|
الكتاب الخامس ( الزمن )_ الباب الثاني
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6589 - 2020 / 6 / 10 - 20:22
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
الكتاب الخامس _ الباب الثاني
الظاهرة الإنسانية وحقيقة أن المجهول ( أيضا الغائب أو الغياب ) قد يكون في الماضي أو في المستقبل _ أو في الاثنين معا كما سيتبين معنا بوضوح في حالة الولادة _ هذه القضية الإشكالية ما تزال بدون حل ... أعتقد أن حل هذه المشكلة غير ممكن قبل فهم ( أو حل ) مشكلة الانسان " جدلية الحياة والزمن العكسية " وهي تمثل اللغز الأعظم بالنسبة للعلم والفلسفة معا ؟! هذه محاولة حلها بشكل منطقي وتجريبي ، وهي محور الكتاب الخامس . .... خلاصة الباب الأول بتكثيف شديد طبيعة الحاضر من طبيعة الوقت والزمن ، مثل قطرة الماء والمحيط . ويبقى السؤال المفتوح للمستقبل : حول طبيعة ( ماهية ) الزمن أو الحاضر ، واللحظة ؟! بالنسبة لمعرفة وتحديد اتجاه حركة الزمن ، استخدمت المقارنة مع حركة الكهرباء . أيضا يمكن استخدام مقارنة جديدة مع الكثافة عبر سرعة انتقال الحرارة مثلا ، واتجاهها خاصة . .... لا يمكن العودة إلى الماضي ، ولا يمكن القفز إلى المستقبل . هاتان الحقيقتان ، مشتركتان بين الدين والعلم والفلسفة . لكن الدين يفتح بابا للاستثناء ( قانون طوارئ ) ، من خلال المعجزات ويصطدم بالقانون المنطقي الثاني " عدم التناقض " وهو الأهم في المجال الأخلاقي والإنساني عموما . 1 ناقشت فكرة السفر في الزمن كأسطورة ، وأعتبرها فارغة وبدون معنى ، مثلها سؤال ستيفن هوكينغ " لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل " ! هي أفكار تحت المنطق الكلاسيكي ، وقد تجاوزها الوعي الإنساني المنطقي والمشترك منذ عشرات القرون . وما يزال بعض أعلام العالم الحالي ، وفي شتى المجالات ، يقعون فيها والمشاهير مثل غيرهم . .... الحياة والوجود في الحاضر فقط _ هذه فكرة التنوير الروحي الجوهرية . والاختلاف الأساسي بين موقف التنوير الروحي وبين النظرية الجديدة للزمن ، يتحدد برفض فكرة الماضي أو المستقبل من قبل التنوير الروحي . الماضي موجود ، والمستقبل موجود ، والحاضر موجود أيضا ، وهي أنواع الزمن الثلاثة . بالتزامن هي أنواع الوجود الثلاثة : الوجود بالأثر ، والوجود بالفعل ، والوجود بالقوة . هذه حقائق منطقية ، ومتفق عليها بين العلم والفلسفة بصورة عامة . 2 ما هو الماضي ؟! لا أحد يشكك بماضيه الشخصي ، طبعا بين الأصحاء . بعد التمييز بوضوح بين الماضي الشخصي والماضي الموضوعي ، يمكن فهم المشكلة الزمنية ، وخاصة ظاهرة " استمرارية الحاضر " . أدعو القارئ _ ة إلى التأمل قليلا بالوجود الشخصي ، عبر مراحله الثلاثة : 1 _ قبل الولادة ، مرحلة الوجود بالقوة ...( الوجود في المستقبل فقط ) . مع أن الوجود الفردي أيضا ، يمتد في الزمن إلى الوراء ، إلى الأصل ...لا نعرف ، ولا يمكن الوصول إلى هناك ( بداية الحياة ) . لنتخيل أيضا ، من سيولدون بعد سنة ، هم _ هن الآن في المستقبل فقط ( الوجود بالقوة ) . 2 _ بعد الولادة ، مرحلة الوجود بالفعل ...( الوجود في الحاضر فقط ) نعرف بدايتها ولا يمكن معرفة نهايتها بشكل شخصي . يعرف الفرد الإنساني نهاية غيره ، ويجهل نهايته . 