|
30 يونيو لاستمرارية الثورة وتحقيق أهدافها
تاج السر عثمان
الحوار المتمدن-العدد: 6599 - 2020 / 6 / 22 - 18:25
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
استفاد ثوار ديسمبر من دروس الثورات السابقة، وظلوا في الشارع يحرسون ثورتهم التي استمرت رغم المتاريس والعقبات الداخلية والخارجية التي وقفت في طريقها، لقد كان موكب 30 يونيو 2019 ردا قويا علي الانقلاب الدموي الذي دبرته اللجنة الأمنية بمجزرة فض الاعتصام، أكد قوة واستمرارية الثورة رغم المجزرة البشعة، واصلت الثورة استمرارها رغم التآمر الداخلي والخارجي لقوى "الهبوط الناعم " بالتوقيع علي الوثيقة الدستورية " المعيبة" التي كرّست هيمنة المكون العسكري علي السلطة السياسية والسلاح والأموال والإعلام، وعطلت مسيرة تفكيك النظام البائد واستعادة أموال وممتلكات الشعب المنهوبة، وأبقت علي وجود السودان في حلف حرب اليمن وبقية الأحلاف التي تمس السيادة الوطنية ، وزادت عليها بمحاولة التطبيع مع الكيان العنصري الصهيوني، كما عطلت عودة شركات الجيش والأمن والشرطة والدعم السريع لولاية المالية، واختطاف ملف السلام من مجلس الوزراء والسير في الحلول الجزئية والمسارات التي تعيد إنتاج الأزمة، بدلا من الحل العادل والشامل الذي يخاطب جذور المشكلة، وتشترك فيه كل الحركات وجماهير المناطق المتأثرة بالحرب في المعسكرات والقري والحضر، وتعطيل تكوين التشريعي والولاة المدنيين، وتكوين المفوضيات. اضافة لعدم عودة كل المفصولين المدنيين والعسكريين، بل تمّ فصل العسكريين الذين دعموا الثورة!!.وعدم إلغاء القوانين المقيدة للحريات وقانون النقابات 2010 ، وإجازة القانون الجديد الذي يؤكد استقلالية وديمقراطية الحركة النقابية ، وإعادة هيكلة الشرطة والأمن وتنقيتها من الإرهابيين، وحل كل المليشيات الإسلاموية والدعم السريع ، وتأكيد قومية القوات النظامية والخدمة المدنية، تعطيل الاصلاح القضائي والعدلي،وعدم تسليم البشير ومن معه للجنائية ، ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب والإبادة الجماعية ،وضد الانسانية منذ انقلاب 30 يونيو 1989، وجرائم اطلاق الرصاص ضد المتظاهرين العزل أثناء مظاهرات ثورة ديسمبر، ومجزرة فض الاعتصام، التي استمرت حتى أول أمس حين تمّ اطلاق الرصاص علي المواطن محمد أحمد عبد الله في تظاهرة سلمية بالكدرو، مما وجد استنكارا واسعا ومطالبة بمحاسبة القتلة. اضافة للتهاون مع الفلول في مواكب الزحف الأخضر وإثارة الفتنة القبلية في دارفور والشرق وجنوب وغرب كردفان. الخ، وتخريب الاقتصاد بتهريب السلع الضرورية، ورفع سعر الدولار الذي اقترب من 150 جنية، مما ادي لتفاقم الغلاء وزيادة الأسعار، وساعدت سياسة وزير المالية إبراهيم البدوي في رفع الدعم وتنفيذ شروط الصندوق لتزيد الوضع تفاقما، فتمّ سحب الدعم عن الدواء، حتي انعدمت الأدوية ولا سيما المنقذة للحياة، كل ذلك يصب في مصلحة القوى المضادة للثورة، والانتخابات المبكرة والانقلاب علي الثورة. استوجب ذلك تصحيح مسار الثورة بعد الفشل حتى في تنفيذ المصفوفة التي أقرت بضعف الأداء بعد الاجتماع الثلاثي المشترك بين ق.ح.ت، ومجلسي السيادة والوزراء، مما يتطلب ومراجعة أداء الحكومة بشقيها في مجلسي السيادة والوزارء، وتقييم أداء الوزراء،حتى لو أدي لتغيير التركيبة الوزارية والحكومية لمصلحة تحقيق أهداف الثورة بديلا لدعاوى الانتخابات المبكرة والانقلاب علي الفترة الانتقالية، والسير بالثورة حتي قيام المؤتمر الدستوري والانتخابات في نهاية الفترة الانتقالية. بالتالي كان طبيعيا أن يأتي موكب 30 يونيو القادم لتأكيد استمرارية وتحقيق أهداف الثورة، فالموكب ليس نهاية المطاف، بل يشكل نقلة لانطلاق حراك جماهيري مستمر ومتجدد بمختلف الأشكال حتى تحقيق مطالب وأهداف الثورة ، ولم يكن غريبا أن تعلن قوى الثورة مشاركتها ودعمها للموكب كما في بيانات: لجان المقاومة ،الحزب الشيوعي، تجمع المهنيين، قوى الإجماع الوطني، تجمع الحركات المطلبية ( تام)، التجمع الاتحادي المعارض، جيش تحرير السودان (مناوي)، الحزب الاتحادي الشرعية الثورية، الجبهة الوطنية العريضة، الحزب الاشتراكي الديمقراطي الوحدوي، . الخ. لقد تبلورت أهداف ومطالب موكب 30 يونيو في مواصلة الثورة حتى تحقيق : العدالة والحريات ،السلام ، والأوضاع المعيشية، واستكمال هياكل الحكم ، كما في الآتي: 1- العدالة