أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - هل سيتكرر السيناريو السوري في ليبيا !؟














المزيد.....


هل سيتكرر السيناريو السوري في ليبيا !؟


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 6597 - 2020 / 6 / 19 - 00:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سؤال بات يتردد على مسامع كل مراقب يتابع تطورات الأوضاع في المنطقة ، فبعد ان هدأت أصوات المدافع والرشاشات وازيز الطائرات في سوريا وبعد الاستقرار السياسي والعسكري النسبي الذي ساد اجواءها، خصوصا وان ضجيج جائحة كورونا فرض على ما يبدوا هدنة اجبارية على الجميع ، تحولت الأنظار الى ليبيا ، ذلك البلد الافريقي الذي يتملك أكبر احتياطي نفطي في القارة الافريقية وشريطاً ساحلياً على البحر الابيض المتوسط بطول ألفي كيلو متر ولا يفصلها عن أوروبا سوى البحر المتوسط ومساحة من الارض تبلغ 1.8 مليون كليو متر مربع بينما عدد سكانها أقل من سبعة ملايين نسمة، مما جعلها تتمتع بموقع جيواستراتيجي مهم في حوض البحر المتوسط و شمال أفريقيا .
عام 2011 تدخل حلف الشمال الأطلسي وساهم بشكل فاعل في اسقاط نظام القذافي بعد أن لمّح لروسيا بوعود الشراكة في ثروات هذا البلد، فحصل الحلف منها على الضوء الاخضر، الا ان الغرب سيّر الأمور عكس ما كان قد وعد به روسيا فجاء التدخل الروسي المباشر والقوي في سوريا بغية اعادة التوازن بين الطرفين في تأمين المصالح الإقليمية .
تركيا التي لم تجنِ ما كانت تتوقعه في تدخلها في سوريا، بل وباتت من احدى الأطراف الخاسرة في تلك الساحة، ماديا بشريا و سياسيا، وجدت ضالتها في ليبيا خصوصا بعد توقيعها نهاية العام الماضي على اتفاقيات استراتيجية مع (حكومة الوفاق الوطني) بقيادة فائز السراج ، تلك الحكومة المعترف بها دوليا، ومن بنود تلك الاتفاقية حق التنقيب عن النفط شرق البحر المتوسط وبالمقابل مساعدة حكومة السراج في صراعها مع قوات( الجيش الوطني الليبي ) بقيادة خليفة حفتر، تلك القوات التي كانت في تلك الاثناء تقترب من اسقاط حكومة فائز السراج والسيطرة على طرابلس العاصمة، لذا وجد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في ذلك فرصة لاستغلال الوضع بغية تعويض ما خسره في سوريا والتحرك إقليميا صوب أفريقيا من جهة ومحاولة اسكات معارضيه في الداخل من جهة أخرى ، ولا يجب أن ننسى بان الشراكة الفكرية بين الطرفين وتبنيهما لفكر "الاخوان المسلمين " كان أحد العوامل التي ساهمت في تقريب وجهات النظر بينهما و توقيع تلك الاتفاقية .
روسيا ، وفي ظل تململ أمريكا والغرب من الانخراط في شؤون المنطقة عموما وليبيا خصوصا والتخبط في سياسات ترامب إزاء المنطقة ككل، نقلت مواجهتها الخفية تارة والعلنية تارة أخرى مع تركيا، من سوريا الى ليبيا، كون بوتن قد أدرك بانه ربح المعركة تقريبا في سوريا ومن مصلحته الا يترك ليبيا لاردوغان خصوصا وان تدخله في ليبيا لا يكلفه الكثير كما حدث في سوريا ومكاسبه ستكون أكبر. حين ادركت روسيا بان تركيا تدعم فائز السراج بمقاتلين سوريين من المعارضة التي كانت تشرف عليهم هناك ومنهم جبهة النصرة وتنقلهم الى ليبيا وتمد حكومتها بالسلاح والمال ، بادرت هي بدورها بتجنيد المرتزقة السوريين عبر شركاتها الأمنية كشركة ( فاغنر) بحجة حراسة المنشأت النفطية في جنوب ليبيا، أي في المنطقة الواقعة تحت نفوذ (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر العدو اللدود لفائز السراج .
اليوم نرى المقاتلين السوريين الذين انهكتهم الحروب وبات الجوع يهددهم وعوائلهم، ناهيك عن مصيرهم المجهول في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية الوخيمة السائدة في سوريا ، هذه الظروف جعلتهم لقمة سائغة لتركيا وروسيا لذا نراهم يتسارعون للتجنيد في القتال في ليبيا مقابل إغراءات مالية تؤمن لقمة العيش لهم ولعوائلهم .
بعد ان كان الصراع بين الميليشيات المتحاربة منذ سقوط القذافي وغياب سلطة مركزية مستقرة هناك منذ عام 2014 هي السمة الأبرز في ليبيا، باتت الصورة الآن تبدوا وكأن الحرب في ليبيا لم تعد بين الليبيين أنفسهم !
من هنا يؤسس الطرفان الروسي والتركي لنفوذهما في ليبيا ومن المحتمل أن يطبق الطرفان نسخة طبق الأصل من الصفقات التي ابرموها في سوريا . ولا ننسى الأطراف الإقليمية والدولية الأخرى الداعمة لطرفي الصراع، فهناك مصر و السعودية والامارات مع فرنسا تقف الى جانب حفتر و قطر مع إيطاليا تقف الى جانب السراج .
الصراع في ليبيا بات حربا بالوكالة عددا وعدة ، وان روسيا ، وبالرغم عن ما ستؤول اليه التوازنات العسكرية هناك، برزت مجددا كقوة دولية لا يمكن التغاضي عن دورها في الصراعات الدائرة في المنطقة وباتت النوايا الحقيقية المستقبلية لها واضحة وربما ستصبح الرابح الأكبر في هذه المعادلة الإقليمية .
السؤال الذي يجب طرحه وفقا لهذا الواقع وتلك المعطيات هو : اين يكمن الحل ؟
ان الحل الوحيد والجذري لهذه الازمة، والذي يصب في مصلحة عمال وكادحي ليبيا وينهي كل هذه الصراعات ويقف بوجه هذا السيناريو المدمر الذي وضع الجماهير بين مطرقة القوى الدولية وسندان القوى الإقليمية ومعها القوى الرجعية المحلية وأمراء الحرب، مرهون بالإتيان بالإرادة الحرة والمستقلة لتلك الجماهير ونضالها من أجل حسم الأمور وفقا لمصالح غالبية العمال والكادحين والمحرومين والمعدمين الذين هم من يدفع ضريبة هذه الأوضاع ،وافشال كل تلك المخططات، إقليمية كانت أم دولية، وبناء دولة نابعة من الإرادة الحرة لتلك الجماهير وتخدم مصالحها بعيدا عن كل تلك المخططات الرجعية .