3 _ بعد الموت ، مرحلة الوجود بالأثر ...( الوجود في الماضي فقط ) . البعد الروحي في الانسان ، لا يرتبط مع الدين بشكل طبيعي ومنطقي ، بل العكس غالبا . الدين احد التفسيرات الضعيفة ( وتحت المنطقية غالبا ) . .... يوجد الانسان والحياة بالعموم في الحاضر فقط ، ومع ذلك نعرف بوجود الماضي والمستقبل ! 3 كيف ينفصل الماضي عن الحاضر ؟! بدلالة الحياة ، الماضي مرحلة أولى ، أو مرحلة سابقة . والعكس بدلالة الزمن ، حيث الماضي مرحلة لاحقة ، وأخيرة . بدون فهم هذه الحقيقة المنطقية ، والتجريبية أيضا ، يتعذر فهم الواقع أو الحاضر . .... تغيير الماضي ، عملية ممكنة بسهولة ، بعد فهم النظرية الجديدة للزمن . .... خلال قراءتك لهذه الأفكار ، انفصل الماضي عن الحاضر ...وهو يبتعد (عنك أيضا ) بنفس السرعة التي تقيسها الساعة . وهي نفس سرعة تقدم المستقبل وابتعاد الماضي . .... ملحق 1 تغيير الماضي أو النجاح بتغيير الماضي بالفعل مصدر راحة البال . هذه الفكرة سوف أناقشها بشكل موسع وواضح خلال الفصول التالية . ملحق 2 تغيير الماضي ضرورة وليس خيارا... بعد فهم مراحل الزمن الثلاثة المتعاقبة ، أو انواعه ، وتسلسلها الحقيقي حيث البداية من المستقبل ثم الحاضر تاليا ، والماضي أخيرا ....بعدها يسهل فهم مفارقة الماضي . ( ليست مغالطة _ عملية تغيير الماضي _ بل مفارقة فقط ) . الماضي بالتصنيف الثنائي أحد نوعين : الماضي بالفعل أو الماضي بالقوة ( كاحتمال ) . الماضي بالفعل يتحدد بالساعة والتاريخ الرسميين ( حتى هذه اللحظة الساعة الواحدة و13 دقيقة من نهار الاثنين 8 / 6 / 2020 ) ، كل ما سبق لا يمكن تغييره أو التأثير فيه ، الماضي بالفعل هو قليل الأهمية وعطالته لا تنفصل عن ماهيته الحقيقية . على النقيض من ذلك الماضي بالقوة _ وهو كل الزمن أو الوقت الذي سوف يصل إلى العالم _ ويمكنك حساب الماضي بالقوة ( او الماضي الجديد ) الذي حدث منذ بداية قراءتك ، وهو يتحرك بنفس السرعة التي تقيسها الساعة . بعد فهم هذه الفكرة الموضوعية ( والتجريبية أيضا ) ، يصير فهم فكرة تغيير الماضي منطقيا وتجريبيا أيضا . ونظرا لأهمية هذه الفكرة ( الخبرة ) سوف أناقشها بدلالة أمثلة مختلفة ومتنوعة ، وبطرق غير تقليدية وربما تكون صادمة وخارجة عن المألوف . .... الماضي بالفعل أو الماضي الموضوعي هو خلفنا ( ورائنا ) بطبيعته . على العكس من الماضي بالقوة ( الماضي الجديد ) ، حيث أنه ما يزال في طور المستقبل أو الوجود بالقوة فقط ، بينما الجانب المباشر منه ( الحاضر ) يتحول كل لحظة إلى الماضي بالفعل ( كمثال مباشر ، بداية قراءتك لهذا النص صارت الماضي بالفعل _ بعدما تدرجت من الماضي بالقوة إلى الماضي الجديد ، والماضي بالفعل أخيرا وفي النهاية ) . يمكن أن تتحدد درجة الصحة العقلية ، للفرد ، بمدى النجاح في تغيير الماضي الشخصي . وهذه الفكرة قديمة ومشتركة بين الفلسفة والأديان ( حيث تفضيل العلاقات الثقافية والفكرية على بقية العلاقة ، كالقرابة خاصة ) . أعتقد أن طرق تغيير الماضي الشخصي ، سوف تصير أحد المحاور الأساسية في العلوم الإنسانية المتنوعة ( وخاصة علم النفس والاجتماع ) في المستقبل القريب . .... مثال