|
الكتاب الخامس ( الزمن )_ الباب 2 ف 2
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6591 - 2020 / 6 / 12 - 23:48
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
الكتاب الخامس _ باب 2 ف 1 ، 2 ...احترام الوقت والماضي خاصة
اعتذار وتوضيح أجد نفسي مضطرا لخيارات صعبة ، مع كل مرحلة جديدة من هذا المشروع ( حوار الزمن ) ، التكرار ( والملل ) أو الغموض ( والترميز ) ، من ناحية التكرار لا مفر منه . والسبب ذاتي أولا ، حيث يتطور فهمي للزمن ومراحله مع تقدم البحث والحوار ، بالطبع في أحيان أخرى يحدث العكس ، وأفقد الثقة إلى درجة مؤلمة وأرغب بالتوقف عنه بشكل نهائي . وأما الترميز او الاكتفاء بالمصطلحات الغامضة والخاصة ( النخبوية بطبيعتها ) ، فهي المشكلة المزمنة في كتابتي ، وقد عرفت هذه المشكلة من أيام الثرثرة والفضل يعود للأصدقاء والصديقات وليس لنباهتي أو حسي النقدي ، حيث أفتقد لسرعة البديهة من طفولتي وما أزال . وربما هذا السبب الذي جعلني أصل إلى الاهتمام بالفكر متأخرا بشكل غير عادي ، في عمر 58 سنة . 1 مشكلة الحوار والقراءة الصحيحة ، مع تعلم حسن الاصغاء ، والملائمة ترافقنا طوال العمر . وهي ليست مشكلة فردية أو ذاتية فقط ، بل اجتماعية وثقافية بالدرجة الأولى . الثقافة العربية ، بحسب تجربتي ، ما تزال في طور المراهقة الثقافية ، الفكرية خاصة ( مثالها الضجة الفارغة التي أحدثها مقال عادي جدا ، وباهت ، للكاتب والشاعر السوري سليم بركات ، عن صديقه الفلسطيني محمود درويش الغني عن التعريف إلى اليوم ) . في المجال الأدبي ، والشعري أكثر ، يكون من الطبيعي حدوث بعض الحركات الاستعراضية ، ربما لا لشيء ، سوى الملل والرتابة أو نزعة الاستعراض الطفلية . لكن المشكلة التي أقصدها ، فقر الثقافة العربية المعرفي ( المزمن ) ، وافتقارها شبه الدائم للتفكير النقدي ، وأما بالنسبة للتفكير العلمي فالأمر يصل إلى حدود الكارثة . ما يزال الجدل المنطقي شبه مفقود ، ومجهول في الأوساط الثقافية والأكاديمية والإعلامية خاصة _ الجدل المنطقي الذي أنشأه سقراط وكرسه أفلاطون ، وكان كلاسيكيا زمن أرسطوو ! .... الجدل حلقة وسطى ومتوسطة بين الثرثرة والحوار ، شبه الحاضر بين الماضي والمستقبل . الجدل المنطقي يتصل بالحوار ، والجدل الصفري يتصل بالثرثرة . بعبارة ثانية ، الحوار والجدل المنطقي متلازمة ، أيضا الجدل الصفري والثرثرة متلازمة مقابلة . الجدل المنطقي يتمحور حول الثقافة والمعرفة ( يتجاوز أمراض الكلام التقليدية مثل الجدل البيزنطي أو العقيم أو حوار الطرشان وغيرها ) ، بينما الجدل الصفري يتمحور حول الرغبات النرجسية والصراع المستتر ، حيث العلاقة ليست من نوع ربح _ خسارة فقط ، بل هي من نوع الرابح يربح كل شيء والخاسر يخسر كل شيء ( مفترس _ فريسة ) . .... ناقشت العلاقة بين الجدل والحوار والثرثرة سابقا ، بشكل موسع وتفصيلي في