أحمد عبد العظيم طه
الحوار المتمدن-العدد: 6599 - 2020 / 6 / 22 - 13:28
المحور:
الادب والفن
مباشرة عصبية
..ما هذا الواقع المخيف؟؟
"أكرر حتى نصل إلى العمق المطلوب"
..ما هذا الوقع المخيف؟؟
الواقع المفزع
الذي هو أحداثكَ الصغيرة والكبيرة
وما تعانيه بشدةٍ وصبرٍ
وما تحلم به مغلولاً ومتمنيًا
وتسعى له محبطاً ومصراً
وما يفرحكَ بحقٍ ويسبب لك الراحة
وما يؤلمكَ ويجعلكَ ضيق النفس
وأعتقد أن مشاعركَ
قد بدأتْ في العمل ِ
وأنكَ قد بدأتَ تنصتُ
وتنتبه أننا نتكلم سويًا
عن حياتكَ
"أي واقعكَ المخيف"
وتعرف أنتَ أنه مخيف
وأنك تخاف منه قليلاً وكثيراً
بحسب العوائق الصعبة
والمُحرِجة
والمتعبة نفسياً
"المميتة في بعض الأحيان"
وبحسب صحتك وقوة أعصابك
وقيمة ذكائكَ
الذي تعادي من أجلهِ من تعاديهم
لأنهم يُشكِكون به
أو أنهم قد خلو إلى شكهم بالفعل
وبرهنوا على ما يقولون
وأنتهي الأمر بكراهيتهم
ومحاولة رد الاعتبار
" التي غالباً ما تفشل "
وتكون عوائدها :
ازدياد خوفكَ من واقعكَ
وكذبكَ على نفسكَ بإفراط
واحتوائكَ للوساوس ِالرهيبة
" كعائل وسيط للشيطان "
أما في حال نجاحكَ
" أي نجاة ذكائكَ من الشكِ "
فإنكَ تنتشي زمنًا " طال أم قصر"
ستجده ينتهي بكَ إلى الخوف أيضًا
لأنكَ قد اخترتَ أن تُصارع
وأن تقوم بالمهاجمةِ لتصل إلى مُرادكَ
ولم تركن إلى المسالمة
" التي أهملتها فيكَ بصعوبةٍ "
" أو أهملتها مجبرًا "
فإذا أمعنتَ النظر
فيما أنتَ مسئولٌ عنه كمصارع
ستجدكَ مطالبًا بالتحفز
والقلق الدائم
وترصد ما حولكَ
خائفاً من شيء
أو عليه " نفس الشيء "
أي أنه هو الخوفُ تابعكَ المخلص
أينما استقام حالك أو انثنى
وإنه مخيف ذلك الواقع الذي يقع
" أي يسقط "
كفعل عنيف للكلمة,التي تصبح مفزعة
"في حال السكون والتفكير"
ومغلقة المعني
"في حال الحركة والعمل بداخلها"
لذا أخمنُ أن الأمر لن يصلكَ كاملاً
فهو مخيف عليكَ
"بحيثُ يحتاجُ إلى التفرغ الكامل"
فهو مخيف عليكَ
"بحيثُ يحتاجُ إلى التفرغ الكامل"
فهو واقعٌ واقع
وأنتَ لا ترى..أو تخاف.
النبت الشيطاني
كالنبتِ الشيطاني أَنْبُتُ
وأتشكلُ للعيان
وبهذه الصحراء أنمو
في تلك الصفرة المجردة أعيش
– إن ذلك مُرهِق إلى حد بعيد –
وبصرف النظر عن الفكرة المتشائمة
وكيف يُخبئ الشيطان البذور
وكيف يزرعها فتُمسي نباتا ً
وقوتاً مضموناً لأيام القحط
فأنا مُمتنٌ جدًا لهذه الحياة..
وهذه الصحراء
وتلك النباتات في الجوار
- ممتنٌ بذلك الاخضرار المريض لنبتٍ شيطاني-
ولستُ أعلم شيئاً عن النهاية
..أي شيء
فلم يكلمني أحد بشأنها
ولا يوجد متكلمون من الأصل ِ
ولستُ أعلمُ
هل يعود شيطاني..
هذا الذي غرسني ومضى غير عابئٍ لغرسته ؟
وهل كان واثقاً في بذوره إلى ذلك الحد..
أم أنني سقطتُ سهواً فلم ينتبه ؟؟
أم أن ما يحدث هو إعدادٌ واختبارٌ في المرض
حتى يسقط الأخضر جميعه
ويسطو الأزرق المقدس
فتكون نُضرةٌ ويَنَعَانٌ ومقابلةٌ وقَسَمٌ
وشيطانٌ يأتي لأخذ الثمار ؟
لست أعلم أي شيء !!
فلم يكلمني أحد
ومعرفتي تمت عن طريقي
وقد توصلت إلي طروح أخري ممكنة
فمن الجائز أن يجتبيني الله برحمته
التي تتسع للنباتات الشيطانية.
