أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حازم العظمة - أنظمة الإستبداد دريئة ً














المزيد.....


أنظمة الإستبداد دريئة ً


حازم العظمة

الحوار المتمدن-العدد: 1590 - 2006 / 6 / 23 - 11:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أنظمة الإستبداد أهداف سهلة للدعاية الإمبراطورية ، هم رعوها لسنين طويلة و يعرفونها أحسن من " أصحابها"
و حين نعتبرها أهدافاً سهلة فهذا يعني أنها " أهداف مختارة " ، وكونها أهدافاً سهلة لا يعني بالضرورة أنهم سيذهبون إلى إسقاطها في اليوم التالي
، في أحيان كثيرة على العكس ، سيساعدون بطرق عديدة في إبقائها و إنعاشها لسنين طويلة أخرى ، سيستخدمونها غالباً لسنين طويلة " أمثولة" show case بالطريقة التي استخدموا بها نظام القذافي ، ، بالطريقة التي استخدموا بها نظام صدام حسين

أيمن نور و حركته " كفاية" تخلوا عنه و تخلوا عنها و تركوه و تركوها ، لأن علاقتهم العميقة و التاريخية بنظام الإستبداد "إلى الأبد" : السادات- مبارك- مبارك الإبن ( أعني مصالحهم الحقيقية ) لا تقارن بعلاقتهم بساذج ما أو سُذج ما صدقوا أن أمريكا ستأتي بالديموقراطية لمصر .. و أعجبهم أن يكونوا " ليبراليين جدد" ... أعجبهم الإسم ربما ...

هل نذكر كيف أن نظام صدام حسين احتفظوا به عشر سنين إضافية بعد حرب الخليج الأولى حين لم يبق أمام الدبابات الأمريكية أي عائق جدي في الطريق إلى بغداد ، تركوا له أن يتابع مذابحه و أن يوسعها في الشعب العراقي ...

نظام الإستبداد –الثيوقراطي السعودي الذي هو أحد أشنع أنظمة الإستبداد في التاريخ ، هذا النظام الذي ما يزال يرعى الرق _ معلناً و مستتراً - لا ينبسون عنه ببنت شفة ، إلا فيما ندر و للتمويه و التعمية فحسب
كلنا رأينا جورج بوش يوم أمس و هو يمسك بالـ " العاهل " السعودي من يده و يقوده في حديقة البيت الأبيض ..

، الإحتفاظ بالطغاة ، الذين هم من أتى بهم بالأصل ، يعتبرونه أحد الخيارات الإستراتيجية ، فيما لا يشكل أي تهديد فعلي لمصالحهم رغم أن العديد من هذه الأنظمة لا تتوقف ليل نهار عن شتم " الإمبريالية الأمريكية "

شتم " الإمبريالية الأمريكية " لا يهمهم ، هم يفهمون أن هذا أحد أدوات هؤلاء المهرجين في تعمية الرأي العام و في تضليل الشعب

صدام حسين الذين جاءوا هم به إلى حكم العراق بقي " يشتم" الإمبريالية عشرين سنة ، لا يهم ّ ... لهم القدرة على " التفهم العميق " لهذه المسألة

في الدعاية بصورة خاصة ، يستخدمون هذه الأنظمة دريئةً إن شئتم ، بالطريقة نفسها التي كانوا يستخدمون فيها دمية الزنجي للتدريب على الرماية بالمسدس

يستخدمونها في رفع " الوعي" الأمريكي بالأخطار المحيقة بوطنه " الحر" في خداع الشارع الأمريكي أيضاً و "إستيعاب "الشعب الأمريكي ، و الرأي العام الأمريكي ضمن منظومة " أشرار و أخيار " ، " أسود و أبيض" .. ، " ناجح و فاشل " ... " رأس و ذنب " إلى آخر ذلك ...

يستخدمونها ، هذه الأنظمة ، للتضليل و من ثم لخلط الأوراق ، و إعادة خلط الأوراق ، يستخدمونها " وسائل إيضاح" لجعل الأهداف الأمريكية " واضحة" و هذا يقدم ليس فقط للدعاية على مستوى العالم بل و أيضاً في إقناع الشعب الأمريكي بـ "عدالة" سياساتهم ،

فالدعاية الأمريكية تستخدم و إن بطريقة مُحدثة مفاهيماً تنتمي إلى القرون الوسطى ، مفاهيماً هي في أصلها دينية و تصلح للسذج و تصلح للعقل البدائي ، من نمط الثنائيات المعروفة : خير و شر ، من معنا و من ضدنا ، و لاستخدام هذا النمط هم يحتاجون إلى "تجليات" تلك المفاهيم في حدودها القصوى

