سوريا حصل على رضى هذين الحزبين دون شك.
لقد خلق التناقض بين استراتيجية هذين الحزبين الكبيرين مشكلة على الصعيد الكردستاني، تستفحل أحياناً لتنعكس سلباً على حركة التحرر الكردية عامة. مما يستدعي الأمر إلى ايجاد حل موضوعي لصالح القضية الكردية في كل جزء من كردستان وعلى صعيد عموم كردستان.
هناك مدخلان لحل هذه الاشكالية. المدخل الأول أن تأخذ الأحزاب الكردية كافة بعين الاعتبار أن الحركة الكردية مترابطة جدلياً على صعيد الشرق الأوسط، ليس بناء على رغبة أو إرادة الأطراف الكردستانية، وإنما لوجود عامل مفصلي خارج الارادة الكردية، وهو أن الدول الأربعة التي تقتسم كردستان تنسق فيما بينها بكل السبل في معاداة حقوق الشعب الكردي في أي جزء من أجزاء كردستان. هذا الاستنتاج يؤكده سبعون سنة الأخيرة من تاريخ الشرق الأوسط. فالتساهل الذي حدث ويحدث أحياناً من قبل إحدى هذه الحكومات تجاه حركة كردية ما خارج كردستان المنضوية تحت سلطتها نابع إما من عامل خارجي دولي أو من أجندة خاصة لهذه الحكومات، وهي الأغلب. فعلى سبيل المثال كان تأييد ودعم حكومة شاه ايران لثورة ملا مصطفى البرزاني، ودعم الحكومة السورية السري لحزب العمال الكردستاني في القرن الماضي خير دليل على هذا الاستنتاج. فهذا الدعم كان ناتج من أجندة خاصة للشاه ولحافظ الأسد. بدليل انقلاب الشاه على ملا مصطفى عندما حصل من صدام حسين على ما يريده في اتفاقية الجزائر، وانقلاب حافظ الأسد على أوجلان وحزبه عندما هددت تركيا باجتياح سوريا.
المدخل الثاني، هو أن تُعتبر الحركة الكردية في كل جزء من كردستان مستقلة ولا علاقة لها بالحركات الكردية في الأجزاء الأخرى سوى عاطفياً. وبالتالي هي غير ملزمة بالمتطلبات القومية لتلك الحركات الكردية ولا تتحمل أي مسؤولية تجاهها. يعني أن كل حركة كردية عليها السعي لتحقيق أهدافها لوحدها في جزئها الكردستاني مع الحكومة المركزية. في هذه الحالة لا يحق لأي حزب أو زعيم كردي أن يدعي تمثيله للأمة الكردية، ولا يجوز قطعاً التدخل في شؤون الحركات والأحزاب الكردية في الأجزاء الأخرى من كردستان كما حدث ويحدث اليوم.
ربما من شبه المستحيل أن تنجح أي حركة كردية في جزئها الكردستاني بالاعتماد على الذات فقط. فهي بحاجة إلى دعم دولي ودعم كردستاني، ولا سيما سياسياً. لكن مسألة التضامن والتعاون والدعم تحتاج إلى رسم استراتيجية موحدة تضع الحدود بين الخاص لكل جزء من كردستان والعام الذي يتعلق بكامل الحركة الكردية على الصعيد الكردستاني مقابل استراتيجية الدول الأربعة تجاه حقوق الشعب الكردي .
لإقرار إحدى هذين الاتجاهين يتطلب الأمر عقد مؤتمر كردستاني عام لكافة الأحزاب الكردستانية من أجل صياغة استراتيجية موحدة والالتزام بها.
لا شك أن الذين يوافقون على عقد هذا المؤتمر، هم الذين لديهم الاستعداد لوضع مبادئ هذه الاستراتيجية والالتزام بها. أما الذين يرفضون هذا المؤتمر فهم يريدون أن يحصلوا من الحركة الكردية في الأجزاء الأخرى كل ما يحتاجون إليه دون أن يكون لديهم الاستعداد للالتزام بأي متطلبات قومية تجاه تلك الحركات.
عندما يتكلم أي حزب كردي و أي زعيم كردي مرة باسم الأمة الكردية وكردستان الكبرى في حال احتاج إلى دعم كردستاني، ومرة أخرى يقول أن أحزاب كل جزء من كردستان هي مسؤولة عن جزئها فقط، وأنه لا يتحمل أي مسؤولية قومية تجاه الشعب الكردي وأحزابه في الأجزاء الأخرى من كردستان، فإننا نجد في هذه الازدواجية الكثير من الأنانية الخاصة لحزبه ولجزئه الكردستاني.
أريد أن أنبه كافة الزعماء الكرد وأحزابهم أن التعامل مع الشعب الكردي وكأنه مجرد مجموعات من الغوغاء يأخذهم خطاب إلى اليمين وخطاب إلى اليسار فإنهم مخطئون. فالشعب الكردي يعيش حالة يقظة ليس تجاه الأعداء فقط، بل كذلك تجاه الأحزاب الكردية والزعماء الكرد.
إذا استمر الزعماء الكرد وأحزابهم على هذه العقلية القديمة في التعامل مع الشعب الكردي، سيؤدي ذلك حتماً إلى ثورة كردية من نوع جديد، ثورة على هذه العقلية التي عفى عليها الزمان.
هيرفورد- ألمانيا
24/06/2020



