أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فوزي النوري - الوضع في ليبيا














المزيد.....


الوضع في ليبيا


فوزي النوري
مناضل يساري تونسي

(Ennouri Fawzi)


الحوار المتمدن-العدد: 6593 - 2020 / 6 / 14 - 23:37
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الصراع في ليبيا بين حكومة الوفاق و قوّات المشير خليفة حفتر يختزل صراعات قوى اقليميّة و دوليّة حول مصادر الطاقة و منافذ المتوسّط و حول الخارطة الجيو سياسية لمنطقة شنال افريقيا برمّتها.
في البداية لا بدّ في من استبعاد الطّرح الذي يعتبر تركيا لاعبا رئيسيا أو مستقلاّ خاصّة بعد التدخّل العسكري المباشر في ليبيا فهذا التدخّل تمّ على اثر اتفاق مع البريطانيين و الأمريكان و فيما يتعلّق بمسألة النفوذ المتعاظم لتركيا و رغبتها في احياء الارث العثماني فذلك في اعتقادي حجّة لتوحيد الحركات الاسلامية و دفعها نحو مشروع سياسي موّحد تجنّبا للصراعات داخلها كالذي حصل في سوريا بين جبهة النّصرة و تنظيم القاعدة و في الحقيقة تركيا التي انتكست بعد فشل مفاوضات الانضمام للاتحاد الأروبي و التي كانت البوّابة الحقيقية للعب دور في السياسة الدّولية لم يبق لها سوى أن تكون كما كانت دوما منصّة متقدّمة للدفاع عن المصالح الأمريكية " قاعدة أنجرليك" و حليفا استراتيجيا لاسرائيل " اتفاقية التعاون العسكري" و كلّ هذا لتأمين مصالحها و لكن ذلك لا يعني أنّ للأتراك قدرة على صناعة سياسات أو تمرير مشاريع كبرى.
الصراع في ليبيا مرشّح للتصعيد عسكريّا و لمزيد من التعقيد و ذلك لعدّة أسباب أبرزها التباين في المواقف داخل الاتحاد الأروبي باعتبار منطقة جنوب المتوسّط يفترض أن تكون تابعة للمجال الحيوي الأروبي في اطار تقاسم النفوذ حول العالم و لكن أمام تصدّعات هذا الاتحاد تسلّل البريطانيون عن طريق الاتراك و غيرهم لفرض أمر واقع هذا ما قد يؤدي الى تغيّرات كبرى في السياسة الدّولية بما فيها الموازنات العامّة.
روسيا " البوتينية" المتماسكة و الصلبة بعد استعادة جهاز المخابرات السيطرة على كامل مراكز النفوذ في الداخل و صعود ابنها البار لسدّة الحكم و رغبته الجامحة في استغلال تورّط الأمريكان في مستنقعات أفغانستان و العراق لاكتساح كلّ المساحات الممكنة و تأمين المصالح الروسية بما فيها التحكّم في التوازنات الطاقية و منع وصول أنابيب غاز أخرى لأروبا و منها المشروع القطري و في اعتقادي رغم حرص تركيا الأردوغانية على تقديم كلّ الضمانات للرّوس و كلّ التسهيلات فيما يتعلّق بالاستثمار داخل تركيا فذلك لن يكفي لأنّ المسألة تتعلّق بالطاقة الحيوية لروسيا و بمصالحها الاستراتيجيّة و بالتالي بأمتها القومي.
بالنسبة للدول المتاخمة لليبيا فالدّور الأبرز تلعبه مصر و التي تعتبر القضاء على الجماعات الاسلامية جزء من أمنها القومي و هي في قلب معركتها التي يخوض الجيش المصري منذ صعود السيسي لسدّة الحكم أمّا فيما يتعلّق بتونس فرغم الدّعم الذي قدّمته حركة النهضة منذ تسليم " البغدادي المحمودي" و المساندة السياسية و رغم الجماعات الارهابيّة التونسية التي قاتلت الى جانب ميليشيات السرّاج يبقى الدّور التونسي محدودا و ضعيفا .
لنعد الآن لما أفرزته التربة المحليّة في صراع حفتر و السرّاج فرغم سيطرة قوّات حفتر على الأرض باعتبار الفرق في القدرات القتالية لجيش نظامي و جماعات ارهابية و ميليشيات فإنّ خطر ذلك على المصالح الكبرى دفع بهم للتدخّل بشكل مباشر عن طريق الوكيل التركي ممّا أدّى الى احداث توازن جديد رغم اسناد سلاح الجو المصري لقوّات حفتر .
في البداية كانت معظم القوى الدّولية تفتح قنوات مع الطرفين لكن بعد صدور بعض المواقف عن حفتر و التي أكّدت اصطفافه في محور آخر " موقف حفتر من سوريا" و اقترابه من الكريملين هيّ التي عجّلت بالتدخّل المباشر لتركيا و من الأكيد أنّ التصدّعات الحاصلة في المحور الليبي الذي يقوده حفتر يدلّ على بعض الاختراقات التي قد تعقّد هذا الوضع المعقّد رغم أنّي أرى أن هذا الصدع لن يصمد أمام وحدة المصير و ثقل النسيج القبلي و أثره في الموقف السياسي.
و السؤال هنا الى أي مدى سيكون ثقل الرّوس في الساحة الليبية و إن كانت العناصر الموضوعية تدلّ على موقف متقدّم و لكن السياسة الدّولية أعقد من أن ترتبط ميكانكيا بالمصالح المباشرة .



#فوزي_النوري (هاشتاغ)       Ennouri_Fawzi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع السياسي في تونس
- لكي تقرع الاجراس
- اليسار و المغالطات الكبرى


المزيد.....




- رئيس وزراء اليابان يخطط لزيارة الولايات المتحدة ولقاء ترامب ...
- ترامب يعلق على تحطم الطائرة في فيلادلفيا: المزيد من الأرواح ...
- الدفاعات الروسية تسقط 9 مسيرات أوكرانية غربي البلاد وتدمّر ز ...
- -فوكس نيوز-: إيران تخفي تطويرها النووي تحت ستار برنامج فضائي ...
- استخباراتي أمريكي سابق يتحدث عن حرب مع المكسيك -قد تتحول إلى ...
- OnePlus تكشف عن هاتفها الجديد ومواصفاته المميزة
- اكتشاف ارتباط بين النظام الغذائي وسرعة الشيخوخة البيولوجية
- أول هجوم على قوات الاحتلال منذ بدء توغلها في سوريا
- مجلس الأمن يدين هجمات الدعم السريع في دارفور
- جامعة أميركية تعلق عمل مجموعة مؤيدة لفلسطين عامين


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فوزي النوري - الوضع في ليبيا