|
سؤال الديمقراطية وازمة العمل الحزبي بالمغرب نمودجا
سعيد ايت اومعلي
الحوار المتمدن-العدد: 6594 - 2020 / 6 / 16 - 09:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
للاشارة فقط . فعنوان المقال يعالج قضية ذي ابعاد كونية قبل ان تكون في سياق تطبيقي داخل المجتمع المراد تحليل سياقاته الاجتماعية والسياسية .وقبل ان نخوض في تحليل القضية سياسيا وفلسفيا فدعوني اقول ان سؤال الديمقراطية بشكل عام هو ليس كاي سؤال نسال حول حيثياته او التامل في ابعاده او اهدافه انه سؤال مزعج للغاية . مزعج بالنسبة الي . لاني عندما افكر و اتامل في المفهوم اجده عصي علي و ان حاولت فهمه اجد نفسي في ورطة و امام مشلكة فلسفية ليس لها حل لان سؤال الديمقراطية مرتبط بسؤال الديكتاتورية وسؤال العنف لهذا لازم علي ان اكون دقيقا في طرحه للقارئ بطريقة سديسة و غير اعتيادية .
سؤال الديمقراطية في المغرب نحن في المغرب نعاني في صمت دون بحبوحة حركة ضد النظام الديكتاتوري الذي فرض نفسه بالقوة و بعنف .قوة المخزن مؤسسة لتوليد العنف و الاكراه و اخضاع المواطنين للارادة الحاكم دون سواه . وبل ان الامر اكثر من ان تكون الديمقراطية سجينة نفسها بنفسها و بمراقبة الحاكم لكل تغير في المنظومة و لكل حركة من طرف الارادة العامة التي اظن انها هي الاخرى لم تستطيع بعد خرق القواعد و الثوابث الوراثية و فتح اعيونها عن تلك الغمامات و الحواجب التي تعجب عن العقل النظر و الكشف عن حقيقة الديمقراطية بالمغرب ولعل المتتبع للشان السياسي في المغرب يلاحظ مناخا سياسيا خاصا .ميزته الاساسية الاختلال و الالتباس و الغموض وغياب فعل ديمقراطي ملموس حقيقي وشفاف .يتجلى ذلك بوضوح في طبيعية النظام السياسي وتوزيع السلط على نحو لايضمن التوازن و يربط المسؤولية بالمحاسبة وبضمان كافة الحقوق للشعب المغربي و يراقب دور المؤسسات واهذافها . ان الحديث عن الديمقراطية في المغرب تبقى عالقة في ايدي المملكة و لا يمكن البثة خلق فضاء ديمقراطي تشاركي نابع من الارادة العامة التي هي مصدرها و منبع كل فعل ديمقراطي حقيقي يضمن الحريات للافراد و العدالة للكافة ابناء الشعب و لا يمكن لها ان تكون قصيرة و شكلية في معناها و معطاة لشخص دون الاخرين . الفعل الديمقراطي في المغرب عاجز و لايمكن ان يغير مساره المدفوع به نحو الهامش و كل ما يقال عن المشاركة و مبدا الانتخاب و الميثاق . و التصويت كل هذه المفاهيم تبقى شكلية و بدون فعل او رد الفعل يعني ان الامر متحكم فيه و ملزم على الفرقاء ان يتنافسو على الحكم من ناحية الهامشية فقط و هذا التصور لا يمكن تجاهله او نفيه لان الامر بالنسبة لنا محسوم فيه منذ البداية . لان المشكل في نظري معياري و دقيق . معيار الدميقراطية في المغرب ليست لها ارضية حرة و خصبة لكي تعمل بصورة واضحة. فيها ربط القرار بصناديق الاقتراع وربط القرار بالمحاسبة و بالعكس نجد ان الامر عشوائي و وغير منظم و الدليل هو نتائج مؤشر التنمية و تفشي البطالة و فساد في الادارة و في المؤسات دون رقيب وحسيب .
اما في ما يخص بالاحزاب و تشكلها .
فالامر بسيط جدا و لا يستدعي منا التامل و التحليل .بامكننا ان نعتمد عن الملاحظة كاداة وكوسيلة لكشف العمل الحزبي بالمغرب و المؤسسات الحزبية صراحة و مما لاحظته شخصيا و عن قرب ان الاحزاب في المغرب لا تمثل الشعب في شيء و لا يمكنها ان تعبر عن ارادته و عن معاناة الطبقات الشعبية . . هدف الاحزاب وادوارها في المشهد السياسي بالمغرب هو خدمة اجندة الدولة العميقة و تكريس الفوراق الاجتماعية و المجالية و العمل على المحافظة على الملكيات الخاصة و فتح اسواق جديدة للوبي بالمغرب و لا يسعني ان اقول ان الفعل الحزبي عندنا يمثل الطبقة الغنية و يسهر لخدمة البطرونة و الشركات مجهولة الاسم و التي لا تدفع للمغاربة اي درهم مقابل استغلالها لثروات المادية و البشرية و لاي غير ذلك . جيئ بالحزب كمؤسسة لكي يعطي لدولة العميقة اساسا وقواعد متجددة و ثابتة و صراحة حافظت على استقرار هذه الشركات و العائلات التي تعيشه اسعد اوقاتها بالمغرب و تختار منا الاقوى سياسيا و الذي يملك قواعد جماهيرية و مقذوفات انتهازية تتطلع للسلطة الشكلية من اجل اظهار القوى على ادناها. و بهذا تبدا صفقات مشبوهة و تعديلات في المخططات التي تجعل الارادة العامة تابعة و خاضعة لكل مخطط و قانون زيف ممكن ان يطور الفم لكي يقتات من جيفنا بدون رحمة او عطف .
#سعيد_ايت_اومعلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اخفاقات الوعي الانساني
المزيد.....
-
ما حقيقة الصورة المتداولة لـ-قبر حميدتي- قائد الدعم السريع ف
...
-
الجيش الروسي يحرر بلدة جديدة في دونيتسك
-
وكأنه دم.. نهر ساراندي قرب بوينس آيرس يتحول إلى اللون الأحمر
...
-
نظام كييف: أغنية Sigma-boy أداة في حرب الكرملين الإعلامية
-
بعد تصريحات أورتاغوس.. بيان من الرئاسة اللبنانية
-
شولتس حول خطط ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين: غير مقبولة
-
استقبال بصافرات الاستهجان.. رئيسة المفوضية الأوروبية غير مرح
...
-
بيلاوسوف يشكر العسكريين الروس الذين حرروا بلدة دروجبا
-
بوغدانوف يختتم زيارته إلى العراق بجولة في النجف ويتلقى هدية
...
-
سفن حربية روسية تنفذ تدريبات دفاع جوي في بحر الصين الشرقي
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|