محمد الشوفاني
الحوار المتمدن-العدد: 6596 - 2020 / 6 / 18 - 09:42
المحور:
الادب والفن
هل بمقدورنا اكتسابُ ذاتٍ جديدة؟
إكتسابُ مستقبل آتٍ، يجدد ماضينا المُنْدَثِرِ لحظةً عسيرة، بعد لحظة؟
الجواب : نعم
بمقدورنا أن نضع معاناتِنا الفائتةِ في إطارٍ مختلف يرْضَى عنه وعْيُنا.
إن معرفتنا تمكننا من تذكُّرِ ماكُنَّاهْ، بطريقتنا، بناءً على معرفتنا بالحاضر، وبالآن.
كيف يتأتى ذلك؟
إنَّ تصورَنا للمستقبل، يُلقي نظرة جديدة على ماضينا، ويُثَبِّتُهُ في إطار وعيٍ جديد.
لكي نتقدم إيجابيا في الحياة، علينا نفيُ سلبياتِ الماضي مجتمعةً، وأنْ نَرْتديَّ ثوبا يليق بالآن.
ويليقُ بما تشَرَّبَهُ وعيُنا، وأثرى معرفَتَنا بأنفسنا.
نحن محتاجون لتأويلٍ، تطعيمٍ حديث لما كُنَّاه،
تطعيمٍ لم يسبقْ له مثيل.
وعدَّتُنا أبعدُ من الوعي المعتاد،
عُدَّتُنا بما يليقُ بنا الآن، وبما تبيَّن وأثرى معْرفتَنا بأنفسنا.
نحن في حاجة لإجتهاد متبصِّرٍ في خلوتنا، لتبديل ماكنَّاه.
وتأويلٍ جديد لحياتنا، بناء على ماعانيناه،
حتى لاتخمدَ جذوةُ الحياة في عروقنا.
إننا على وشك إدراكٍ مغايرٍ للعالم بعد مأساة كورونا،
وها قد حضرَ زمانُ تكوينِ نظرةٍ ملائمةٍ،
ومفارقةٍ،
للعالمِ وراءَ ظهرِنا، كما عرفناه.
وتكوينِ نظرةٍ مفارقةٍ لأنفسنا،
كما عرفناها.
فلا يليق بنا أن نستمر كما كنا،
والعالم قد تغير.
إن موقفنا الفكري، وتوجهنا العقلي،
هما معا حافزٌ لتبديل مانراه في العادة أمراً واقعا،
إلى ماتراهُ الروحُ، جَرَيانا مُتَغَيِّراً أبدِيًّا، لنهرِ الحياة،
ما نحْنُ إلاَّ قطرةً فيه.
18ـ جوان ـ 2020
#محمد_الشوفاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