موت قلب,ومرض ذاكرة
الصوت بعيدٌ ....
بعيداً جداً الصوتُ البعيد
ومريضاً يأتي الصوت مريضاً
كصدر الشيخ الذي يسعل
إذ يَمتص الدخان ويُزهق الحجر
الصوت غريب على السمع
وميت من الخوف
ومتوترة أطرافه كحيوان يُصاد
هناك أوان ٍتتكسر..عيال تصيح
صفعة,وطبل عالٍ,وبكاء امرأة
ضحكة صادقة..عواء
ثمراتٌ تالفة ٌتفقأ
وكلام نساء عند الترعة
طرقات قوية
مواء..مواء..مواء..
وكل شيء..وأكثر من ذلك
ورأسي ستنشج أيها الملاعين
يا أيها الملاعين
سأدخل عليكم رأسي
وأدمركم في الذاكرة
بمخالبي العمياء وقواطعي الباترة
أيها النكرات
يا مشوشي الأوقات السعيدة
ومفسدي الأثر الطيب للمخدر
أيها المُشوهِونَ للصياغة الجيدة
والكلام المُحكم حتى التفاوت
...إنني حزين بما يكفي
...ذلك الحزن العميق بما يكفي
ومُجهدٌ بما يكفي
أنا مجهدٌ بما يكفي
ذلك الإجهاد الذي لا ينبغي لأحد
ولا يتوزع علي اثنين أبدًا
وظلمًا وعدوانًا هو علي الروح
والعقل والبدن
كما أن المرضَ النفسي
ترفٌ ورفاهية قذرة ومؤذية
ولا يلزمني شيء
من تلك الضروريات السوداء
فلماذا تأتي يا أصوات يا بعيدة ؟
ويا أيتها الشروط الجاحدة
لماذا تأتين أنتِ أيضاً ؟
فليس من متسع في الوقت
وقد بلغ السيل الزُبى
وتراءى لنا المستور
وأمسينا وأصبحنا
حاجبين ما انكشف من الستر
ومتناسين ما قد بدا من الذي حق
ضُربَ الفؤادُ بما رأى فمات
وحَزِنَ الذي سمع موته فبكي
وبكيتُ
حتى خلا الماء من الروح
والعقل والعين
فكنا نشرب الخمر أرطالاً مقطرة
حتى نسقي القبر الذي محله بالصدر
ونضع الجريد من نخلة عذراء
ونائية عن النخل
ونُكلم شبح الذي راح مغدوراً
من ضربةِ الضربِ
ذلك حتى يؤذن الفجر
فيمشي هو مسالمًا مطرقاً رطبًا
ومغتربًا وبردانًا ومرتجًا عليه الأمر
ونمضي نحن إلي النوم
حتى نقابله من الناحية الأخرى
فنطمئنه ونُدفئه ونقول له :
لا تحزن إننا معك وإنكَ معنا
ولن نتركك في الموت حتى..
فلا ترتجف واجمد واهدأ
أيها المهزوز..أيها الموهوم
أيها المغدور
أيها الحبيب
فيوقظنا الناس والأشباه النائمة
ونتيقظ علي الثأر,فنثأر من الجميع
ومن أنفسنا نثأر
ونأكل الشهوات أكلاً
ولا نتكلمُ كثيرًا
ونسترجع الأحداث السعيدة
والأحزان السعيدة
عندما كان الشعور يشعر
والكيان يهتز
إثر ذلك التيار الخاطف الحبيب الذي مات
وكان يُدعى من كل الأحباء قلبًا متطاولاً عذبًا
وكان يمشي في الأرض مرحًا
ووهجًا وعِنادًا
وجرأة ًرهيبة ًفي الخوض ِ
فيما تعذر على الناس
من الوصول والخوض ِ
نحو الترقي بالوجود
ونحو ضربة السدرة
فمات وكان يتجلى
على نسق ٍمن الوصل
وصُنعاً من الكلِ
في كمال الحسِ
وعقلاً يرى إلي الأمام
ويحفظ الخلف
فيا ويلي عليه قلبي
وعليه رحمتي وسلامي
وتعاستي وويلي
ولا ندري كيف سنعيش الحياة هكذا
والذاكرة اللعينة
ما زالت تحمل أثر الشغف والفرق
ووقعُ الأمر على الأنساق والصناع والكل
ولطمة الضوء
الذي يَبُسَتْ قِطعَهُ على حائط الغرفة
من طول الزمن الذي مر
حين انفجر القلب وراح
لم يعد هناك غير الذاكرة
الملطخة ببرقة الانفجار
ومجذوبة بلون بؤرته المرعبة
بؤرته البارقة كالقمر المنفجر
لم يعد غير تلك الذاكرة
وهذه الأصوات
الأصوات الخاوية من المعني
ومن أحاسيس الصوت
ومن الدم أيضاً خاوية
والمُشتِتة وتطرأ دون داع
كحجرٍ في الرأس تطرأ
وكمديةٍ في الأُذن تطرأ
فما بال الحياة كالموت
مُرة وقاسية علينا
كقسوة المصارع علي الخصم.
