طارق المهدوي
الحوار المتمدن-العدد: 6590 - 2020 / 6 / 11 - 19:39
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
من حيث المبدأ فالولايات المتحدة الأمريكية بلد استعماري والاستعمار على اختلاف أشكاله ومراحله هو أحد أوجه الفاشية حيث ينتزع الاستعماريون لأنفسهم عبر القوة الجبرية ما لا يمنحونه للشعوب التي يستعمرونها من حقوق وامتيازات اقتصادية واجتماعية وسياسية، ومن حيث التاريخ الأوسط والحديث فالولايات المتحدة الأمريكية قامت على إبادة وقهر واستعباد عشرات الملايين من الهنود الحمر والزنوج حيث ظل هؤلاء وأولئك يعانون من التمييز والتفرقة العنصريين ليس فقط في التاريخ المعاصر لكن أيضاً حتى اليوم، ناهيك عن عشرات الألوف من الماركسيين والليبراليين الأمريكيين الذين تم قهرهم في التاريخ المعاصر تحت رايات المكارثية البغيضة، أي أن الولايات المتحدة الأمريكية بلد استبدادي والاستبداد على اختلاف أشكاله ومراحله هو أحد أوجه الفاشية حيث ينتزع المستبدون لأنفسهم عبر القوة الجبرية ما لا يمنحونه للشعوب التي يستبدون بها من حقوق وامتيازات اقتصادية واجتماعية وسياسية، ويزداد وضوح فاشية الولايات المتحدة الأمريكية بالنظر إلى تحالفاتها الاستراتيجية والتكتيكية على امتداد العالم والتي تقتصر على أكثر فاشيات العالم فجوراً، ورغم أن ذلك كذلك فإن الكثيرين من المصريين ينظرون إلى الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها بلد الحريات ليس فقط تحت تأثير التضليل الدعائي الأمريكي لكن أيضاً تحت تأثير التضليل المباشر لأقباط مصر المهاجرين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أن النسبة الغالبة من أقباط مصر هم في الأصل صليبيون فاشيون لكنهم تحت ضغط كونهم أقلية مضطهدة من الفاشيين الإسلاميين المصريين يضطرون للدفاع عن أنفسهم عبر المراوغة باستخدام مفردات الخطاب الماركسي حيناً والليبرالي أحياناً، إلى درجة تخلق صورة ذهنية زائفة عنهم لدى متلقي خطاباتهم من الماركسيين والليبراليين تسمح للأقباط بتمرير مفرداتهم المراوغة، وهنا تكمن الخديعة حيث يعجب هؤلاء الأقباط بالطابع المحافظ الفاشي الديني والعرقي والطبقي السائد في الولايات المتحدة الأمريكية عندما يهاجرون هناك لا لشيء إلا لكونه صليبي فاشي مثلهم، لكنهم بدافع من هذا الإعجاب يشتركون مع الدعاية الأمريكية لترويج صورة زائفة ومضلِلة في أوساط المصريين عن بلد حريات افتراضي ليس هو الولايات المتحدة الأمريكية بأي حال!!.
#طارق_المهدوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