أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبدو اللهبي - العنصرية..بين الموروث ومتطلبات العصر..














المزيد.....

العنصرية..بين الموروث ومتطلبات العصر..


عبدو اللهبي

الحوار المتمدن-العدد: 6593 - 2020 / 6 / 14 - 10:50
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إحداث أي ثورة إجتماعية يتطلب العودة الى الماضي والتاريخ والموروث الثقافي ومعالجة المشكلة من جذورها، هذه من المتطلبات التي لايستطيع العرب القيام بها..لذلك نراهم في كل ثورة يخرجون بنتائج فاشلة دوماً..
في الغرب قد يختلف الأمر بعض الشيء، لأن المواجهة مع الموروث الثقافي والقداسة ليست في معزل من مطالب التغيير..وكما رأينا في بعض دول أوروبا وأمريكا، كيف أستطاع المتظاهرين المناهضين للعنصرية الرجوع الى الماضي، وإتلاف كل النصب التذكارية للزعماء المعروفين بالعنصرية في آزمانهم..
ربما يقول قائل بان كرستوف كولومبس جاء في زمن عنصري، وكان يمارس حقه الطبيعي حسب زمانه الذي يدعوا الى النهب والسلب والإقتتال لأسباب الرزق.. صحيح..لكننا حين نريد معالجة مشكلة ما، يجب أن نعود الى أسباب تلك المشكلة وأصولها التاريخية ونقوم بمعالجتها وتغييرها..
نحن في عصر يختلف تماماً.. عصرنا هو عصر الإنفتاح على الآخر ودعم كل سبل التعايش الإنساني المشترك، بعيداً عن العصبيات والقوميات والأحزاب والأديان..
كل الدعوات التي تدعوك الى الدخول في إطار جماعة معينة أو دين معين أو حزب،هي دعوات باطلة هدفها النهائي هو إبعاد الفطرة والعقل الإنساني عن قيم التعايش والتصالح والتسامح، ومحبة الآخر المختلف..
ديناميكياً يجد الإنسان نفسه في وسط هذه العقائد، لأسباب إجتماعية وبيئية ودينية، لكن هذا لايمنع الإنسان من الإطلاع على ثقافات الآخرين وقراءة التاريخ بعمق نقدي وفهم الأصول والجذور لكل هذه التفاهات العنصرية التي يؤمن بها البشر اليوم..
ويعرف من أين جاءت وأسبابها وطرق معالجتها..
لأن الإنسان حين يولد،لايعرف العنصرية في طفولته، هو يتعلمها من أسرته ومن المجتمع والبيئة التي نشاء فيها..
لهذا السبب يجب على الإنسان إعادة النظر في موروثاته الإجتماعية، والتمحيص والتدقيق في كل ماوصل الينا من عقائد وتراث..
لأن كل هذه الموروثات والمقدسات التي نتوارثها هي من صناعة الإنسان القديم، والإنسان القديم ليس معصوماً من الخطاء ولم يكن عبقري زمانه في قضاياه الإجتماعية.. بل كان يعيش في زمن القبائل المتناحرة وحروب الأديان والعصبية القبلية وما إلى ذلك من عادات إجتماعية سلبية.. لذلك إعادة النظر في التاريخ مهمة كل إنسان عاقل في هذا العصر..
و إقصاء وإهمال انحيازات الماضي المستهجنة والعنصرية في التاريخ والأرث الديني والفلسفي والإجتماعي عند البشر..
كانت العنصرية مواقف فكرية في بداياتها قبل أن تصبح سلوكاً إنساني..على سبيل المثال ففلاسفة التنوير الأوربي ومابعده، تميزت أطروحاتهم بالعنصرية إبتداءاً من فكرة تفوق البيض الى ذكاء ومناطقية العقل التي دعا اليها هيجل وكانط وهايدغر وغيرهم..
وبرغم أن هؤلاء الفلاسفة تركوا تراث فلسفي أثرى الجانب الإنساني وعمق المعارف البشرية، إلا أن لهم تلك الأخطاء التي لا تغتفر في تحيزهم لمجتمعاتهم وأديولوجياتهم الموروثة..
كل هذه الأفكار أسمهمت من قريب أوبعيد في خلق الفاشيات والحركات الأديولوجية والعنصرية المتطرفة في كثير من بقاع العالم..
لهذا السبب نرى أن أي حركة ثورية معاصرة ضد العنصرية لابد لها من النظر الى الماضي بعمق ودحر كل السلالات والأفكار الماضوية العنصرية والتي كان لها أساس أو إسهامات في خلق مجتمعات متطرفة وكارهة..
وتجنب كل الثقافات والمشاريع الإجتماعية والتي تتبنى أو تدعم أي جانب من هذه الجوانب المظلمة والغير إنسانية..
في ثقافاتنا الإنسانية المعاصرة..أصبح لزاماً على البشر التعايش وقبول الثقافات والإختلافات، بسبب التواصل الذي فرضته التكنولوجيا والحداثة العلمية بين سكان هذا الكوكب..
لم تعد تراهن على العنصرية إلا تلك المجموعات المنغلقة على نفسها، والتي تقدس ماضيها وأنحطاطها وتخلف أفرادها وزعمائها ..ماعدى ذلك فقد أصبحت أغلب شعوب الأرض تميل الى التعايش وقبول الآخر المختلف وترفض العنصرية فيما بينها..
إذاً..وبما أن الحداثة والمعاصرة قد أسهمتا في التقدم الحضاري للشعوب، فقد أغلقتا الباب أمام الأفكار المعتلة إجتماعياً من عولمتها وتصديرها، وفتحت المجال أمام عولمة الثقافات الإنسانية ومصادر التنمية البشرية والتنوع الثقافي بين الشعوب والأمم



#عبدو_اللهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنصرية بين أمريكا والعالم العربي
- التاريخ والموروث الثقافي..تأسيس ممنهج لتحييد العقل وتغييب ال ...
- حرية التعبير عقيدة لا يؤمن بها أحد..
- التفكير الجمعي..وأثره في واقعنا وثقافتنا المعاصرة..
- الكراهية .. ثقافة البشر المتوارثة..،
- الكراهية والعنصرية هل هي مستقبل البشر المنتظر..؟!
- الخطاب الديني وهمٌ كبير بعمرٍ كبير
- زوبعة في فنجان، أم أن لها علاقة بحقوق الإنسان، قضية إغتيال ا ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبدو اللهبي - العنصرية..بين الموروث ومتطلبات العصر..