شيء غير الحياة
* مقدمة :
" يا حياة من كَتَبَ كَتَبَ / وكُتِبَ ما كُتِبَ
/ فسأكتبُ فيكِ أنا الآخر/ إلي آخركِ تمامًا
/ عساني أجد بكِ جزءًا لم يُلطخ / ولم يُقتل
فألطخه حتى أقتله ويموت / وأخرقهُ وأصير
إلى شيء آخر خريجًا صئورا "
* بداية :
فقل ماذا الذي يَحدث ؟
ومن ذا الذي يَحدث ؟
ولماذا لم يحدث ؟
ولماذا يحدث ؟
ما حَدثَ قد حَدثَ وهو الآن يَحدُثُ
فانتبهوا وقولوا : من ذا الذي يتكلم ؟
ما من أحد سيُفتِكم
ضاع الكاتب في المكتوب يا جَوُّ
وصارا أصواتًا تَحْدُثُ,أوقاتًا تتعاقبُ
صورًا تَحْدُثُ,لغة تَحْدُثُ
أو هو شيءٌ يمشي ويَحْدُثُ في ذاتِ الوقتِ.
فيا أيها الناس
أنا الذي كان هنا منذ عامين
بيد أنه حَدَثَ ما حَدَثَ
وحَدَثتُ,فحَدَثتُ
وصرتُ كما أنا بالضبط
كشيء يَحْدُثُ وهو يمشي
أو يمشي وهو يَحدُثُ في المشي
ومن وجدني فهو يعرفني
ومن بحث عني ولم يجدني
فمن المؤكد أنني أحدُثُ أمامه بسرعةٍ
أو أنه لم يلحظني وأنا أحدُثُ
إذ كان مشغولاً بأحداثٍ أخرى
فلم يرى حدوثي !!
فماذا يريد من يريد شيئاً ؟
وماذا يقول من يقول كلاماً ؟
إن الحادث الضخم يقع مصادفة
ولا يحدث تسبقه المقدمات
" ذلك رغم ضخامة الذي يُحدِثهُ الحادثُ الضخم,
فهو لا يُرى غير مرة واحدة وقت حدوثه, وإنما
المقدمات للوقائع,وليس للأحداث تقديما "
وذلك الكتابُ صعبٌ إلا على الذين
ليس صعباً عليهم أن يَحدُثَ الكتاب
وهم يَحدثون حدوثهم
وكل في حدثهِ يَعْمَهُ,ويَحْدُث
ويَكتشف أن ما حَدَثَ / حَدَثَ
فيحدُثُ مثل الأشياء الأخرى
مثل الأشياء جميعاً
فمن الأكيد أن أحداثاً أخرى قد جَرَتْ
أو هي ما زالت تجري
فهَولي عليكَ أيها الحادثُ الكلي الكبير
بحيث لا تَحْدُثُ أحداثاً
إلا وهي حادثة في خلالك
وتَحْدُثُ أنت بما يَحْدُث بكَ من حدوث
آآهٍ أيها الحادث الذي ليس له نهاية
ولا يُعرف متى حَدَثَ
ولا يُدركُ هو نفسه وقت حدوثه
ذلك أنه حادث ممزق علي أحداثه
فلا يَحدُث بدونهم
ولا يحدثون إلا فيه
آهٍ أيها الكبير المَرير المريع
إنني أراك من داخلك
وأعرف أنكَ لا ترى شيئاً
وأنكَ فقط تحدث بتمزق ٍ
فأنت مُبَدَدٌ على نفسِكَ
والمُبدَدُ هباء كبير
ولا يُرى أبداً من خلاله
ولا من فوقه ولا من تحته
لأنه فوق الفوق
وتحت التحت
وحول الحول
فلا حول ولا فوق ولا تحت إلا به
هو الصائر الحادث الأبدي
والأب,والأم,والابن
والشجرة,والبحر,والنجم,
والطائر,والبقرة,والطريق
والنار,والريح
والجبل,والجدل...
هو الذي لا نهاية له
ذلك أنّ نهاية الأحداثِ أحداثٌ
وحدوث الفناء حدوثٌ آخر/ والفراغ امتلاء
فمتى النمو,والتحور
والاندفاع, والسريان,والضوء ؟
.. ذلكم الترقي
وتلكم أحداث مطلقة كبرى
لم تحدث اليوم
وشيء آخر ما هو بزؤول.
*خاتمة :
"البوابات تفتح في الغروب
فيبصر البصير فقط ..
ثم ينتقل ليلاً "
#أحمد_عبد_العظيم_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