|
نجاحهما سيرسم لنجاحات مستقبلية والعكس صحيح ...
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6589 - 2020 / 6 / 10 - 14:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ على نحو مبسط أو مركب احياناً أو معقد مرات ، مررها هذه المرة كما يمرر عادةً تمريراته التى لا تخلو عن غمز هنا أو لمز هناك ، ضمن إحياءات لا تخص حسب خبرتي ، بالخبث المفضوح بقدر أنها المكاشفة الصحية ، كونه وزيراً للصحة ، كان حديث وزير الصحة الأردني سعد جابر قد كشف عن ذاك التباين بين الأردنيين حول الواسطة التى تعتبر علامة مسجلة بالأردني والبطالة التى شملت ومازالت تشمل أبنه الطبيب ، وبالتالي في إعتقادي ، الذي يثير الاهتمام في الموضوع ، هو أسلوب جابر الخاص الذي أعتاد الأردني عليه في أزمة فيروس كوفيد 19 ، وهذا النمط يعتبر من الأنماط التى يختص بها من لديهم القدرة على مخاطبة القواعد الشعبية ، وبعيداً عن الآراء المختلفة حول النهج التى انتهجته حكومة الرزاز ، على الأقل ، لقد قام الفريق المكلف بالأزمة ، بأقصى ما يمكن فعله مع فيروس مجهول الهوية والانتقال والدواء ومازال حتى الأن يشكل تهديداً لسكان المعمورة جمعاء ، لكن الذي لفت إنتباهي شخصياً ، خريجو كلية الطب والصيادلة والتمريض ، هذه الشريحة التى أمضت وقت طويلاً وجهداً لكي تستطيع أن تقف في غرفة العمليات أو متابعة المرضى في المستشفيات أو تزويدهم بالأدوية في الصيدليات ، كيف كانت الحكومات الأردنية السابقة تتعامل معها ، بل الحكومات وضعتها في مرتبة أقل من أي خريجين آخرين ، وهذه المقارنة تشير عن حجم الخلل الفظيع في نهج المتبع بالتعيينات ، بل كانت الحكومات ومازالت غير قادرة على ترتيب احتياجاتها ضمن سلم الأولويات .
ذات مرة ، كانت قناة العربية تبث بين فترة وأخرى برنامج لشخصيات اعتبارية من الدول العربية ، وفي يوما ما ، كانت الحلقة مع إحدى وزيرات الثقافة الأردنية ، وبالفعل الحلقة أثارت حفيظتي من باب التعرف على ثقافة المثقفين الأردنيين ، وللأسف ، كانت المفاجئة صادمة أو أطلقت وقتئذ عليها ، بكقنبلة الموسم الثقافي ، وبالمختصر المفيد ، عندما سألت مقدمة البرنامج ضيفتها عن إنجازها الوزاري أو إضافاتها في وزارة الثقافة ، أكدت على إحراز شيء مهم ، عجزَّ عن صنعه أسلافها ، فقد قامت بزرع شجرة لكل مبدع أردني ، عندها استوقفني جوابها استوقافًَ طويلاً ، وبدأ تفكيري يذهب ويجيئ وخلصت إلى معادلة بسيطة مبسطة ، ماذا سيحصل لو على سبيل المثال ، أغلقت الحكومة وزارة الثقافة ووجهت وزارة المالية بتحويل موازنتها السنوية لوزارة الصحة وعكفت على دراسة الأشخاص العاملين فيها بتوزيعهم في مؤسسات ووزارات خدماتية تخدم المواطنين ، وايضاً لكي لا تكون العملية تعسفية ، من له باع طويل في الثقافة أو لديه ما يقول في هذا المجال ، يتم باختصار تعينه في المحافظات وفي قسم الثقافي الذي مهمته الاعتناء بمثقفو المحافظة وثقافتها ، وبالتالي ، أتعهد أمام الله اولاً وأمام الحكومة ثانياً ، بأنني سأقوم بزرع شجرة لكل مبدع نيابةً عن الوزارة .
الأردن بإتفاق جميع عقلاء هذا الوطن يحتاج إلى حلول داخلية قبل اللجوء إلى المؤسسات الخارج ، أعتقد بل ربما المرء يجزم ، معالجات الداخلية هي الفانوس السحري لكل اقتصاد وطني ، فإعادة ترتيب البيت الحكومي حسب المصلحة العامة وليست حسب مصلحة الفرد ، وتوظيف القدرات العاملين في القطاعات العامة في خدمة المؤسسات الحيوية والاقتصادية شيء أساسي ، غير ذلك ، من الصعب أن نشاهد تغيرات جذرية أو معالجات تستطيع معالجة الدين العام ، لأن من هنا تبدأ أول عمليات النهوض ومن ثم تأتي مسألة وقف الاستنزافات الحاصلة ، مثل رواتب كبار موظفو الحكومة ، الفاعلين والمتقاعدين ، مع دمج المؤسسات أو إلغاء بعضها ، وايضاً إعلان حالة التقشف القصوى والعمل بشكل جدي بملف الفساد ، وهذا يتطلب في المقام الأول ، إصدار قرار بتعين كل من هو خريج من كليات الطب على الفور ، لأن التطبيب يعتبر مسألة مرتبطة بارتفاع نسبة الرضى الشعبي ، على أن تكون لهم الأولوية في التعيينات بل إلزامية ومع دفع رواتب تليق بمكانتهم الوظيفية ، يعني مراعاة الحد الأدنى لكرامة الطبيب ، ومن ثم تأتي تدريجياً المؤسسات التالية الأكثر حيوية بالاقتصاد والخدمات وهكذا ، لأن ليس مفهوماً ولا صحيحاً ولا مقبولاً ، أن ينال خريج من الاختصاصات الأخرى ، أولوية التوظيف وبصراحة يمضي عمراً على حواسيب الوزارة في مشاهدة الأفلام ولعُب بالألعاب المختلفة وآخر أمضى عمره في الدراسة لكي يصبح طبيباً أو صيدلياً أو ممرضاً ، ثم يوضع على لائحة الانتظار في حين المواطن بآمس الحاجة لهذه الفئة .