هذا مثلاً يفسر كيف أن " الإرهابيين" الآن في أفغانستان كانوا هم أنفسهم منذ عشر سنين " المقاتلين من أجل الحرية " freedom fighters و كيف أن النظام الليبي الذي كان أحد أنظمة " محور الشر " قد أصبح الآن . لأنه الآن خضع تماماً للإرادة- الإملاءات الإمبراطورية ، أصبح " بلداً يتقدم لينضم إلى العالم الحر "
بدون أن يتغير في هذا النظام أي شيء باستثناء إلتحاقه بذيل الإمبراطورية و فتح اقتصاده لنشاط الشركات الأمريكية بدون شروط ( بشروطها هي فقط )
لم يتغير أي من قادته " الملهمين" أو " لجانه الشعبية " و أجهزته ، و لم يخرج أحد من سجونه و معتقلاته و لم يعاد أي اعتبار لحرية مواطنيه أو ممتلكاتهم أو كرامتهم

ما تحول هكذا في النظام الليبي هو برسم من ما زالوا يصدقون الدعاية الأمريكية الوقحة عن نشر الديموقراطية ... أعني من يعتقدون ، بسذاجة ، أنهم " ليبراليون " أو " ليبراليون جدد " ...
و أن الأمريكان سيأتوننا بالديموقراطية ...

ما تخشاه الإمبراطورية حقاً الأنظمة التي تُسقط مقولاتها الدعائية و و تسقط " أمثلتها" الدعائية ، و من ثم تعيد إلى شعوبها الحقوق التي سُرقت و انتهكت مثل الغاز البوليفي أو النفط الفنزويلي ، حكومات و أنظمة ديموقراطية حقاً و وصلت إلى الحكم بانتخابات ديموقراطية
في حالات كهذه يُسقطُ في يدها ، كما يقال ، الأجهزة الإمبراطورية ، لأن " النموذج "هنا أختُرقَ ، نظام الجبهة الشعبية في التشيلي ( ألليندي) مثلاً كان كارثة للسياسات هذه ، النظام الديموقراطي في فنزويلا اليوم كارثة ..

لاحظوا كيف أنهم الآن يلتزمون الصمت ، نسبياً ، عن أوضاع البرازيل و تشيلي و فنزويلا و بوليفيا و غيرها في أمريكا الجنوبية
و ثمةكارثة مشابهة تنتظرهم في المكسيك ..

هناك تقع المصائب الحقيقية بالنسبة للسياسات الإمبراطورية ، يلتزمون الصمت فيما يدبرون الخطط السرية لقلب تلك الأنظمة بالإنقلابات ، و بالحصار التجاري ، و بتمويل الحركات و الأحزاب " الليبرالية الجديدة " و بإعداد " فرق الموت " ، كتلك التي أنشأوها و موّلوها في نيكاراغوا و في السلفادور ، تماماً كما كانوا دائماً يفعلون في كل مكان ، تماماً كما فعلوا في حكومة مصدق الديموقراطية في إيران ، و كما فعلوا في التشيلي ،تماماً كما حاولوا أن يفعلوا ، ربما عشرات المرات ، لقلب نظام كوبا

و من ثم يحولون الأنظار إلى النظام السوري و النظام الإيراني التي تصلح " دريئة"





#حازم_العظمة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حجة من أتى أولاً و من أتى آخراً ...
- الزرقاوي شهيداً .. .... ، صنعته أمريكا و قتلته أمريكا
- كَ وِ ه ْ ...
- ذرقُ الطيورِ عليها تضيئه النجوم ْ
- من الذي يضع الخطوط الحمراء ...
- ديموقراطية فرق الموت .. و التطهير الطائفي
- عدوى السياسة تنتقل إلى الشارع الأمريكي الشمالي
- منذ متى بدأ فساد الدولة الفلسطينية
- مدينةٌ من صخور ٍو أعشابَ
- كأس نبيذٍ من أجل لوسي
- هؤلاء ، هل هم حقاًعلمانيون ...
- امرأة بالأحمر ، منحنيات معروضة لليل - ثلاث قصائد
- نوروزْ ... ، متأخراً قليلاً
- في نقد الليبرالية ... السورية
- تجارة حرة ...
- حوار هادىء مع وفاء سلطان
- الحَصانة السعودية ، و الحَصانة السورية ..
- نصف مشهد و أرواحٌ سبعةْ بشرق مدريد
- من دفع َ للزمّار ...
- 5 ملايين دولار هدية للنظام لا للمعارضة


المزيد.....




- قد لا تصدق.. فيديو يوثق طفل بعمر 3 سنوات ينقذ جدته المصابة
- مستشار ألمانيا المقبل يواجه طريقًا وعرًا لتعديل سياسة -كبح ا ...
- اندلاع النيران في محرك طائرة تابعة للخطوط الجوية الأمريكية ع ...
- الموحدون الدروز في سوريا وتحديات العلاقة مع السلطة الجديدة
- أمريكا وإسرائيل تتطلعان إلى أفريقيا لإعادة توطين غزاويين
- موريتانيا.. حبس ناشط سياسي بتهمة -إهانة- رئيس الجمهورية
- مترو موسكو يحدّث أسطول قطاراته (فيديو)
- تايلاند تحتفل باليوم الوطني للفيل (فيديو)
- اختتام مناورات -الحزام الأمني البحري 2025- بين روسيا والصين ...
- القارة القطبية الجنوبية تفقد 16 مليون كيلومتر مربع من الجليد ...


المزيد.....

- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حازم العظمة - أنظمة الإستبداد دريئة ً