نصوص منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن ، وما أرغب في اضافته _ هنا _ هو باختصار حول العلاقة من نمط المجموع الصفري ، وقد أثار الموضوع عندي قراءتي الحالية ( والمتكررة ) لكتاب " في مواجهة التعصب " للكاتب ريتشارد سينيت وترجمة حسن بحري ، صادر عن دار الساقي وذكرته من قبل . العلاقة من نوع المجموع الصفري ، كانت سائدة خلال القرن الماضي ( مثالها الأشهر الحروب الثلاثة الأولى والثانية والباردة ) ، حيث العلاقة : ربح _ خسارة فقط . أعتقد أن هذا النوع من العلاقات الإنسانية ، على كافة المستويات الفردية أو الاجتماعية أو الدولية تنحسر بسرعة وتسارع ، يدعوان على التفاؤل بالتخلص النهائي منها ، ربما قبل النصف الثاني لهذا القرن ؟! بالطبع هذه رغبتي ، وليست توقعي . لم يعد يوجد سوى نوعين من العلاقة ذات المجموع الصفري : س + ع = الصفر ( الطرفان يخسران بصورة مؤكدة ) . وهي تمثل ، وتجسد ، عقلية الندرة والشخصية ما دون الرشد ( الأنانية ودونها ) . أو نقيضها : س + ع = لانهاية ( الطرفان _ الأطراف يكسبان ، أو الانفصال بدون عنف ) . وهي تمثل وتجسد عقلية الوفرة والشخصية الناضجة عقليا وعاطفيا . 2 الماضي ينطوي على مغالطة ومفارقة معا ، وهو ضحية سوء فهم من قبل السلفية أولا . ماضي الحياة مرحلة سابقة ، والحياة لا تعود مطلقا إلى الوراء والخلف ( الماضي ) . ماضي الزمن مرحلة لاحقة ، والزمن لا يعود مطلقا إلى الأمام والقادم ( المستقبل ) . ناقشت هذه الفكرة ، والخبرة ، مرارا نظرا لأهميتها وصعوبة فهمها في البداية فقط . .... مشكلة الزمن فكرية ولغوية بالدرجة الأولى ، ومنطقية وتجريبية بالدرجة الثانية . بدون فهم الزمن ( طبيعته ، وحركته ، وسرعته ، واتجاهه خاصة ) يتعذر فهم الماضي . السلفيون أعداء الماضي بالفعل . تنطوي السلفية كفكرة ، وموقف واعتقاد وسلوك ، على انكار الماضي الموضوعي ( كما حدث بالفعل ) . زمن الماضي ينفصل عن زمن الحاضر ، بشكل حقيقي ونهائي . وهذه الفكرة والخبرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . مما يرفعها على مستوى القانون العلمي . مثال تطبيقي ومباشر : يوم أمس ( المرحلة أو الفترة الزمنية خلال 24 ساعة فقط ) ، هو منفصل عنك ، ويبتعد بشكل موضوعي بنفس السرعة التي تقيسها الساعة . أكثر من ذلك ، الذاكرة غير حقيقية . الذاكرة علاقة مؤقتة ، ولا تعبر عن الحقيقة سوى بشكل تقريبي ومضلل دوما . وهذا الموضوع أيضا ناقشته مرارا " قضية الذاكرة " في نصوص منشورة أيضا . .... .... الكتاب الخامس _ الباب 2 ف 2