وهذا بصراحة ينطبق ايضاً على الوزارات الحيوية التى تشرف بشكل مباشر أو غير مباشر على الطاقة والاتصالات والمنظومة البنكية والضريبية والضمان ، لأن لو كان هناك منذ البداية أشخاص لديهم القدرة على التميز الذي يؤمن لهم الاختيار الأفضل ، ما وصل الأردن إلى هذه الأعباء والاستنزافات التى وصل إليها ، بل هناك مدرسة باتت أشبه بالمترسخة والتقليدية بين المستوزين ، تشير على هذا النحو ، أصنع ما يحلو لك ، في نهاية المطاف ، أكثر شيء يمكن أن يحصل ، تغير وزاري وراتب تقاعدي ، وهذا كله يفرض علينا تقديم خلاصة ، هي خلاصة الخلاصات ، اليوم هناك شخصيتان تولتا بقرار ملكي مهمة تعديل المسار الأردني بشكل جذري ، الأولى ( الرزاز ) والثانية ( الكبريتي ) ، إذن ، على الجميع أن يعوا مسألة هي عندي على الأقل محسومة ، فالدكتور الرزاز رجل على الصعيد الشخصي لا أعرفه ابداً ولا تربطني معه أي علاقة ، قد يكون يعرفني هو من خلال مقالاتي ، لكن في النهاية ، إفشال الرزاز كرجل قادم من الصندوق الدولي ويُعرف عنه حتى الآن ثلاثة مسائل ، النزاهة والتعفف وبالأكاديمي ، وايضاً إفشال رجل مثل الكبريتي ، شخصية معروفة بنجاحاتها البنكية والمشاريع الرديفة ، إذن افشالهما في إدارة إخراج الأردن من أزمته الاقتصادية ومعالجة نظامه الإداري ، ستكون ضربة قاضية لأي إصلاحات حقيقية في المستقبل ، بالطبع ليس لأن لا يوجد مثلهما في البلد ابداً ، الحكاية ليست هكذا ، بل البلد يعج بأشخاص كثر وربما أفضل ، لكن السؤال المركزي ، ما فائدة التغير طالما النوايا غير متوفرة للإصلاح ، وبالتالي ، إذا لم يتكاتف الجميع لإنجاحهما ، لن يكون هناك إصلاح في المستقبل ، لأن باختصار نجاح الأردن اليوم ، يعني ناجحه في المستقبل وفشله اليوم يعني عودة الأردن إلى المربع السابق ، من حكومة إلى آخرى ومن دين عام إلى آخر . والسلام
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إذا كان قذف المؤمنات حرام / فكيف إذا كانت المقذوفة أم المؤمن
...
-
تحالف المصالح / لبنان نموذج لأرض لم تشهد استقلالاً حقيقياً .
-
كيف تحول الأقصى من قيمة إلى ثمن ، يقدر ب 50 مليار دولار ...
-
همجية الذباب وهمجية الإنسان ، معارك طاحنة على من هو أكثر همج
...
-
نتنياهو العاقل وروهان المجنون ...
-
إنتاجات حداثة الماضي تتشابه مع إنتاجاتها اليوم ، الفردية وال
...
-
مفهوم الفردانية المطلقة والفرد في الأمة ...
-
مروان صباح / سويسرا الشريك الفعلي لكل هارب من الضربية وسارق
...
-
محمد رمضان يعيد المشاهد العربي إلى الشاشة المصرية ...
-
الديمقراطية والرأسمالية ، عقد قابل لذوبان ...
-
الهندي الأحمر والفلسطيني الأبيض ، مشروع واحد ...
-
جدار أثيوبيا المائي ، تبادل لعبة السدود
-
جدار أثيوبيا المائي ...
-
علاقة الحريات بالحداثة ومعادلة المراحل في تاريخ البشري ...
-
العدالة لا يمكن أن تصنع من الظلم ...
-
من علامات الخالق أن يمرر للمخلوق بصائر إدراكية ...
-
لبنان بين حكومات الطبقة الفاسدة وحكومة التجويع ...
-
كيم يونغ فتى الظل الجديد في لعبة التراشق ...
-
عظمة الخيال جاء بكل هذه التكنولوجيا الافتراضية ...
-
محمد عمارة من صفوف البناء التحتي للمادة إلى صفوف المدافعين ع
...
المزيد.....
-
منشور يشعل فوضى في منتجع تزلّج إيطالي.. ماذا كتب فيه؟
-
-أم صوفيا-.. سلمى أبو ضيف تنجب طفلتها الأولى
-
رداً على تصريحات ترامب بشأن -تهجير- أهل غزة، دعوات إلى التظا
...
-
اللجنة المحلية للحزب في الديوانية: ندين الاعتداء على المحتجي
...
-
حادث مطار ريغان يربط موسكو وواشنطن في مباحثات إنسانية
-
غزة.. انتشال 520 جثة من تحت الأنقاض منذ وقف إطلاق النار
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير 6 بلدات في كورسك ودونيتسك وخاركوف
...
-
وقفة صامتة أمام السفارة الأمريكية في تل أبيب للمطالبة بالإفر
...
-
بيسكوف: التعليق على تكهنات حول -قوات كوريا الشمالية في كورسك
...
-
فنلندا.. منع طالب من زيارة محطة نووية بسبب جنسيته الروسية
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|