حسام تيمور
الحوار المتمدن-العدد: 6589 - 2020 / 6 / 10 - 11:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كيف تتبنى الاذرع الحقوقية للاتحاد الاوروبي، قضايا الزيف/الريف، بشكل اكثر من "عضوي"، و هو أمر مقبول "شكلا"، بل أكثر من عادي، موضوعيا و عضويا و حتى كونيا، بينما ترفض "دولها"، الى يومنا هذا، الحديث عن تقديم أي اعتذار عن ممارساتها الشنيعة، بنفس المعايير، أي معاييرها الآنية، كوجوديات حضارية قطعت مع "عهد الاستعمار"، أو حتى بمعايير "الانظمة الاستبدادية"، نفسها !"
الغرب الحقوقي هنا في أزمة "معايير"، و قيم، يصعب الخروج منها، خارج نطاق "السخرة الحقوقية"، و بنفس منطق و منطلق "نشطاء الداخل"، و التي هي هنا، للاسف، ليست مداراة أو اراحة للضمير، أو ما يسمى بالتكفير عن عقدة الذنب، بالمفهوم التاريخي في امتداده الانساني ، بل هي امتداد أخطر و استمرارية لنفس "الغرب" الاستعماري، أو الجيل الجديد من الاستعمار، و حروب الاستعمار !!
إن المعيار المتبع هنا، ذاتي محض، بحكم أن هامش الحريات في الغرب لا يمنع هذا "الغرب الحقوقي"، من النبش في ماضي الاستعمار، و الدفع في اتجاه اقرار "نقطة" صفر، هي في منطلقها الرمزي، "الاعتذار الرسمي"، عن هذا الماضي، و في تفعيلها الآني، و المستقبلي، الاقرار بأن واقع مجتمعات و منظومات العالم الثالث، في هذا الباب، هو النتاج الموضوعي لهذا الماضي، بل استمرار له في ظل استمرار نفس النهج بطرق و أقنعة جديدة، ظاهرها ممارسة مختلف أشكال الوصاية على "الانظمة"، بما يعني أيضا، الشعوب في عوالم التخلف و الاستبداد !؟
و باطنها استنزاف الثروات و المقدرات، بشكل ربما، أقل جهدا و كلفة، من الاستعمار القديم و آلياته العتيقة !
يجب على "العاهرة العجوز"، أن تدرك بأنها تنحدر بذلك و بهذا، و أشياء أخرى كثيرة، الى نفس نطاق "البنية الثالثة"، أو منظومة العالم الثالث، و أنها ستخضع لنفس مشارط الاستعمار، و هو هنا، جيل آخر من الاستعمار، أوله مستحدث، و ثانيه تاريخي، حتمي أزلي، مفاده تلك الحركة الدائمة في التاريخ و تاريخ الحضارات و الشعوب، و قد كان ضربا من الجنون الحديث عنه كما رسخت انتيليجينسيا بقايا الاستعمار، و حراس المعبد، لكن هنا ربما بدأت ارهاصاته تظهر و تتفشى، مع أولى نسائم "الرببع الوبائي"، و البقية تأتي !!
إن معاندة سير التاريخ هنا، كما مقاومة "الطبيعة"، لا تتم وفق منطق "القرابين"، و هو المنطق الذي يسلكه "الغرب" و "الغرب العميق"، اقتصاديا و سياسيا و استراتيجيا و جيوستراتيجيا، و منذ أواخر القرن التاسع عشر، أي منذ ظهور قيم الحداثة و ما بعد الحداثة !!
#حسام_تيمور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