|
وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ
قحطان محمد صالح الهيتي
الحوار المتمدن-العدد: 6589 - 2020 / 6 / 10 - 00:39
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
- قدْ يُنعم الله بالبلوى وإن عَظُمت ويبتلي الله بعض القوم بالنعـــم - في الوقت الذي نثمن فيه دور الكوادر الصحية وخلية الأزمة في هيت على ما قامت به من عمل في سبيل الحد من وصول جائحة كورونا الى مدينة هيت، وفي الوقت الذي نقدر فيه ما أصاب أبناء المدينة من الكادحين وذوي الدخل المحدود وارباب المصالح المعتمدين على عملهم اليومي في كسب ما يسد عيشهم، نقدر باعتزاز جهود الطيبين من رجال المدينة ونسائها الذين تناخوا من أجل تقديم المعونات للمتعففين من أبنائها وفي مقدمتهم خلية الأزمة المجتمعية، ووجهاء المدينة الميسورين. وندعو الحكومة الى إيجاد السبل الكفيلة لمراعاة حالة المتعففين وذوي الدخل المحدود لأنهم أكثر المتضررين. - وفي الوقت الذي نترحم فيه على فقيد المدينة الحاج محمود صادق، ندعو بالشفاء التام لشيخنا الفاضل صادق عبد القهار، ولأخوتنا وأخواتنا الذين ظهرت عليهم بوادر الإصابة بهذه الجائحة التي لا ترحم، والتي لا تميز بين البشر. ولا تفرق بين الناس؛ فكلهم لفتكها خاضعون، فلا رئيس ولا مسؤول، ولا كبير ولا صغير، ولا غني ولا فقير، ولا مسلم ولا غير مسلم. - في هذا الوقت يجب أن تتظافر الجهود من أجل التصدي لهذه الجائحة، وعلينا جميعا أن نؤمن بما كتب الله لنا، ولكن! علينا ألا نلْقُي بِأَيْدِينا إِلَى التَّهْلُكَةِ، فالوقاية من شرها واجب.فـ(خليك بالبيت). - لم تكن الاصابات التي اصابت بعض ابناء مدينتا الكرام بسبب ضعف الرقابة الصحية وتقصير كوادرها من الاطباء ومعاونيهم والممرضين سواء في قطاع الرعاية الصحية او في المستشفى، بل هي نتيجة الوافدين، وهذا الأمر من اختصاص جهات أخرى. عليه ليس من حق أحد ان يضع المسؤولية على المؤسسات الصحية، وألا يضع اللوم كله على الجهات المسؤولة عن دخول الوافدين التي يقع على عاتقها اتخاذ الإجراءات الكفيلة للحد من دخولهم على وفق الأوامر والتعليمات. - إن دولاً كبرى، كنا نظنها عظيمة بمؤسساتها وأجهزتها الصحية مثلما هي (عظيمة) في ترسانتها العسكرية، وقدراتها المالية والبشرية عجزت عن ان تقف امام جائحة كورونا؛ فكيف يمكن لدولة مثل العراق أن تتصدى لها وأجهزتها جذوع نخل خاوية ؟ - وكيف لمدينة مثل مدينة هيت ان تصمد امامها لولا وجود الخيريين من الاطباء والكوادر الصحية التي عملت ومازالت تعمل بنكران ذات، وإن على من يريد أن يحاسب الكوادر الطبية أو يعاتبهم، ان يحاسب المسؤولين عن عدم توفير المستلزمات الطبية الكافية للتصدي لهذا الفايروس القاتل. أولئك الذين لم يسمعوا النداءات الكثيرة لتلبية احتياجات مراكز الرعاية الصحية ومديرية مستشفى هيت بما يلزم من مستلزمات طبية وأدوية، ولم تسمع أذانهم دعوات أبناء المدينة لإعادة اعمار المستشفى المُدمَّر، او في الأقل تهيئة مستشفى(كرفان) كالذي جهزوا به بعض المدن. - إن ثقتنا بأطبائنا وكوادرنا الصحية عالية، فهم قبل أن يكونوا رسلا وملائكة رحمة، هم أبناء هذه المدينة التي تتعاون على البر والتقوى، وعلينا ألا نبخس الخيرين منهم عملهم وتفانيهم ، وأن نشد أزرهم ، ونأخذ بأيديهم، فهم الجيش الأبيض الذي يحارب عدوا لا يعرف