لنتأمل هذا المشهد القصير ، في فيلم سينمائي أو تلفزيوني ، أو بعرض مسرحي : فرد بالغ ، غير محدد الجنس أو اللون أو العرق وغيرها ، وحيدا في منزل أو مكتب كبير . يذهب إلى المرحاض بسرعة وهرولة واضحة ليضرط ( أو لتضرط ) ، وكأن البيت ( أو المكتب ) ممتلئ بالبشر ، ثم يعود بشكل طبيعي ، وكأن البيت ( أو المكتب ) ممتلئ بالغرباء . نقرأ المشهد بصورة عامة ( نفسره ونفهمه ) أنه كوميدي ، أو وسيلة لهدف سيأتي لاحقا . والأهم تتمايز نوعية القراءة مع الفهم بحسب موقع القارئ _ة ( أكثر من شخصيته ا ) ، فالمخرج مثلا يقرأه كنوع من التجريب ، بينما الكاتب ينتظر الكلمة الأخيرة مع نقطة النهاية ، قبل أن يتمثله بشكل عاطفي وتجريبي . ويختلف موقف المتفرج العادي عن الاثنين ، حيث المتعة والتسلية أولا . .... حتى اليوم ، لا يعتبر الاشباع مشكلة فكرية ومعرفية تتطلب الحل على المستوى الفردي والاجتماعي ( المقدرة على الانتقال من حالة ومرحلة أولى إلى حالة ومرحلة ثانية ) . مشكلة الماضي ، عكس مشكلة المستقبل ، وبينهما مشكلة الحاضر ...؟! كلنا نعرف الزمن ( أو الوقت ) بدلالة أنواعه الثلاثة ، وليس مراحله فقط : الماضي والحاضر والمستقبل ، مراحل الوقت المتمايزة بشكل واضح ومفهوم ومتفق عليه . كل مرحلة منها تتضمن أكثر من 3 أنواع ، وليس مراحل فقط ، مختلفة بشكل حقيقي ... بدلالة الحياة يكون التسلسل من البداية : المرحلة الأولى 1 _ الماضي _ الماضي . 2 _ الماضي _ الحاضر . 3 _ الماضي _ المستقبل . المرحلة الثانية 1 _ الحاضر _ الحاضر . 2 _ الحاضر _ الماضي . 3 _ الحاضر _ المستقبل . المرحلة الثالثة والأخيرة 1 _ المستقبل _ المستقبل . 2 _ المستقبل _ الحاضر . 3 _ المستقبل _ الماضي . والتسلسل نفسه بدلالة الزمن ، لكن بشكل معكوس . .... ثلاثة مراحل زمنية لا يمكن معرفتها بشكل علمي وتجريبي : الماضي _ الماضي ، مرحلة الوجود الحي قبل الزمن . ( الأزل ) . المستقبل – المستقبل ، مرحلة الوجود الزمني قبل الحياة . ( الأبد ) . الحاضر _ الحاضر ، علاقة الحياة والزمن ، المجهولة إلى اليوم ...وربما لقرون قادمة ! .... مشكلة الزمن بين الفلسفة والعلم الزمن في الفلسفة الكلاسيكية يمثل المطلق ، مع المكان . بينما الزمن في العلم ، عنصر في متلازمة السرعة والمسافة والزمن . المشكلة على حالها منذ نشأة العلم الحديث ، وأكثر ما تروج له وسائل الاعلام رطانة علمية ونوع من الثرثرة الفارغة بدون سند موضوعي او تجريبي . .... لا نعرف طبيعة الزمن وماهيته لا أنا ولا أنت ولا أحد ، بالمثل أيضا نجهل ماهية السرعة أو المسافة . هذا النص يخالف المتفق عليه ( الموقف العالمي من الزمن ) ، وهو تكملة طبيعية للنظرية الجديدة للزمن . 1 الماضي مرحلة سابقة ، يعرف الجميع أنها لا تعود ( أو لا يمكن العودة إليها ) . الماضي ، أو الطفولة ، أو البدايات ، أو الوجود بالأثر ...كلها تعبيرات تدل على مرحلة سابقة حدثت بالفعل . على النقيض المستقبل ، أو الشيخوخة ، أو النهايات ، أو الوجود بالقوة ... كلها تعبيرات تدل على مرحلة قادمة ( لا أحد يصل إلى النهاية ، ولا أحد يمكنه العودة إلى البداية ) . .... بعد فهم الواقع الموضوعي ( تشرحه النظرية الجديدة للزمن ، بشكل يكفي للفهم العملي ) ، يتضح منطقيا وتجريبيا استحالة العودة للماضي ، أيضا استحالة القفز إلى المستقبل . فكرة السفر في الزمن ، مجرد أسطورة تشبه عشبة الخلود وغيرها من أوهام الرغبات النرجسية التي ترافق الطفولة والبدايات بصورة عامة . الماضي مصدر الجديد أيضا . المثال النموذجي التكاثر بالولادة . 