أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد بهاء الدين شعبان - سد النهضة ولحظة الحقيقة!














المزيد.....

سد النهضة ولحظة الحقيقة!


أحمد بهاء الدين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 6591 - 2020 / 6 / 12 - 11:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    





كنت قد بدأت الأسبوع الماضى المقال الأول من سلسلة مقالات تحاول استقصاء الجذور العميقة للعنصرية في الولايات المتحدة، غير أن إحساساً داهمني، بإمكانية تأجيل المقال الثاني من هذه السلسلة هذا الأسبوع، فالأمر، عموماً، ستستمر تأثيراته وتوابعه لفترة طويلة، ولن يُضيره هذا التأخير المحدود، لأن طارئاً جدَّ، يتعلق بقضية "سد النهضة"، ينبغي التنبيه إليه، ولا يحتمل التأجيل!

كان قد شاع تفاؤلٌ حذر في أوساط كل المعنيين بالقضية، وهم ـ فى واقع الأمر ـ جميع المصريين باستثناء مرضى العقل والضمير من جماعة "الإخوان" وأشياعها، جرّاء التحول الإيجابي في الموقف السودانى، والذى تبدّي فى مُذكِّرة الحكومة السودانية المُقدمة مؤخراً إلي "مجلس الأمن"، والتي طالب السودان فيها بـ: "حث جميع الأطراف على الامتناع عن اتخاذ أى إجراءات أُحادية قد تؤثر علي الأمن والسلم الأقليمي والدولى"، وشددت المُذكِّرة على ضرورة الامتناع عن التسبب فى أخطار جسيمة للدول الأخرى، والاتجاه للتسوية السلمية للنزاعات.

وساعد في إشاعة هذا التفاؤل لدي الكثيرين أن السودان كا قد رفض قبل تقديم مُذكّرته مُقْتَرَحاً أثيوبياً (خبيثاً) بتوقيع اتفاق ثنائي، جزئي، للملء الأول للسد، وأعلن تمسُّكه بالاتفاق الثلاثي المُوقع بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا.، كما أن السودان أعلن ـ بناء علي محادثات بادر بها رئيس الوزراء السوداني، د. "عبد الله حمدوك"، مع المسئولين المصريين، في زيارته لها، ثم مع رئيس الوزراء الأثيوبي "آبي أحمد"، عن قبول أثيوبيا بعودة الأطراف الثلاثة إلي طاولة المفاوضات، "لتكملة الجزء اليسير المُتبقّي من اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة الأثيوبي، حسبما تم في مسارات التفاوض خلال الشهور الأخيرة" (الأهرام، 22 مايو 2020)، وهو مارحّبت به وزارة الخارجية المصرية، مُعربةً عن "استعدادها الدائم للانخراط فى العملية التفاوضية"، للإسهام في "التوصل إلي اتفاق عادل ومتوازن وشامل يحفظ مصالح مصر المائية، وبنفس القدر يُراعي مصالح مصر والسودان" (المصدر نفسه).

وفجأةً، على نحو ماعوَّدنا الطرف الأثيوبي خلال السنوات الماضية، قام بقلب الطاولة على رؤوس الجميع؛ فقد أعلنت القوات المسلحة السودانية، أن اشتباكات اندلعت فى يوم 26 مايو مع الجيش الاثيوبى عند الحدود الشرقية، عبر نهر عطبرة، ومع ميليشيات مُسَلَّحة بإسناد من الجيش الاثيوبي، غرضهم سحب مياه من النهر، واشتبكت معهم قواتنا فى منطقة البركة ومنعتهم من أخذ المياه مما أسفر عن "استشهاد" ضابط فى الجيش وفقدان فرد من قوة تابعة له، وجرح آخرين، كما توفى سودانى وجُرح مدنيون. وهو تصرف كافٍ يبين عن المكتوم والنوايا الأثيوبية الحقيقية، لكن هذه المرّة تجاه السودان. فعهد الكلام المعسول انتهي، والحديث الآن للقوة والسلاح، وأطماع أثيوبيا لا تتوقف عند حد!