مباشر ويعرفه الجميع كل شخص نجح في الإقلاع عن عادة انفعالية ( إدمان ) ، يشعر بالفخر والرضا الحقيقي عن نفسه طوال فترة نجاحه بتغيير عادته السابقة . كلنا نعرف بشكل مباشر ، او نسمع ، أحد الأصدقاء او الأقرباء والمعارف نجحا في الإقلاع عن التدخين لشهر أو أكثر مثلا ! سوف يبقى ذلك الشهر مصدر فخر ورضا حقيقيين ، لكل شخص ينجح بالإقلاع عن إدمان . وهي نفسها عملية تغيير الماضي بشكل عملي وتطبيقي ، وسف يتوضح ذلك بجلاء لاحقا . .... لماذا يصعب تحقيق ذلك على غالبية البشر ؟! أعتقد أن الجواب الحقيقي ( الموضوعي والتجريبي ) يتكون من مستويين ، الأول فكري أو عقلي ( ويتمثل بالخطة أو البرنامج الصحيح والمناسب للشخصية نفسها ) ، والثاني التطبيقي والعملي هو اسهل بما لا يقاس مقارنة بالأول ، حسب تجربتي الشخصية . ناقشت ذلك عبر نصوص عديدة ومنشورة سابقا ن بشكل تفصيلي وموسع ، وخشية من ملل القارئ _ة ، سأكتفي بتلخيص الفكرة ( الخبرة ) الجديدة أو عملية تغيير الماضي بشكل مكثف وبالخط العريض فقط 1 _ الخطوة الأولى ، وهي الأهم والأصعب ، تتمثل بتغيير طريقة التفكير . 2 _ الخطوة التالية ، أو المرحلة التطبيقية ، وهي مجموعة خطوات متسلسلة ، وصغيرة تحقق معادلة الصحة العقلية " اليوم أفضل من الأمس " بشكل حقيقي وشعوري . مثلا تحويل عادة التدخين من عادة انفعالية ( لاشعورية و لاواعية و لا إرادية ) إلى شعورية أولا ، ثم واعية ثانيا ، ثم إرادية في النهاية . ( وقد شرحتها بشكل مفصل وهي منشورة على موقعي الشخصي في الحوار المتمدن ) . ملحق 3 مهما يكن ما يفعله الفرد ... 1 _ أول مرة خطر وقلق ، الخطر موجود في الجديد بطبيعته ، ولا ينفصل عنه . 2 _ بعد التكرار يتضاعف الملل ، يصير الأداء بدون شغف . 3 – بعد تجاوز التكرار المئات ، يصير الأداء مرهقا . هذه هي الحياة خيارات الانسان الحقيقية محدودة ، ومتعددة أيضا بالتزامن ( ليست مغالطة ولا حذلقة ) . إما ينجح بتغيير الماضي ( الماضي الجديد بالطبع ، مثلا بقية السنة الحالية تمثل الماضي الجديد لجميع البشر ) ... أو يصير اليوم أسوأ من الأمس . .... في هذا العالم الذي نعيش فيه ، يتزايد التجانس بين التكلفة والجودة لحسن الحظ ، يتزايد التجانس أيضا بين القيمة والسعر والعكس غير صحيح لحسن الحظ . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكتاب الخامس ( الزمن )_ الباب الأول مع فصوله
-
الزمن بين الفلسفة والعلم _ الباب 1 ف 3
-
الزمن بين الفلسفة والعلم _ الباب 1 ف 2
-
الزمن بين الفلسفة والعلم _ الباب 1 ف 1
-
الزمن بين الفلسفة والعلم 3
-
الزمن بين الفلسفة والعلم 2
-
الزمن بين الفلسفة والعلم 1
-
الكتاب الرابع _ الباب الرابع
-
الكتاب الرابع _ تكملة الباب 3 ف 3
-
هوامش الكتاب الرابع
-
الكتاب الرابع _ هامش 3
-
الكتاب الرابع _ هامش 2
-
الكتاب الرابع _ هامش 1
-
الكتاب الرابع _ الباب 3 ف 1 و2 بعد التعديل
-
الكتاب الرابع _ الباب 3 ف 3
-
الكتاب الرابع _ الباب 3 ف 1
-
الكتاب الرابع الباب 3
-
الكتاب الرابع _ الباب 2 مع فصوله الثلاثة
-
الكتاب الرابع _ الباب 2 ف 3
-
الكتاب الرابع _ الباب 2 مقدمة مع ف 1 و 2
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|