#صالح_بوزان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعيد كاباري لك الرحمة
- لنوقف هذا الجهل حتى لا يتحول إلى كارثة
- (خيارات الكورد الصعبة في سوريا وسط معطيات معقّدة)
- ما أصعب مواجهة الحقيقة (حول مقال الدكتور آزاد علي: نقد الروم ...
- نيجرفان برزاني رئيساً
- الحركة الكردية السورية بين أربيل وقنديل
- الاسلام مشكلتنا وليس مشكلة الغرب - القسم الثالث
- الاسلام مشكلتنا وليس مشكلة الغرب- القسم الثاني
- الاسلام مشكلتنا وليس مشكلة الغرب - القسم الأول
- حساسية تركيا
- استراتيجية العلاقة بين حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال ال ...
- الكرد السوريون والعلاقات الاستراتيجية (حزب الاتحاد الديمقراط ...
- يقظة الرجعية الكردية
- حين تُعرض الشهادة الأكاديمية على بازار السياسة- الخاتمة
- ماذا حقق سيدا للكرد وماذا حقق حزب الاتحاد الديمقراطي؟
- حين تُعرض الشهادة الأكاديمية على بازار السياسة - القسم الثان ...
- حين تُعرض الشهادة الأكاديمية على بازار السياسة
- هل الحج طقس ديني سماوي أم طقس وثني؟
- الدكتور محمد حبش متنوراً
- عفرين وحسابات القوى المتصارعة


المزيد.....




- بكين ترد على تصريحات ترامب بشأن اتصال الرئيس الصيني به حول ا ...
- هذه حقيقة -فتيات الشاليه- اللواتي يعتنين باحتياجات المتزلجين ...
- -الغالية أم الغالية-.. الأمير الحسين يهنئ زوجته الأميرة رجوة ...
- الهند وباكستان تتبادلان إطلاق النار لليلة الرابعة على التوال ...
- موسكو: يمكننا تقديم المساعدة العسكرية لكوريا الشمالية حال ال ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الأمريكي على مركز إيواء مهاجرين أفا ...
- -إن قطعتم مياهنا سنقطع أنفاسكم-.. باكستان تهدد الهند بضربة ن ...
- -لا يمكن الاستغناء عنها-.. مجلة أمريكية تصف البجعة الروسية ا ...
- الكرملين: الجهود الأمريكية لوضع الأزمة الأوكرانية على مسار ا ...
- وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجري محادثات مع الجانب ...


المزيد.....

- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح بوزان - قليل من التفكير العقلاني كردياً