|
ثوار تشرين جيل ثوري رائع
طاهر مسلم البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 6598 - 2020 / 6 / 20 - 09:48
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
الساكت عن الحق شيطان أخرس يجمع العراقيون على فساد الساسة وعلى إثرائهم الفاحش والغير منطقي، مقابل هدر موارد العراق، وعلى اهمال البلاد والعباد،وعلى غياب العدالة والضوابط سواء في توزيع الثروات أو في مناصب الدولة المختلفة ،فالذي لاينتمي الى أحزاب السلطة ولايلبي متطلباتها ،ليس له مكان في العراق حتى ولو كان متمكنا ً ويمتلك الخبرة والكفاءة ، وقد أوصل هذا الحال مجاميع من الطفيلين الذين تسلموا مقاليد الأمور وهم غير مستحقين لها وليس أكفاء لها ،وهذا ما أوجد خللا ً كبيرا ً وفاضحا ً في بنية الدولة ،وحمل كل المصائب التي يمر بها العراقيون اليوم . هبوط أسعار النفط كشف عوراتهم : يظهر ان أسعاربيع النفط، كستين دولار أو اكثر أو أقل قليلا ً، كانت تكفي رواتب للساسة وللموظفين ولعقود جولات التراخيص ،التي فيها غبن كبير للعراق ،ويكفي ايضا ً مايسد حاجتهم يمينا ً وشمالا ً ،وليس هناك أي تخطيط أو أعتماد على موارد أخرى ،حيث أهملت كل الموارد التي يزخر فيها العراق ،وأرتضوا لأنفسهم رواتب وأمتيازات خيالية ،غير موجود مثيل لها في كل بلدان العالم ،وأعطوا من كانوا يرغبون بأعطائه ،أما الشعب فقد تركوا له الكفاف ،قوت عن لاتموت ، وكان واضحا ً ان مثل هذا الواقع لن يدوم وان الشعب لابد وان يثور فقد ذهبت أيام الخوف الى غير رجعة ،وان الخداع لن يصدقه الناس طويلا ً . وما ان تهاوت اسعار النفط بعد وباء كورونا حتى بان المستور وظهرت البلاد اشبه بمحطة وقود تبيع البترول مقابل مصروفاتها ، اذ ان هبوط سعر البرميل اظهر عجز فاضح في كل مرافق الدولة وشلت حتى قدرة الحكومة على دفع رواتب موظفيها ،وبان نقصها في استغلال موارد العراق العظيمة بصورة صحيحة ولائقة ! ثورة تشرين : لقد سيطرت الأحزاب على مفاصل الحياة المهمة ،وبعضها قد أصبح مسلحا ً وبصورة رسمية بعد صفحة داعش ،وهكذا أصبح من المستبعد ان يعلو صوت ويقول كفاكم سرقة وتدمير للبلاد والأستئثار بكل شئ ،غير ان انتفاضة الشباب في تشرين /2019 كانت بحق مفاجئة للكثير من فئات الشعب التي وجدت في صوتهم صوتها ،وفي طلباتهم طلباتها ،وهكذا بدأت بمساندتهم منذ الأيام الأولى رغم أعداد الشهداء الذي تجاوز 700 شهيد وأكثر من 25 ألف جريح ومئات المغيبين ،لقد طالب الشباب ومنذ الأيام الأولى ان تكف الأحزاب يدها ،وان يعود وجه العراق الزاهي بهيا ً . ومع ان رئيس الوزراء السابق قد استبدل بآخر ،غير ان المستقبل لايزال لايطمئن العراقيين ،ولم يتغيير شيئا ً لحد الأن حيث يعتلي الفاسدون مقاليد الأمور في البلاد . ولايبدو على الحكومة الجديدة أي علامة من علامات التغيير ،وظلت تحارب كل تغيير وتقف مساندة للرموز القديمة التي حملت ثقل الفساد وتلونت بألوانه المقيتة ،وقد نفذ صبر شباب الثورة في بعض المحافظات فأنتفظوا ليغيروا بعض الوجوه بتظاهرات عفوية ،ومع ان بعض الحكومات المحلية ساندتهم خوفا ً على مراكزها إلا أن الحكومة المركزية بالغت في التحفظ والأبقاء على الرموز القديمة بحجة صلاحية الوزارات ،ولايعرف لحد الأن ان كانت طلبات الثورة بالتغيير الشامل ستنفذ، ام ان الساسة الحاليين لايختلفون عمن سبقهم خصوصا ً وهم يتخفون اليوم بحجج انتشار وباء الكورونا ، والضائقة المالية .