والحريات: - تفكيك التمكين واستعادة كل أموال وممتلكات الشعب المنهوبة. - القصاص للشهداء ومتابعة المفقودين في مجزرة فض الاعتصام . - محاسبة مرتكبي جرائم الحرب والإبادة الجماعية وضد الانسانية. - تسليم البشير ومن معه للجنائية الدولية. - إعادة كل المفصولين تعسفيا من الخدمة المدنية والعسكرية . - إعادة هيكلة القوات النظامية وحل جميع المليشيات ، وقيام الجيش القومي المهني الموحد. - إصلاح النظام العدلي والقضائي ، واستقلال القضاء وسيادة حكم القانون - إلغاء كل القوانين المقيدة للحريات مثل قانون الأمن 2010 ، قانون النقابات 2010 وقانون الاتحادات المهنية 2004 ، واستبدالهما بقانون ديمقراطي يؤكد استقلالية الحركة النقابية. 2- السلام : - تحقيق السلام العادل والشامل الذي يوقف الحرب بعيدا عن الحلول الجزئية التي أكدت التجربة فشلها وأعادت إنتاج الحرب والمشكلة. -عقد المؤتمر الجامع للحوار بين قوى الثورة في الخرطوم بمشاركة كل الحركات ومتضرري الحرب في المعسكرات ومناطق الحروب وأصحاب المصلحة ، وصولا للحل الشامل والعادل الذي يخاطب جذور المشكلة. - تحقيق العدالة والمحاسبة، وتعويض المتضررين وعودتهم لمناطقهم وتأهليها، والتنمية وتوفير خدمات التعليم والصحة والعناية البيطرية، وتسليم البشير ومن معه للجنائية الدولية. - عقد المؤتمر الدستوري في نهاية الفترة الانتقالية الذي يقرر شكل الحكم ويحل قضايا: علاقة الدين بالدولة، والهوّية، الخ. - اضطلاع مجلس الوزراء بملف السلام. 3 – الضائقة المعيشية: - تركيز الأسعار وضبط السوق ، ودعم السلع الأساسية والصحة والدواء والتعليم . - رفض شروط صندوق النقد الدولي في رفع الدعم وتخفيض العملة، والخصخصة وتشريد العاملين،.الخ، تلك السياسة التي دمرت الاقتصاد السوداني وافقرت المواطنين، وكانت من الأسباب الأساسية لقيام ثورة ديسمبر التي أطاحت باليشير. - وضع كل شركات الجيش والأمن والشرطة والدعم السريع والذهب والمحاصيل النقدية وشركات تصدير الماشية والاتصالات تحت ولاية وزارة المالية. إعلاء دور القطاع العام والتعاوني والمختلط. إعادة هيكلة النظام المصرفي، واشراف بنك السودان علي تحديد قيمة العملة الأجنبية، والقضاء علي سوقها الأسود. - قيام المؤتمر الاقتصادي الذي يعالج التدهور الاقتصادي. - دعم الإنتاج الزراعي والحيواني والصناعي والخدمي، وإعادة تأهيل المصانع ( النسيج ، المحالج ، الزيوت، السكر، الخ) والمشاريع الزراعية ( الجزيرة، النيلين الأبيض والأزرق، القاش ، طوكر، الخ) ، وتاهيل قطاع النقل ( سكة حديد، نقل نهري، خطوط جوية، بحرية، طرق برية. الخ ) وتقوية الصادر بما يقوي موقف الجنية السوداني، وتوفير فرص العمل للعاطلين. 4- استكمال هياكل الحكم: - تكوين المجلس التشريعي. - إقالة الولاة العسكريين وتعيين الولاة المدنيين، وإصدار قانون الحكم المحلي. - تكوين المفوضيات . - تعديل الوثيقة الدستورية لاشراف مجلس الوزراء علي الجيش والشرطة والأمن ، وتعيين وزيري الداخلية والدفاع. - خروج السودان من المحاور العسكرية ( محور حرب اليمن، الآفريكوم،. الخ)، وانتهاج سياسة خارجية متوازنة. وغير ذلك من الأهداف التي حددتها بيانات القوى المشاركة في موكب 30 يونيو التي تتطلب مواصلة المعركة واستمرارية الثورة حتى تحقيق اهدافها.
#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
30 يونيو لتحسين الأوضاع المعيشية
-
تجربة مؤتمر الخريجين ( 1938 - 1947 )
-
ذكرى 30 يونيو وتصحيح مسار الثورة
-
إدانة ونبش جذور الإبادة الجماعية والعنصرية
-
تسليم كوشيب للجنائية خطوة نحو العدالة والسلام
-
تزايد هلع ونشاط القوى المضادة للثورة
-
استغلال الدين واتساع التكفير في عهد نظام الإنقاذ
-
لكل حزبه والنقابة للجميع
-
حديث رئيس الوزراء د .حمدوك بين الواقع والمأمول
-
عام من المجزرة بلا عدالة ومحاسبة
-
أمريكا : مصادرة حق التنفس والحياة
-
هل الحل في الانتخابات المبكرة والانقلاب علي الثورة؟
-
الصراع والتصدع داخل السلطة
-
هل اشترك الحزب الشيوعي في التخطيط لانقلاب مايو 1969؟
-
الذكرى 51 لانقلاب 25 مايو 1969
-
جرائم الإرهاب لا يتحمل مسؤوليتها شعب السودان
-
الصادق المهدي تاريخ ممتد من شق الصفوف
-
الذكرى الأولي لمجزرة فض الاعتصام
-
تصاعد المخاطر ضد الثورة
-
جائحة الجدري في سلطنة سنار
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|