|
كلّ شيء عدا الحقيقة - بوب أفاكيان يفضح الإفتراءات و التشويهات و الإلهاء و المراوغة حول الإضطهاد المميت للسود
شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 6600 - 2020 / 6 / 23 - 20:42
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
كلّ شيء عدا الحقيقة بوب أفاكيان يفضح الإفتراءات و التشويهات و الإلهاء و المراوغة حول الإضطهاد المميت للسود بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 652 ، 15 جوان 2020 https://revcom.us/a/652/bob-avakian_anything-but-the-truth-en.html
بالضبط عندما أضحى إرهاب الشرطة و جرائم قتلها ضد السود مفضوحين بحدّة ، خرج البعض زاحفين من تحت الصخور ليتحدّثوا بنفاق عن جرائم " السود ضد السود " و كيف أنّ عدد السود الذين قتلوا على يد السد أكبر من عدد السود الذين قتلتهم الشرطة . فجأة يزعم العنصريّون الأكثر إفتضاحا أنّهم يهتمّون لقتل السود بعضهم البعض ! إنّهم يجهلون الواقع الحيويّ لكون الشرطة جزء من النظام الحاكم – جزء من جهاز الدولة – الذى يدّعى أنّه " يخدم و يحمى " الناس في حين أنّه في الواقع يفرض إضطهادهم. لهذا السود الذين يقترفون الجرائم – و عديد الذين لم يقترفوا أيّة جرائم – يعاقبون بشدّة عبر نظام " العدالة " ( عندما لا تقتلهم تماما الشرطة ) لكن حينما تقتل الشرطة رجلا أسود أو امرأة سوداء ، نادرا جدّا ما توجّه لهم تهمة إرتكاب جريمة – و حتّى حينما توجّه لهم هذه التهمة ، تقريبا دائما ن ينجون منها كلّيا ، أو يدانون بحكم خفيف للغاية . و كلّ هذا يعكس واقع أنّ إضطهاد السود مبنيّ في أسس هذا النظام الرأسمالي- الإمبريالي و مفروض من قبله . و أكثر من ذلك : بالنسبة للذين – سواء كانوا عنصريّين صراحة أو أناسا سمحوا لأنفسهم بتبنّى تفكير العنصريّين – حاولوا صرف النظر عن فظائع قتل الشرطة للسود بالحديث عن كيف أنّ عدد السود المقتولين على يد سود آخرين أكبر من أي عدد آخر ( بما في ذلك عدد الذين تقتلهم الشرطة ): مثلما شدّدت على ذلك في عدد من الخطابات و الكتابات ، هذا أيضا ، يتسبّب فيه هذا النظام – إنّه النظام الذى " يشتغل على " الناس ، حاجزا جماهير السود في ظروف حرمان و إهانة و يأس ، وهو بإستمرار يضخّ في أوساطهم ذهنيّة " قانون الغاب " الذى يغذّى هذا النظام المجرم الإستغلالي و الإضطهادي ، من رأسه حتّى أخمص أصابعه (1) . و كون السود الذين هم بعدُ مضطهدون بخبث و يعانون معاناة رهيبة ، و يقتلون بعضهم البعض بأعداد كبيرة شيء ينبغي أن يجعل قلب كلّ إمرء شريف يعتصر ألما – و ينبغي أن يدفعهم إلى البحث عن طرق لوضع نهاية لهذا بالمضيّ عميقا نحو أسباب هذا والعمل على تغيير كلّ هذا. إذا كان هؤلاء الذين يذكرون بلا توقّف إحصائيّات " جرائم السود ضد السود" يرغبون حقّا في القيام بشيء له معنى بشأن واقع أنّ السود و خاصة منهم الشباب يقتلون بعضهم البعض بأعداد كبيرة تراجيديّة ، سيضعون اليد في اليد معنا نحن الذين نسعى لكسب هؤلاء الشباب إلى الثورة التي يمكن أن تطيح بهذا النظام الذى هو السبب الجوهري لهذا ، و إنشاء نظام سيجتثّ الظروف و يحوّل طرق التفكير التي تفرزها . لكن العنصريّون المفضوحون و " المحافظون السود " ليسوا مهتمّين حقّا بوضع نهاية لكلّ هذا . و مهما كانت المزاعم التي يقدّمونها – سواء كانت أكثر بداهة أم أكثر إنحرافا – هو يعملون على توطيد هذا النظام الرأسمالي- الإمبريالي الذى في أسسه مبنيّ تفوّق البيض .