أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جمال براجع - حول الدولة الاجتماعية














المزيد.....


حول الدولة الاجتماعية


جمال براجع
الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي العمالي - المغرب


الحوار المتمدن-العدد: 6595 - 2020 / 6 / 17 - 09:35
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



مع جائحة كورونا وما خلفته من تداعيات كارثية على النظام والاقتصاد الرأسمالي وعلى الشعوب، عاد الحديث من جديد عن الدولة الاجتماعية وخصوصا من طرف الرأسماليين أنفسهم أومن طرف من يدور في فلكهم من قوى اشتراكية-ديمقراطية أو ديمقراطية-اجتماعية. حديث يتمحور حول ضرورة عودة الدولة للقيام بأدوارها الاجتماعية بعدما تخلت عنها مع صعود النيوليبرالية، أو ما توصف بالليبرالية المتوحشة، وخاصة منذ بداية ثمانينات القرن العشرين مع التاتشيرية والريغانية، مرجعها أو مثالها في ذلك تجربة ما يسمى ب”دولة الرفاه” في أوربا الغربية وأمريكا الشمالية واليابان بعد “الحرب العالمية الثانية”.

إن التركيز الآن، في ظل الأزمة الخانقة للرأسمالية، على تضخيم خطاب عودة الدولة الاجتماعية هو بهدف التأثير على وعي الطبقة العاملة والشعوب وتحريف حقيقة الصراع وخلق الانتظارية في صفوفها، وإعطاء الغطاء الإيديولوجي لشرعنة استغلال الموارد العمومية في عروق الرأسمال أي ضخ أموال الشعوب وتوظيفها لإنقاذ الشركات والمؤسسات المالية والاقتصادية الرأسمالية من الإفلاس وبالتالي إنقاذ النظام الرأسمالي من الانهيار..

إن هذا الخطاب بدأ يتهافت ويفقد جاذبيته منذ بدايته بحكم تطور وعي الشعوب والطبقة العاملة، وانخراطها في المواجهة المباشرة للرأسمالية وأنظمتها كما يقع الآن في الولايات المتحدة وأوربا والتي كشفت جائحة كورونا،بوضوح سافر،طبيعتها الديكتاتورية والمتوحشة وزيف شعاراتها حول الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان. فخلال الأزمات تتكشف حقيقة الرأسمالية وديكتاتوريتها ومعها أوهام إصلاحها.

وفي المغرب أيضا بدأ تداول مفهوم الدولة الاجتماعية من طرف مختلف الأوساط المخزنية واليسارية، التي أخذت تدعو إلى الدولة الاجتماعية مختزلة إياها في إعادة الاعتبار للأدوار الاجتماعية للدولة في التعليم والصحة والحماية الاجتماعية والصحية… وحتى القوى اليسارية التي تطرح الموضوع في علاقته بالديمقراطية لم تجب عن سؤال هل يمكن تحقيق الدولة الاجتماعية في ظل نظام مخزني استبدادي غير ديمقراطي.وفي ظل سيادة اقتصاد الريع والنهب والرشوة والمضاربات؟ وهل يمكن تحقيقهما معا، أي الدولة الاجتماعية والديمقراطية، في ظل هيمنة علاقات التبعية للرأسمالية ومؤسساتها الامبريالية؟

أن تحليل بنية نظام الرأسمالية التبعية في المغرب في مستوياته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية يبين لنا هناك علاقة عضوية بين البناء الديمقراطي والتحرر الوطني من التبعية الاقتصادية والسياسية للامبريالية ومؤسساتها. وكل فصل بينهما سيجهضهما معا.وكلاهما يمر عبر إسقاط النظام المخزني باعتباره العقبة الرئيسية أمام انجازهما وتحققهما. ولا يمكن فهم الدولة الاجتماعية إلا في هذا السياق. أي سياق القطع مع المخزن والتبعية.

وبذلك لا يمكن الحديث عن الدولة الاجتماعية في ظل النظام القائم،لكن يمكن الحديث عن تحقيق وانتزاع مكتسبات اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية عبر النضال الجماهيري الواعي والمنظم الذي هو وحده القادر على تعزيز موازين القوى لصالح الجماهير الشعبية، وعلى فرض تنازلات على النظام والكتلة الطبقية السائدة، تعزز التراكمات النضالية التاريخية للجماهير الشعبية وفي مقدمتها الطبقة العاملة في صراعها ضد عدوها الطبقي مما سيرفع من سقف هذا الصراع إلى مستوياته العليا ليقتحم حلقته المتقدمة أي الأزمة الثورية.

وفي معمعان هذا النضال والصراع تبني الطبقة العاملة وحلفاءها من فلاحين فقراء وفئات كادحة ومثقفين ثوريين أدوات نضالها الذاتي وفي مقدمتها حزبها الثوري القائد والموجه القادر على إعطاء ذلك النضال أفقه السياسي والاستراتيجي بالقطع مع النظام المخزني كشرط لبناء الدولة الوطنية الديمقراطية الشعبية في أفق الاشتراكية.



#جمال_براجع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة الاقتراض: أرقام مرعبة ونفق مظلم
- جدلية التحرر الوطني والبناء الديمقراطي


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية تفرج عن دفعة جديدة من الأسرى بينهم أربيل ...
- تسع خطوات عاجلة لـ 10 نقابات مهنية مصرية ضد تهجير ترامب للفل ...
- انتهاء إضراب “النساجون الشرقيون”.. وهيكلة المرتبات خلال 15 ي ...
- وقف إطلاق النار في غزة.. نصر فلسطيني جزئي بعد خسائر لا يمكن ...
- خواطر واعتراض واحدة من “أطفال يناير” على ميراث الهزيمة
- الانتخابات الألمانية القادمة والنضال ضد الفاشية
- م.م.ن.ص// رقم إضافي لقائمة حرب الاستغلال البشع للطبقة العامل ...
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تدعو إلى التعبئة قصد التنزيل ...
- غضب صارخ عند النواب اليساريين بعد تصريحات بايرو عن -إغراق- ف ...
- النهج الديمقراطي العمالي يحيي انتصار المقاومة أمام مشروع الإ ...


المزيد.....

- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جمال براجع - حول الدولة الاجتماعية