2 مرحلة الماضي _ الماضي ، يتعذر معرفتها . المرحلة قبل تكون الانسان ، وتتمثل بالجانب البيولوجي والغريزي لدى الفرد ، بينما تتجسد المرحلة الإنسانية بالمستوى الاجتماعي ، والمرحلة الأخيرة والأحدث تتمثل بالثقافة . .... ملحق 1 علاقة التتام نقيض علاقة التراتب . ملحق 2 المستويات الوجودية الثلاثة للإنسان ، المستوى الفردي والعضوي ، وتاليا المستوى الاجتماعي الذي يتمثل بالغريزة والادراك المشترك ، وحديثا المستوى الإنساني الذي يتمثل بالوعي والتفكير العلمي خاصة وهو الأهم . .... بالعودة إلى مشكلة الماضي ، حركة الزمن في اتجاه الماضي الأبعد ، ثم الأبعد بلا نهاية . عكسها حركة الحياة في اتجاه المستقبل الأبعد ، ثم الأبعد بلا نهاية . كلا الحركتين بنفس السرعة ( التي تقيسها الساعة ) .
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكتاب الخامس ( الزمن )_ الباب 2 ف 1
-
الكتاب الخامس ( الزمن )_ الباب الثاني
-
الكتاب الخامس ( الزمن )_ الباب الأول مع فصوله
-
الزمن بين الفلسفة والعلم _ الباب 1 ف 3
-
الزمن بين الفلسفة والعلم _ الباب 1 ف 2
-
الزمن بين الفلسفة والعلم _ الباب 1 ف 1
-
الزمن بين الفلسفة والعلم 3
-
الزمن بين الفلسفة والعلم 2
-
الزمن بين الفلسفة والعلم 1
-
الكتاب الرابع _ الباب الرابع
-
الكتاب الرابع _ تكملة الباب 3 ف 3
-
هوامش الكتاب الرابع
-
الكتاب الرابع _ هامش 3
-
الكتاب الرابع _ هامش 2
-
الكتاب الرابع _ هامش 1
-
الكتاب الرابع _ الباب 3 ف 1 و2 بعد التعديل
-
الكتاب الرابع _ الباب 3 ف 3
-
الكتاب الرابع _ الباب 3 ف 1
-
الكتاب الرابع الباب 3
-
الكتاب الرابع _ الباب 2 مع فصوله الثلاثة
المزيد.....
-
كيف ردت الصين على ترامب بعد فرضه الرسوم الجمركية؟
-
نبيذ الكوبرا وخصيتي الثعبان.. إليك وجبات غريبة يأكلها الأشخا
...
-
واشنطن تضغط على كييف: لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بحلول
...
-
بعد صورة الشرع متوجها إلى الرياض.. إغلاق حساب للرئاسة السوري
...
-
البحرية الإسرائيلية تعتقل صيادا لبنانيا عند نقطة رأس الناقور
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن توسيع عملياته شمالي الضفة الغربية
-
سموتريش يطالب نتنياهو بتدمير -حماس- و-نصر كامل- في غزة
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ 3 غارات جوية على شمالي الضفة الغ
...
-
علماء روس يبتكرون نظاما للتحكم بكثافة البلازما
-
Lenovo تعلن عن حاسبها الجديد لمحبي الألعاب الإلكترونية
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|