و ليس بوسعه السير إلاّ بإبقاء السود مضطهدين و يعيشون في رعب. هذه المحاولة لحرف الإنتباه عن عنف الشرطة و جرائم قتلها التي تقترفها بشكل ممنهج ، بإعتبارها الفارضة المسلّحة لهذا النظام ، حلقة أخرى في سلسلة التشويهات و الإفتراءات الباحثة عن تجنّب السبب الحقيقي لظروف إضطهاد السود. سابقا ، عند مواجهة نهوض نضالي جماهيري راديكالي ضد هذا الإضطهاد في ستّينات القرن العشرين ن كان المدافعون عن النظام الإضطهادي يقدّمون كحجّة أنّ " إنهيار أسرة السود " هي سبب وجود السود في الوضع الذى يوجدون فيه . و كانت هذه طريقة أخرى لقول إنّ السود مسؤولون عن ظروف بؤسهم الخاص . و هذا " التحليل " الفاسد تكرّر إلى يومنا هذا . لكن الوضع حيث تُركت الأمّهات السود لوحدهنّ في ظروف فقر مدقع – عادة متخبّطات بيأس و باذلات جهودا بطوليّة لتوفير حاجيات أطفالهنّ – مظهر من الميز العنصري و اللامساواة الوحشيّة الشاملين الذين لا يزال السود ، ذكورا و إيناثا ، يتعرّضون لهما ، و جذورهما ممتدّة لقرون من الإضطهاد الذى فرض على السود معاناته. خلال أيّام الفصل العنصري لجيم كرو و إرهاب الكلوكلوكس كلان ، معظم أسر السود كانت تتوّن من وليّين لإثنين – و هل يريد أيّ كان أن يحاجج بأن السود لم يكونوا حينها عُرضة لأكثر الإضطهاد شناعة ؟! في ذلك الوقت ، حين لم تكن " جرائم السود ضد السود " جزءا كبيرا من حياة على النحو الذى هي عليه الآن ، لكن كان آلاف السود يٌتلون بوقا . هل رفع الذين كانوا يترأّسون و يستفيدون من إستغلال السود و إضطهادهم أصواتهم ليصرخوا ضد قتل السود بوقا ؟ هل كان رودولف جيوليانيس تلك الأيّام – أو العملاء السود على غرار كنداس أونس وقتذاك – يطالبون و يسعون لوضع نهاية لكافة الإضطهاد و الإرهاب ؟ الجواب واضح . و مثلما أكّدت سابقا : منذ ستّينات القرن العشرين ، قتلت الشرطة عددا أكبر من السود من عدد الذين قُتلوا بوقا أيّأم الفصل العنصري لجيم كرو و إرهاب الكلوكلوكس كلان . عبر قرون كابوس السود في أمريكا ، وُجد على الدوام أولئك الذين حاولوا تبرير كلّ هذا باللجوء إلى أفتراءات و التشويهات و الإلهاء و محاولات التهرّب من الحقيقة الساطعة : بعض الطرق الخاصة قد تكون تغيّرت في ما يتذصل بكيف كان السود عرضة دائما ، طوال قرون ، لأكثر الإضطهاد وحشيّة ، لكن هذا الإضطهاد تواصل لأنّه مبنيّ في أسس هذا النظام ، و في نهاية المطاف لا يمكن أن ينتهي إلاّ بالإطاحة بهذا النظام و إنشاء نظام مختلف راديكاليّا و أفضل بكثير – نظام لا يتطلّب هذا الإضطهاد بل يكون أحد أهدافه و متطلّباته الأكثر جوهريّة و حيويّة أن توضع أخيرا نهاية لهذا . هوامش المقال : 1. “Lynching, Murder By Police—Damn This Whole System! We Don’t Have To Live This Way!” This article by Bob Avakian is available at revcom.us.
