أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ملاذ سميسم - كابينة الهاتف














المزيد.....

كابينة الهاتف


ملاذ سميسم

الحوار المتمدن-العدد: 6590 - 2020 / 6 / 11 - 02:16
المحور: الادب والفن
    


كابينه الهاتف
حملتني رحلة الحياة بعيدا
بعيدا عن الوطن الى بحور وجزر الى صحاري وقفار ، وبعدت علي المسافات وزاد قربي للوطن .رحلة لم تكن بالحسبان وفراق لم يحظر لسفر .
في غفلة الحب والحياةفتحت عيني وانا بعيدة وحيدة غريبة .
مازال الحنين يهزني كلما ذكر اسم الوطن ومازالت الدموع تجري كلما لاحت رسالة في الافق من انامل الاهل والاصحاب
وفي تلك الغربة كانت هناك فسحة امل طريق سحري للوطن ومكان لجزء من الجنة
انه كابينه الهاتف
ذلك المكان الصغير المدفون في زاوية بناية البريد، تلك البناية القديمة التي لا يعرفها سكان المدينة التي تطل على البحر ، فتنعكس امواجه المتكسرة على شبابيكها
انه يوم الاحد موعد الذهاب الى البريد
في كل احد اتفقت على الذهاب الى البريد لاحصل على جرعة الامل وبعدها اكمل اسبوعي كالمعتاد
اخذت حقيبتي الصغيرة وانا في ابهى وحلى فرحة مستبشرة مملوءة بالامل
وصلت لاجد اغلب الاصدقاء ياتون قبلي ليحجزوا اماكنهم ويعطون الارقام عسى ولعل يضرب الحظ السعيد لهم موعدا ويسمعون اصوات الاحبة
تتفاجأ بالمكان ، انها كابينه واحد يتزاحم عليها العراقيون والسوريون والمصريون والاوربيون

يبدا الحظ عادة بالاوربين ومن اول ضربة للرقم يتكلمون فتدرك انهم من بلد يحترم مواطنيه وبعدهم المصريين ثم السوريين والعراقيين وبذلك ترضى بالقدر لتدرك مدى تدهور حال بلدك العزيز
وتستمر احاديث الاخرين وسلامهم وسؤالهم عن الصغير قبل الكبير
فتعرفهم بتجمعاتهم ... هؤلاء عراقيون متانقون صخب كلامهم وسلامهم وهولاء مصريون الذين يفترشون الارض ، وهؤلاء سوريون يهمسون في كلماتهم الرقيقةذوي لغة طريفة وتجلب الضحك تسمع السودانين واحاديثهم جميعهم كانوا قد تركوا الوطن
كلهم يبحثون عن المستقبل في تلك البلدة الصغيرة على ضفاف البحر
وتبدا رحلة الانتظار الموجع وبكل صوت لصاحب البريد تدرك انها لغيرك يدخل ذلك الرجل الوقور الى تلك الكابينه الموحشة المظلمة ليسمع اصوات السعادة من طرف العالم البعيد
وهنا يسود الصمت عندما تسمع صوته ينكسر بحزن والم
تدرك انه سمع امرا مؤلم فتختفي الاصوات وتوجم الوجوه ماذا حدث هل اصاب الكل الفجيعة ام له وحده
وهنا يخرج يكفكف دموعه ولا يرضى ان يريها للاخرين عيونه الحمراء وراسه المطأطئ فلا يتجرأ الواقفون سؤاله احتراما لحزنه وتقديرا لتقبله الصدمة فقد كان ربما ابيه مريضا وبدا الاخرون يخمنون الامور ويفسرونها
وهنا حالة حزن جديدة اصابت الكل بدون استثناء هل سنمر بذلك الامر يوما وكيف سنخرج من الكابينة ونحن نكابر في الطريق الطويل الى البيت .
ويعود رنين الهاتف الى بدايته ويصمت الجميع ليسمع اسم سعيد الحظ
وهنا تمر الساعات كانها ثواني ويتسلل الى النفس الياس وتدرك ان اليوم ليس يوم حظك وننتظر الاحد القادم
فتخرج بهدوء وتنزل الدرج المتهالك الصغير ولا تستمع بجمال المنظر فقد اسودت الحياة لبرهة وتقرر كيف تواسي نفسك واحاسيسك هل تذهب للبحر لتشكي هموم نفسك الهائجة اكثر من البحر ام تخرج الى الاسواق الصاخبة وتضيع في زحمه الطريق حتى يدركك التعب
انه اسبوع اخر من الانتظار ومااقسى الحياة وجرمها عندما تتضاعف اسابيع الانتظار .
وجاء يوم الاحد مرة ثانية وكانه عيدا للاسابيع المجحفة البطيئة المسير
واستعدت الروح قبل البدن ولكن هذه المرة ساكون مستعدة ومنتظرة حملت حقيبة اكبر واخذت فيها حلوى واشياء تسليني وتقتل وقت والم الانتظار واخذت نظارتي الشمسية من اهم اشيائي التي عرفت قيمتها لتخفي اجفاني الحمراء بعد اي انكسار
واستذكرت كل دروس ومقولات الحكماء "ان للوقت ثمن "
نعم هناك ثمن للانتظار وللفرح والانكسار
بمجرد دخول الكابينه ويبدا عداد الوقت للحظات السعيدة عندما تسمع اصوات محبيك واحدا بعد الاخر لايهم الكلام ومعانيه المهم ان تتاكد من وجودهم على الطرف الاخر من الخط



#ملاذ_سميسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ملاذ سميسم - كابينة الهاتف