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين هدم التماثيل وصنع التماثيل !
- أمريكا ليست بيضاء كما يريدها ترامب !
- التوحش ضد المرأة يزداد ضراوة !
- إقليم كوردستان ، من سيدفع الثمن ؟
- طفح الكيل وبلغ السيل الزُبى!
- سيبقى الأول من آيار يوما مفتوحا !
- نحو إنطلاقة جديدة لانتفاضة أكتوبر !
- مصطفى الكاظمي، لُعبةٌ أم لاعبْ ؟!
- تأملات الاعلام البرجوازي لمرحلة ما بعد كورونا !
- بين الموت بكورونا أو الموت جوعا هناك خيار ثالث !
- لنرفع القبعة للكوادر الطبية!
- الرأسمالية تترنح، آن أوان رحيلها!
- وباء كورونا وَحَّدَ العالم وفَرَّقَ المسلمين!
- حقائق يؤكدها فايروس كورونا !
- كوكب واحد، بشر واحد ومصير واحد!
- عدنان الزرفي على مقصلة الاقصاء!
- كورونا تحقق المساواة، ولكن بطريقتها الخاصة!
- عام مميز للمرأة في العراق !
- الكمامة الإسلامية وكمامة كورونا * !
- رؤوس تسقط وأخرى تنتظرالسقوط !


المزيد.....




- عزلة وخبز مهلوس.. صور لجزيرة في إيطاليا لا يعيش فيها سوى 100 ...
- زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب بحيرة البايكال الروسية
- فولودين: محاولة اغتيال بوتين جريمة خطيرة والتفكير بها سبب لح ...
- الزعيم الكوري الشمالي يدعو لتعزيز ترسانة بلاده النووية
- الجيش الروسي يدمر أكثر من مئة مسيرة أوكرانية فوق مناطق روسية ...
- بدأوا بتحضير الشعب الأوكراني للهزيمة
- مذبحة أثناء صلاة العشاء..
- بعد إزالة صورته من البنتاغون.. تحرك جديد ضد الجنرال ميلي
- مفتاح النجاح الدراسي والصحة النفسية للأطفال
- حيل الولايات المتحدة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - هل سيتكرر السيناريو السوري في ليبيا !؟