أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جورج كتن - طريقة مبتكرة لعقاب السفاحين














المزيد.....

طريقة مبتكرة لعقاب السفاحين


جورج كتن

الحوار المتمدن-العدد: 1590 - 2006 / 6 / 23 - 11:12
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



لا نرى في ما كتبه الأستاذ الطاهر إبراهيم في قضايا النهار (17- 6) أنه يمثل جماعة الإخوان المسلمين السورية رغم أنه ينتسب إليها، فلا بد أن هذا رأيه الشخصي ومن حقه التصريح به. ولو كان ما يقوله هو موقف الإخوان لكنا شككنا بمصداقية مشروعهم السياسي لسورية ورؤيتهم لمستقبلها الذي أعلنوا فيه تمسكهم بالديمقراطية وحقوق الإنسان وبناء الدولة الحديثة الحضارية... ولاتفقنا مع رأي الأستاذ جهاد الزين في أن المراقب العام البيانوني هو "مشروع لحرب أهلية".
لكننا مع ذلك لا يمكننا تجاهل أن رأي الكاتب الطاهر إبراهيم ليس نادراً في أوساط تيار الإسلام السياسي, فقد أبدى كتاب وفضائيات وأوساط شعبية "انزعاجاً" - حتى لا نقول حزناً وألماً وحسرة- لمقتل سفاح بغداد الزرقاوي, وبشكل خاص نواب جبهة العمل الإسلامي الأردنية الذين عزوا ب"الشهيد", وحماسيين نعتوه "بشهيد الأمة" رغم نفي قيادات حماس لذلك دون تحديد موقفها من الشخصية المقتولة المثيرة للجدل.
تميز الكاتب في مقاله بتقديمه تفسيراً للمتعاطفين مع الزرقاوي يوفر عليهم اتهامهم بتحبيذ الإرهاب, فهو يفرق بين أعماله "المقبولة" ضد الاحتلال وبين أعماله "المرفوضة" ضد العراقيين، ويتجاهل أن أعماله الأولى مدانة ومستنكرة من ما يفوق ثلاثة أرباع المواطنين العراقيين, الذين شاركوا في العملية السياسية وانتخبوا مجلس وحكومة مهمتها القضاء على الإرهاب، ليسمح ذلك بالاستغناء عن القوات الأجنبية متعددة الجنسيات التي ستنسحب بعد أن تصبح القوى الأمنية العراقية قادرة على التصدي للجماعات الإرهابية.
أما كلمة "مرفوضة" لأعماله ضد العراقيين دون ذكر أنها أعمال إجرامية, فتخفيف من فداحة الإجرام الوحشي الذي تتضمنه، وهي أقرب لتعبير "غير مستحبة", خاصة أن الكاتب يشكك أن الزرقاوي "هو الذي نفذها", "فإن كان قد أساء" فيتركه لعقوبة الله. وهي طريقة لعدم مقاضاة السفاحين وأنصارهم ومن يخلفهم بعد مقتلهم, نقترح على "الكاتب" أن يطبقها على صدام حسين بطلب الإفراج عنه لأعماله "الصالحة" كالدفاع عن البوابة الشرقية واحتلال الكويت –الذي أيده الإخوان المسلمين- وكتابة "الله أكبر" على العلم العراقي وقتل الأمريكان, ويمكن أيضاً أن يسمح لبن لادن "شيخ المجاهدين ضد أميركا" بالتجول خارج كهفه إلى أن يقف أمام ربه لمحاسبته.
ويعتمد "الكاتب" على "روبرت فيسك" لتبرئة الزرقاوي من جرائمه ضد الإنسانية, باتهام الأميركان والموساد بأنهم "وراء تفجيرات المساجد والحسينيات والمدارس والأسواق", ونضيف: الكنائس والمستشفيات والدوائر الحكومية والمخابز ومحطات الكهرباء والمياه وأنابيب النفط والمطاعم والفنادق... الدفاع عن الزرقاوي حتى بعد مقتله ليس بلا فائدة, فتنظيف ساحته يفيد من تركهم وراءه ليستمروا مطمئنين إلى أن أعمالهم "غير الموافق عليها" ستلقى من يتطوع لإلصاقها بالشيطان الأكبر.
لم ترد كلمة "إرهاب" مرة واحدة في مقال "الكاتب"، فهو يبحث في "الشأن الجهادي" كما يقول، يهلل ويرحب ويشد أزر الزرقاوي عندما يستهدف جنود الاحتلال ولا يوافق على أعماله ضد إخوانه العراقيين على اختلاف مذاهبهم, متجاهلاً أن قتل "النصارى" والشيعة "الروافض" والأكراد "الخونة" والناخبين "السنة" وردت على لسان مرحومه الزرقاوي في تسجيل لصوته لم يشكك به بعد كاتب بريطاني شهير.
والعزاء بالمرحوم واجب, ولا بأس هنا من العودة للتراث وسير السلف الصالح, حيث يقارن "الكاتب" الزرقاوي, "بإبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن علي" عندما قتله الخليفة المنصور ثم قبل العزاء به على أنه ابن عمه, رغم بعد الشبه بين حالته وحالة الزرقاوي.
ولأن الكاتب يريد أن يبتعد عن السياسة ويتحدث في الأمور الجهادية وسير الصالحين، فإنه يخفق في التمييز بين الأعمال الإجرامية والأعمال التي "لا يوافق عليها".
إن تبرير الإرهاب بطريقة مواربة لا تقل خطورة عن الإرهاب نفسه، فالقضاء عليه يستوجب تجفيف منابعه الفكرية "الجهادية" التي تعيد إحيائه رغم الضربات القاسية الموجهة له, إذ أن تبرئة الإرهابيين من أعمالهم المشينة ليس من مهمات تيار الإسلام السياسي الذي يعلن وسطيته واعتداله, بل إن من أهم واجباته تبرئة الإسلام ممن يستخدمونه ستاراً لجرائمهم ضد الإنسانية, وتوظيف التراث للحض على إدانتهم وشجب أعمالهم.



#جورج_كتن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصوملة : الإسلام هو الحل أم الدولة الحديثة
- رسالة إلى مؤتمر كردي سوري
- الأمازيغية والكردية صنوان
- مواجهة بين التنوير والظلامية في البحرين
- رسالة مفتوحة للإخوة في التحالف الكردي والجبهة الكردية
- حماس في فخ السلطة
- نعي موقع - مرآة سوريا تحجبت بإرادتها
- وصول الإسلاميين للسلطة ليس نهاية التاريخ
- تناقضات المعارضة السورية
- اقتراحات لبرنامج ليبرالي سوري
- لماذا لم تعد المسألة الفلسطينية قضية مركزية عربية
- شوكت غرز الدين -مواطن- من صلخد
- -2006 ربيع دمشق-
- هل تنحسر المسيحية عن موطنها الأول المشرقي؟
- من كان بلا خطيئة فليرمه بحجر
- هل تقود النجادية للفاشية والشوفينية؟
- تحالف عربي كردي للتغيير الديمقراطي السوري
- العقلية القديمة في قراءة -إعلان دمشق- أعضاء المؤتمر القومي ا ...
- المؤتمر القبطي العالمي الثاني - ضمان حقوق الأقليات جزء من ال ...
- في المسألة القبطية -العلمانية هي الحل-


المزيد.....




- إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
- مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما ...
- سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا ...
- مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك ...
- خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض ...
- -إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا ...
- بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ ...
- وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
- إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جورج كتن - طريقة مبتكرة لعقاب السفاحين