أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - الساعة المقدسة














المزيد.....

الساعة المقدسة


دينا سليم حنحن

الحوار المتمدن-العدد: 6592 - 2020 / 6 / 13 - 20:52
المحور: الادب والفن
    


السّاعة المقدّسة

المكان: حيّ المحطة اللد، الزّمان: بعد سقوط المدينة.

اُعتبرت الثانية ظهرًا ساعة مقدّسة في الحيّ، فرغت الحارات تمامًا من الحركة، واجتمع المواطنون في بيت عائلة العيوطي للاستماع إلى برنامج يُعنى بالنازحين، بثّ من إذاعة المملكة الهاشمية، وأصبحت فيما بعد وعلى مرور السنوات أغنية فيروز "جسر العودة" تشي جيفارا فلسطين، تغنت العامة بـ (وسلامي لكم يا أهل الأرض المحتلة، يا منزرعين بمنازلكم قلبي معكم) و (جايبلي سلام عصفور الجناين، جايبلي سلام من عند الجناين).
تابع السكان برنامج " رسائل شوق " بكل حماسة، قدّمته الراحلة كوثر النشاشيبي، قرّب الصوت البعيد القريب القلوب الحائرة عبر الهواء.
في يوم ما،
صعدت غالية، شقيقة رشدي المفقود، إلى السّطح المحاذي لعائلة العيوطي، استرقت السمع إلى البرنامج المذاع وانتظرت خبرًا عن أخيها، تعثّرت وكادت تسقط أرضًا، تماسكت وبأعجوبة نجت، لكنها لم تستطع النّهوض إلا بعد عدة محاولات، صرخت قائلة:
- هدّني الشّوق إلك يا خوي
ثلَّني الدّهر وما في منّك خبر
راح منّي الحيل وبقي الويل
يا ريت قبِلت تركب عَ الخيل
متل بَيْنا حامي ديارنا والدّير
كنت ما شقيِت
وما رحت عَنّا روحة الطّير
يا سَنيّ عمري، ومجد يُتمي، وعُري عَيشي!
تملّك منها هاجس بقائه حيًّا حتى بعد مرور سنوات على اختفائه، أحصت السنوات بالساعات، صعدت ونزلت من، وعلى السطح، مكثت في العراء صيفًا وشتاء، وانتظرت، وأصبح موعد بثّ البرنامج فريضة مُلِحّة من الكفر تفويتها.
كالعادة، نزلت خائبة، شدّت تنورتها ومسحت الغبار عنها، وسوّت من هندامها، انتفخت غيظا، وسكبت غضبها على جميلة زوجة أخيها.
قالت لها:
- يا خيبتي عليكِ يا قليلة الحظّ إنتِ، من وين بدو يجيكِ الحظّ وإنتِ من يوم يومِك مشؤومة، راكبِك الشؤم من راسِك لأساسِك، يا ويلي عليكِ؟
- سمعتِ البرنامج؟ سألتها جميلة متجاهلة كلامها القاسي.
- لما بقولّـك إنتِ قليلة الحظّ إبقي صدقيني، ما في شي جديد، متل ما طلِعت تهوْدَجت! (قصدت نزلتُ)، يا برود أعصابك يا ختي.
- ليش عم تصرخي يا غالية، هو الصّراخ برجّع حدا؟ اصبري وتفاءلي، راح ييجي اليوم ونلاقيه عم يدقّ علينا باب الدار. قالت لها جميلة.
- يا رب، من تُمِّك إلى باب السّما، ندرًا عَلَيْ ويشهد عَلَيْ ربّي، لأطلع بين النّاس حافية القدمين، يعني لو كانوا حتى عَ هالشكل، منفّخات ومنعدمات، راح يقولوا الناس، رجليها لغالية بِشعات، يقولوا إلي يقولوه، وراح أشمّر عن دراعاتي، راح يقولوا دراعاتها نازلات متل بزاز الخنزيرة الهاربة من الذئبة، يقولوا وشو يعني، راح أشبـّر وأشوبح، وأغني " يا ليلي يا عيني، يا عيني ليه تنظري لأهل الجمال تاني، شبكت قلبي بنظرة وانشغل تاني، ما كنت قلتي انتهيتي، ايه إللي جرى تاني، هو أنتِ لازم تحبّي وتتركي لي النار، يا هل ترى بعد ده تحبّي مين من تاني"؟ راح أخلي الحيّ كلو يرقص على أدوار سيّد درويش، راح أعجن وأخبز القدّاس وأوزعه على كل الناس، خليهم يقولوا غالية صارت مجنونة ومش من الناس، أنا موافقة، يقولوا إلي يقولوه، بس رشدي يعود!
قالت جميلة في سرّها:
- كل واحد يُغَنّي على ليلاه، ما حدا بحمل همّ حدا، وهمّي كبير وعم يكبر كتير، والصّبر جميل!
ولم يعد رشدي حتى الآن.



#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأقصر وأسوان وحِكَم أحيقار - سقطة برديات يمكنها أن تغيّر ال ...
- أقاوم النّوم بالنّعاس
- زِند طائِر البوم
- دينا سليم حَنحَن.. هجرة أسترالية فجّرت ينابيع الأدب
- كورونا عصر وزمان - نَبتَ الضّحك وخرج من قيده.
- بتعرفوا شو ؟
- جيل ضائع بين أهل الكهف والمجرات.
- حكاية البئر والراعي
- الطريق إلى حيث نريد ولا نريد – تايلاند.
- طفلة أيلول 1948 قصة حقيقة من قصص النكبة
- فضة - حكاية تراث من السّلط
- شهادة إيميل وديع أبو منّه
- إراقة أول قطرة من دماء المسيح
- طابور الفرسان الأسترالي في بئر السبع - فلسطين.
- حلمي أبيض بنقاء جبال (بولير) فكتوريا
- رحلة صيد
- بُربارة ومعمودية
- بربارة ومعمودية
- عــيد لـِد - كنيسة الخضر في اللد
- لقد تبعثرت الأشياء في جميع دول العالم!


المزيد.....




- واخيرا.. موعد إعلان مسلسل قيامة عثمان الحلقة 165 الموسم السا ...
- الحلقة الاولى مترجمة : متي يعرض مسلسل عثمان الجزء السادس الح ...
- مهرجان أفينيون المسرحي: اللغة العربية ضيفة الشرف في نسخة الع ...
- أصيلة تناقش دور الخبرة في التمييز بين الأصلي والمزيف في سوق ...
- محاولة اغتيال ترامب، مسرحية ام واقع؟ مواقع التواصل تحكم..
- الجليلة وأنّتها الشعرية!
- نزل اغنية البندورة الحمرا.. تردد قناة طيور الجنه الجديد 2024 ...
- الشاب المصفوع من -محمد رمضان- يعلق على اعتذار الفنان له (فيد ...
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: فيلم -نورة- مقاربة بين البداوة ...
- ماذا نريد.. الحضارة أم منتجاتها؟


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - الساعة المقدسة