ان وقفة ابطال ثورة تشرين تعطي عنوانا ً واضحا ً لالبس فيه ،من انها مستمرة رغم كل الظروف الغير طبيعية التي واجهتها وتواجهها ،وان على رئيس الوزراء الحالي ان يكون عند وعده للثوار بالوقوف بوجه كل محاولات النيل من الثورة وشبابها اذا كان يطمح للحفاظ على امن واستقرار العراق ومستقبله. ثوار تشرين جيل ثوري رائع يجب الأهتمام به : يمر العراق بمرحلة صعبة في تاريخه ،وعلى جميع الأطراف ترك محاولة فرض رأيها بالقوة ،والعودة الى محاسبة ونقد الذات للأهتداء الى افضل سبل الخروج بالبلاد سالمة متعافية : - على الحكومة الأهتمام بشباب ثورة تشرين ،وحمايتهم من الطفيلين ومن كل مايهددهم ويقوض ثورتهم،والأستماع الى آرائهم ،وتنفيذ مافيه مصلحة عامة ،وأعطائهم فرص قياد بلدهم ،بزج المتميزين منهم في مناصب مهمة لخدمة البلاد ،وعليهم ان ينتبهوا الى امر مهم وهو لولا دماء الثوار لما جلس ساسة الحكومة الحالية في مناصبهم ،وان الثوار ينتظرون نتائج تضحياتهم . - على الأحزاب ممارسة نقد الذات بعنف ،والجواب على السؤال الكبير لماذا ناصر الشعب ثورة الشباب ؟ - اذا كانت الأحزاب المنتشرة في العراق ثورية بحق وتعمل للصالح العام ،فهي يجب ان تتلاقى بمشتركات مع فكر وطروحات الشباب في ثورتهم ،من اجل مستقبل أفضل للعراق . - على شباب الثورة ،نقد الفترة الماضية واكتساب الدروس والعبر ،فيما أخطأوا وفيما اصابوا ،وعليهم تنظيف صفوفهم من الدخلاء الذين يسيئون الى مبادئ ثورتهم التي دفعوا في طريقها دماء عزيزة ،والتفكير الجدي بالأنتخابات القادمة ودخولها كقوة جديدة تهدف الى التغيير وبناء العراق العظيم . يا شباب ثورة تشرين كنتم فرسان تذكرني وقفتكم بقول المتنبي : وَقَفتَ وَما في المَوتِ شَكٌّ لِواقِفٍ ....
كَأَنَّكَ في جَفنِ الرَدى وَهوَ نائِمُ
#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لو تصاحب خوش صاحب لو تظل من دون صاحب !
-
أمريكا لاتجيد العلاقات الدولية الحسنة !
-
هل فعلا ًهي الحرب العالمية الثالثة ؟
-
من كامب ديفيد الى سد النهضة ..سياسة مصر وبال عليها !
-
الحرب البايلوجية ..هل وصلت حقارة البشر الى هذا المستوى ؟
-
بين نفاق العالم وجبن العرب
-
ابو ناجي واحتلال العراق والجنسية البريطانية
-
من السبب في تدهور العرب ؟
-
صفقة القرن : سرقة جديدة لحقوق العرب والمسلمين !
-
حصارات أمريكا والنتائج العكسية
-
أمريكا .. الجبن والنذالة
-
مستقبل الحراك الشعبي العراقي :
-
المحاصصة باقية ..حتى لو انتخبنا أولياء الله !
-
الأنكفاء الأمريكي
-
ثورة الشباب في العراق
-
بعد تدمير دول العرب البارزة .. هل جاء دور السعودية ؟
-
من يضرب ايران السعودية ام امريكا ؟
-
هل بقيت مصداقية لأمريكا ؟
-
من ينتصر أمريكا ام ايران ؟
-
امريكا سبب في انتشار التسلح في العالم
المزيد.....
-
الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان
...
-
مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
-
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
-
عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و
...
-
في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در
...
-
حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
-
تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا
...
-
تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال
...
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|