|
الكاتب
أمل سالم
الحوار المتمدن-العدد: 6598 - 2020 / 6 / 21 - 20:43
المحور:
الادب والفن
تعرض الكاتب الكبير لمحاولة اغتيال، طعنه أحدهم بسكين في صدره، لكن أصدقاءه استطاعوا إنقاذه، إذ منعوا الطاعن من توجيه طعنة ثانية تعقب الطعنة المباغتة الأولى، ثم نقلوا الطاعن في السن مباشرة إلى المستشفى. على الفور، تم تجهيز غرفة العمليات، في نفس الوقت الذي تم فيه استدعاء كبير الجراحين في البلاد، وكذلك اتصل عدد من الجراحين المشاهير أيضًا، وعدد من التخصصات المختلفة-حتى تلك التي ليس لها علاقة بالحالة-للمشاركة في محاولة إنقاذ الكاتب الكبير. هرج ومرج عم المستشفى، الممرضات يهرولن، الأطباء يتسارعون، الأدوية تنتقل بسرعة من عيادات المستشفى إلى حجرة أعدت لنقل الكاتب إليها عقب نجاح العملية الجراجية التي سوف يجريها كبير الجراحين ومعه عدد من أساتذة الجراحة في كليات الطب المختلفة، وقد كان كل منهم قد أجرى بتصريح صحفي قبل دخوله المستشفى، حيث يقف أمام بوابتها حشد كبير من المحررين والمصورين للحصول على السبق الصحفي عن حالة الكاتب الكبير، كل منهم عبر عن تخوفه من الحالة الصحية للكاتب الكبير، خاصة وأنه كبير السن، والجرح غائر، وقد أكدوا جميعًا على صعوبة العملية الجراحية. تناقلت الصحف ووكالات الأنباء وأجهزة البث الإذاعي والمرئي الخبر، حضر حشد كبير من أصدقاء الكاتب الكبير إلى المستشفى، حضر خلفهم حشد أقل من محبينه، حضر خلفهم قليل ممن يريدون استطلاع الخبر، خلفهم جاء من يريد استثمار الازدحام خاصة مع احتمالية بقاء الازدحام لعدة أيام متتالية، كان الحشد الكبير بمناظرهم الغريبة يريدون الدخول. -عايزين نطمن عليه. -أنا أقرأ له الجرائد منذ ضعف نظره، يوميًا أذهب ... -ممنوع يا حضرات. -لازم أشوفه إنني أعتبره أبي (نحيب)، لقد مات أبي ولم أذهب لجنازته ولم أهتم، غير إني أعتبر الكاتب الكبير أبي. -ممنوع يا بهوات إنها أوامر. -أنا كنت لسه معاه امبارح في البيت، وعملت له الأكل، وريته روايتي الأخيرة (تدميع) وأثنى عليها، وتنبأ بحصولي على جائزة عن كتابي هذا بعد صدوره، أنا عاوزه أشوفه. -إحنا هنطلع وننزل على طول مش... -ممنوع يا أفندية، وبعدين الراجل في غرفة العمليات، هتطلعوله تعملوله أيه؟ سارينة إسعاف قادمة عاااااا عاااااا ععااااااا، تتوقف عربة إسعاف أمام البوابة، يعوق مرورها الحشد الكبير المتمترس أمام البوابة دون أن يعير عربة الإسعاف التي تبغي الدخول أهمية. -كولا ..كولا..ببس. يخرج السواق من شباك العربة: -يا رجالة معانا حالة خطرة، من فضلكم أفسحوا الباب للدخول. -عااااااااااااااااععااااااااااااعاااااا. -سميط، وبيض، وجبنة... -معلش، الناس تعدي ع الرصيف الثاني.. وتقف هادية، وتدعي للراجل ربنا ياخد بيده، يلا يا أفندية، يلا يا هوانم. -هو حالته خطره أوي. -عدي يا أستاذ، عدي، كله بأمر الله. -محفظتي..مش لاقي محفظتي. يقال إن أحد المتطرفين ذوي الميول الدينية المتشددة هو من طعنه، وذلك اعتراضًا على كتاباته التي أوِّلت على أنها طعن في الدين، وهذا يفسر سر حضور أحد المسؤولين المهمين في الدولة بموكبه الكبير، والذي استبق بعدد من الدراجات النارية كبيرة الحجم وعليها أشاوس من الناس، ما أن رآهم الجمهور المتكدس أمام بوابة المستشفي الضخمة حتى تراجع بعيدًا، ولم يظهر منهم أحدٌ! إذ أن الطريق أصبح خاليًا تمامًا ونظيفًا تماما كأن مكانس ربانية تولت ذلك، ونبتت فيه الأشجار وفخاريات الورود على الجانبين. -حضرتك عاوز مين. -أنا كاتب كبير، وأريد أن أقابل الوزير، إن حياتي في خطر. انتفض الشرطي من مقعده وقد تغيرت ملامحه واحمر وجهه: -ممكن البطاقة حضرتك؟ -اتفضل. -لكن الوظيفة ...، وليس ... -يا سيدي أدخلني إلى مسؤول كبير هو يتولى ادخالي لل...، أدخلني إلى الوزير، ليس أقل من الوزير، هو فقط من سيفهمني، هو سيفهمني. هذه وظيفتي في الأوراق ال...، لكني كاتب كبير، وانظر في هذه الحقيبة، هذه بعض من كتبي، انظر عددها ضخم بما لم يسمح لي بحملها كلها. اصطحبه الشرطي إلى مكتب لاستقبال المواطنين الذي ناقشه في أمره. -ياسيدي لماذا تظن أن حياتك في خطر؟ -لا تقول لي أظن، أنا أعلم أن حياتي في خطر؛ أنا أكتب كتابات شديدة الخطورة، وأعرف أنهم يطاردونني، وأنني كنت المستهدف من هذا الاغتيال وليس الكا... -هل رأيت يا سيدي ما يدل على ... -اسمع، أدخلني للوزير، لن يفهمني إلا الوزير. بعد جدال مرير، وبعد عدد من المقابلات مع ضباط من ذوي الرتب الأعلى، وبعد استحضار الواسطة والاستجداء، والتردد كثيرًا على مبنى الوزارة، قرروا أن توضع حراسة على الرجل على أن يسلح الحارس الشخصي بمسدس خالي من الطلقات.
#أمل_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عين الصيرة، بحيرة يحيط بها الأولياء.
-
البنوة في أشعار محمود درويش
-
رواية -آلة الزمن- بين الأدب والعلم
-
الكوارث وتصحيح مسار الإنسانية
-
الاختراق والهيمنة المؤسساتية
-
-الهؤلاء- رواية تعرية الطغاة
-
العقل الجمعي وتنظيم العمل السياسي/ الثوري
-
الرؤية المكتملة في ديوان: - تفاصيل حلم ما كملش-
-
فصام
-
من الذي يستطيع أن ينظم مصر؟
-
الخطاب / دين أم تاريخ
-
ذاكرة الموتى
-
أين تذهب يا بابا؟
-
بدون وساطة العبث
-
صور معتمة لذاكرة تامة الاستضاءة
-
الرحلة
-
صدفة
-
غروب
-
الشرك
-
متى يستوعبون؟؟
المزيد.....
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
-
بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو
...
-
سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|