هذا المقال الوارد ذكره في الهامش 1 ترجمه و نشره شادي الشماوي على صفحات الحوار المتمدّن تحت عنوان : القتل بوقا و القتل على يد الشرطة – اللعنة على هذا النظام بأكمله ! لا يجب أن نقبل بالعيش هكذا ! ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بوب أفاكيان حول الحرب الأهليّة و الثورة
-
ليس - الديمقراطيّون -- إنّما هو النظام بأسره !
-
يمكن وضع نهاية للإضطهاد العنصري – لكن ليس في ظلّ هذا النظام
-
الولايات المتّحدة : 1-2-3-4 : لقد رأينا هذا الهراء من قبل !
...
-
بوب أفاكيان يردّ على مارك رود حول دروس ستّينات القرن العشرين
...
-
الليبراليّون : ما هي مشكلتهم ؟ الإصلاح مقابل الثورة - ردّ عل
...
-
كولين كابرنيك و لبرون جامس و الحقيقة كاملة [ بشأن إحترام أو
...
-
كارلسن الفاسد ، و - فوكس نيوز - الفاشيّة و بثّ تفوّق البيض
-
التغيير الجذريّ قادم : فهل يكون تحريريّا أم إستعباديّا – ثور
...
-
إلى الذين ينهضون و يستفيقون : لكي نتحرّر حقّا ، ثمّة حاجة إل
...
-
قتل جورج فلويد : في مواجهة جريمة بشعة ، تمرّد جميل ( المنظّم
...
-
الأخلاق بلا دين و التحرير الحقيقي
-
بوب افاكيان حول حقيقة أوباما و ترامب كوجهين لعملة إمبرياليّة
...
-
أطلق ترامب العنان للشرطة العسكريّة ضد الإحتجاجات السلميّة و
...
-
بيان من بوب أفاكيان القائد الثوري ومؤلّف الشيوعية الجديدة ال
...
-
الدكتاتوريّة و الشيوعيّة – الوقائع و الجنون
-
القتل بوقا و القتل على يد الشرطة – اللعنة على هذا النظام بأك
...
-
التحرّر من ذهنيّة العبوديّة و من كافة الإضطهاد - لبوب أفاكيا
...
-
في خضمّ الوباء ، هجمة الولايات المتحدة / المكسيك ضد المهاجري
...
-
الشرطة تقتل و تقتل و تقتل ... [ بيان للحزب الشيوعي الثوري ،
...
المزيد.....
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 589
-
تحليل - فرنسا: عندما يستخدم رئيس الوزراء فرانسوا بيرو أطروحا
...
-
برقية تضامن ودعم إلى الرفاق في الحزب الشيوعي الكوبي.
-
إلى الرفيق العزيز نجم الدين الخريط ومن خلالك إلى كل مناضلات
...
-
المحافظون الألمان يسعون لكسب دعم اليمين المتطرف في البرلمان
...
-
استأنفت نيابة العبور على قرار إخلاء سبيل عمال شركة “تي أند س
...
-
استمرار إضراب عمال “سيراميك اينوفا” لليوم السابع
-
جنح مستأنف الخانكةترفض استئناف النيابة وتؤيد قرار إخلاء سبيل
...
-
إخلاء سبيل شباب وأطفال المطرية في قضية “حادث الاستثمار”
-
إضراب عمال “النساجون الشرقيون”
المزيد.....
-
الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور
...
/ فرانسوا فيركامن
-
التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني
...
/ خورخي مارتن
-
آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة
/ آلان وودز
-
اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر.
...
/ بندر نوري
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
المزيد.....
|