الرحمة. وفي الوقت ذاته ندعوهم لأن يتحملوا مشقة عملهم، وأن يراعوا ما في نفوس بعض ذوي المرضى من خوف وحزن على أحبتهم، وأن يحسب الواحد منهم أن المريض أب وأخ وصديق وحبيب. - ليس غريبا أن يُغرد البعض ممن في قلوبهم مرض خارج السرب، فيتهم هذا الطبيب أو ذاك الممرض، أو المسؤول بتهمة التقصير والإهمال. وليس عيباً إن أًصيب عزيز منّا بهذا الداء اللعين. إنه مرض، والمرض ابتلاء من الله ـ عز وجل ـ يُصيب الصالح والفاسد، والطائع والعاصي، وما منّا من أحدٍ إلا ويصيبه المرض، أو يصيب من حوله ممّن يحبّ. وكورونا التي فتكت بالكثير من الناس، فتكت بالعديد من الكوادر الصحية وأصابت الكثير منهم بسبب تصديهم لها. - مطلوب منا الصبر، وعلينا ألا ننسى قوله تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ). - وعلينا أن نتذكر، ونُذكّر غيرنا بما جاء بالحديث النبوي، عندما دخل الرسول الكريم على أم السائب فقال: {مالكِ يا أم السائب تزفزفين؟}، قالت: الحمى لا بارك الله فيها. فقال: {لا تسبي الحمى، فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد} [مسلم]. ومعنى تزفزفين: ترتعدين. - أملنا كبير بأن جهود الخيرين من أبناء هذه المدينة ستثمر خيرا، وستزول هذه الغُمّة عنا وعن العراقيين وعن البشرية جمعاء. ودعوتي لمن سيقرأ ما كتبت أن يتمثل بقول الشاعر: - ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا وعند الله منها المخرج - ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكان يظنها لا تفرج
#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كْروْنَه اطْمَّك
-
معاً من أجل صحتنا
-
لا تركب الموج
-
لهجة مدينة هيت
-
وداعا أبا حيدر!
-
يتحدثون عن القدسية والقداسة ويسكتون عن ....
-
على حِس الطبل خُفّن يا رجليه
-
أمي التي كانت أبي
-
الشرطة والبرمودا
-
قراءة ورأي في إعمام مجلس القضاء الأعلى
-
سفير المصالحة - الشيخ فيصل نجرس الكعود
-
نواعير هيت
-
هيتنا دالية وناعور
-
هيت القديمة- قلعة وسور وخندق
-
هذه هي هيت التي عنها تسألون
-
الفولكلور (التراث الشعبي)
-
التراث والأثار
-
الفتوى بغير علم
-
المُهذب الهيتي
-
نعم للنقد ، لا التشهير
المزيد.....
-
فيضانات غير مسبوقة تجتاح بريتاني الفرنسية والسلطات تدعو للحذ
...
-
رئيس أركان الجيش الجزائري يبحث مع وفد -الناتو- سبل تعزيز الح
...
-
روسيا تدين أعمال المتمردين في الكونغو الديمقراطية
-
رئيس وزراء سلوفاكيا يهدد زيلينسكي بمنع المساعدات المالية لأو
...
-
وفد حماس يبحث مع المخابرات المصرية تطورات ملف التهدئة بغزة
-
العقل المدبر وراء -ديب سيك-: من هو ليانج وينفينج؟
-
بانتظار قرارات القضاء.. البحرية الإيطالية تنقل إلى ألبانيا 4
...
-
احتجاجات حاشدة في دالاس ضد سياسات ترامب للهجرة وترحيل الأسر
...
-
العراق.. الأمين العام لمنظمة -بدر- يعلق على إقالة رئيس هيئة
...
-
رويترز: صور تظهر تشييد الصين منشأة كبيرة للأبحاث النووية
المزيد.....
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج
/ توفيق أبو شومر
-
كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
كأس من عصير الأيام الجزء الثاني
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية
/ سعيد العليمى
-
الشجرة الارجوانيّة
/ بتول الفارس
المزيد.....
|