والأخطر أن الحديث عن "العودة إلي طاولة المحادثات" أصبح في خبر كان، وعاد القادة الأثيوبيون، في تحدٍ واضح للمصريين والسودانيين معاً، يُعلنون، بلا مواربة، علي لسان "آبي أحمد"، رئيس الوزراء، أن: "قرار تعبئة وملء سد النهضة ـ (في موعده المُقرر) ـ لا رجعة فيه"، مُضيفاً أن "التأخيرات المُتتالية لبناء سد النهضة جلبت لنا فوائد كثيرة" وهو هنا يُشير إلى انشغال العالم، في مواجهة "كورونا" عن التدخل في قضية السد!

ثم أعاد "ديميك ميكونين"، نائب رئيس الوزراء الأثيوبي، في زيارة للسد، يوم الأحد الماضي، 7 يونيو، التأكيد علي "ضرورة الإسراع في بناء السد من أجل البدء في ملء المياه فى الإطار الزمني المُحدّد، (أى شهر يوليو القادم!)، مُعيداً إلي الأذهان تصريحات واضحة وخطيرة كان قد أدلي بها "سيليشي بيكيلي"، وزير المياه والري والطاقة الأثيوبي: "إن بلاده لن تعترف بالحقوق التاريخية لمصر في مياه النيل" (وكالة الأنباء الأثيوبية "إينا" ـ وكالة رويترز، 8 يونيو 2020).

والخلاصة: إن أثيوبيا عازمة، شاء من شاء، وأبي من أبي، على البدء في ملء "سد النهضة" بعد أيام، وبشروطها المعروفة: فماذا نحن فاعلون؟ كشعب وكدولة؟

هذا هو سؤال اللحظة.. سؤال المصير!



#أحمد_بهاء_الدين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث جوائح!
- كيف وصلنا إلي هذا المنحدر؟
- اليوم التالي ل -كورونا- (1)
- -كورونا- صهيونية!
- منهجان فى التنمية الاقتصادية (1)
- جدل الدين والحرية
- من يدفع ثمن خراب بغداد؟
- ثورة البيانات الكبيرة
- حافة الهاوية
- عقيدة الصدمة واستراتيجية الكوارث (1)
- هل استوعبتم دروس 25 يناير؟!
- الحركة الشيوعيّة المصريّة والقضيّة الفلسطينيّة (1/2)
- 5 يونيو: خمسون عاماً دروس الهزيمة وخبرات الانتصار !
- إنجلترا رعت الإرهاب .. فاكتوت بناره!
- مرة أخرى: مصر يجب أن تقول لا !
- أحمد بهاء الدين شعبان - الأمين العام للحزب الإشتراكي المصري ...
- درس الصين العظيم (1)
- -مبارك- براءة: حاكموا شعب مصر!*
- القصاص لشيماء!
- طه حُسين يسارياً !


المزيد.....




- تعود إلى عام 1532.. نسخة نادرة من كتاب لمكيافيلّي إلى المزاد ...
- قهوة مجانية للزبائن رائجة على -تيك توك- لكن بشرط.. ما هو؟
- وزيرة سويدية تعاني من -رهاب الموز-.. فوبيا غير مألوفة تشعل ا ...
- مراسلنا: تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيرو ...
- الرئيس الأمريكي: -أنا زوج جو بايدن.. وهذا المنصب الذي أفتخر ...
- مسيرة إسرائيلية تستهدف صيادين على شاطئ صور اللبنانية
- شاهد.. صاروخ -إسكندر- الروسي يدمر مقاتلة أوكرانية في مطارها ...
- -نوفوستي-: سفير إيطاليا لدى دمشق يباشر أعماله بعد انقطاع دام ...
- ميركل: زيلينسكي جعلني -كبش فداء-
- الجيش السوداني يسيطر على مدينة سنجة الاستراتيجية في سنار


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد بهاء الدين شعبان - سد النهضة ولحظة الحقيقة!