أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جلال الصباغ - اتحاد الأدباء والكتاب...انتهازية وتفاهة وميوعة في المواقف














المزيد.....

اتحاد الأدباء والكتاب...انتهازية وتفاهة وميوعة في المواقف


جلال الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 6595 - 2020 / 6 / 17 - 02:20
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كان لبعض المثقفين في حياة وتاريخ الشعوب، سواء أفرادا أم جماعات، مواقف أثّرت في العديد من التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بمختلف أنحاء العالم، وكان لهؤلاء المثقفين الصوت واصبحو الناطق والممثل للحركات والثورات الاجتماعية، في المقابل عمل مثقفون آخرون على الترويج والدعم للسلطة بوجه أي حركة أو هبّة أو انتفاضة جماهيرية هادفة للتخلص من نظام معين، وهذين الصنفين مواقفهما واضحة ولا تدعوا للحيرة، على اعتبار أن لكل منهما قضية يدافع عنها، لكن المصيبة أن بين هاتين المجموعتين، فئة لا تتبنى أي موقف في الظاهر وتحاول أن تمسك العصا من المنتصف وتساوي بطريقة غريبة بين فوائد التغيير والاحتجاج وبين فوائد بقاء النظام، وتساوي أيضا بين مساوئ الاثنين، وهي حالة في حقيقتها الواضحة تهدف إلى إبقاء النظام على ما هو عليه، وفي أسوء الأحوال فأن حصل وتغير النظام" لا سامح الله" فأن لهم ما يشفع من مواقف كانت في جزء منها مع المعترضين عليه.
في انتفاضة أكتوبر المستمرة من نهايات العام الماضي والى ألان، كانت مواقف الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق،" هذا إذا اعتبرنا أن لهم موقفا من الانتفاضة!!" غير واضحة وضبابية، حيث دعا قبيل الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي لوقفة يدعم فيها "الاحتجاج السلمي الناضج الهادف إلى الإصلاح"، كما شارك أعضاء في الاتحاد في التظاهرات، بصفتهم الفردية دون تمثيل الاتحاد كمؤسسة نقابية تمثل الشعراء والروائيين والنقاد والكتاب بمختلف صنوفهم، وبعدها صمت الاتحاد صمت القبور عن كل الجرائم والمجازر التي ارتكبت بحق المنتفضين في عموم المحافظات، ولم يخرج رئيس الاتحاد أو من يمثله بأي استنكار أو مطالبة بالكشف عن منفذي الجرائم بحق الشباب الثائر، أو أن ترتقي مواقفهم لمستوى الشباب والشابات الذين يطالبون بالخلاص من شلة النهابين والقتلة الذين اعتمدوا منهج الطائفية والقومية كأساس لحكمهم.
في خضم الحراك الجماهيري الملتهب وإسقاط حكومة عادل عبد المهدي، ومحاولة السلطة الخروج من الأزمة الخانقة التي وضعتها بها انتفاضة أكتوبر، يكتب السيد ناجح المعموري رئيس الاتحاد انه مع بقاء عبد الأمير الحمداني وزيرا للثقافة، على الرغم من علم الجميع بأن الحمداني هو مرشح مليشيا عصائب أهل الحق وهي إحدى المليشيات المتهمة بالهجوم على المنتفضين وخطفهم، كما ويطالب الاتحاد أثناء مفاوضات محمد علاوي لتشكيل الحكومة أن يختار الأدباء والمثقفون وزيرهم، داخلين إلى لعبة المحاصصة من أوسع أبوابها دون خجل، وبأسلوب يعبر عن التبعية والانتهازية بشكل مقرف للغاية.
ليس جميع أعضاء الاتحاد بهذه الوداعة والخنوع، بل أن هنالك الكثير من الأعضاء البارزين فيه والذين لهم صوت مسموع في الإعلام، يروجون للفكر الطائفي والاقصائي بل إنهم يحرضون على القتل والإرهاب على شاشات التلفزيون وصفحات جرائد أحزاب السلطة، دون سعي الاتحاد لانتقاد مثل هكذا أعضاء، رغبة منه في الحفاظ على مكتسباته وعلاقته مع أقطاب السلطة ومليشياتها.
إن المتتبع لنشاطات الاتحاد خلال انتفاضة أكتوبر وما رافقها من حراك جماهيري، امتد لمختلف شرائح المجتمع، وكانت لبعض النقابات والاتحادات دور مهم فيه، يعرف أن دوافع الاتحاد دوافع مصلحيه بعيدة كل البعد عن الحراك الشعبي الحاصل في المرحلة الراهنة.
إن ما يهم اتحاد الأدباء والقائمين عليه والمحددين لسياساته ونشاطاته في هذه المرحلة المصيرية، هو إقامة الندوات الواقعية وعبر الانترنت والتي تركز على قضايا في غاية الأهمية بالنسبة لهم، فقصيدة النثر وتطوراتها وروادها الثائرين على الأنساق الكلاسيكية أهم بالنسبة لهم من أشلاء الشباب الثائرين المتناثرة بقنابل الغاز ورصاص أجهزة السلطة ومليشياتها!
إن المواقف المخزية لاتحاد الأدباء والكتاب في العراق تبين حجم الانفصام الذي يعيشه المثقفون الحالمون الذين لا يتبنون أي خط سياسي أو منهج أو إيديولوجية بحجة استيعابهم لكل الفلسفات والإيديولوجيات والارتقاء فوقها، ما يعني تخليهم عن دورهم التاريخي في أن يكونوا ضمير الجماهير وصوتها، وهو ما حولهم إلى مجرد واجهات فارغة غارقة في التفاهة تدير وجهها صوب السلطة التي تقتل وتسرق الجماهير.



#جلال_الصباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى السادسة لسقوط الموصل
- حول تغريدة مقتدى الصدر الأخيرة
- عندما تكون نقابة الصحفيين العراقيين بوقا للسلطة
- هل فعلا رواتبنا خط احمر؟
- النظرية السياسية هي من ترسم طريق انتصار الانتفاضة
- كلنا لا نستطيع التنفس
- أينما يكون الفقر والقمع تكون الانتفاضات والثورات
- في التعويل على الموقف الأمريكي
- حملات التشويه ضد رموز الانتفاضة
- الانتفاضة في زمن الكاظمي
- دروع من البراميل
- الشيوعي العراقي _ ستة وثمانون عاما على التأسيس
- مواقف الشيوعي العراقي وفق التفسير المادي لعلم النفس 
- حول مستقبل الانتفاضة
- مرحلة جديدة للانتفاضة
- مئة وخمسون عاما على ولادة لينين
- أنا وجدتي وكورونا
- مصير الانتفاضة بعد نهاية الحظر الوقائي
- الأيديولوجيا الرأسمالية بوصفها أداة للهيمنة


المزيد.....




- النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و ...
- الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا ...
- -الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
- تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال ...
- المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف ...
- أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا ...
- لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك ...
- بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف ...
- اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جلال الصباغ - اتحاد الأدباء والكتاب...انتهازية وتفاهة وميوعة في المواقف