أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - فشل السياسي والحزبي والمثقف














المزيد.....

فشل السياسي والحزبي والمثقف


فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 6587 - 2020 / 6 / 8 - 22:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


فشل السياسي والحزبي والمثقف ..جميعهم فشلوا في دعم مشروع الحداثة السياسية المعلن منذ خمسينات القرن الماضي وكان مراكز للنضال الوطني والقومي .. لان السياسي والحزبي اردوا مشروعا يستملكون فيه السلطة دون غيرهم ، فظهر الصراع بين الاشتراكي والقومي وبينهما وجماعات الاسلام السياسي وعندما يصل احدهم للسلطة ينتقم من الاخر بطرق واساليب متعددة .. لان جميعهم لا يؤمن بالديمقراطية وجميعهم دأبوا على تقريب عدد من المثقفين اليهم باختيار نوعية محددة من كائنات اطلق عليها اسم المثقف الذي يقبل ان يكون خادما للسياسي وللحزبي - قليل جدا ما كان السياسي او الحزبي مثقف بذاته - خاصة وان الدائرة التي يعملوا بها جميعا دائرة المصالح والغنيمة دونما نقد او حتى تفكير بالنقد للسياسي والحزبي..
هنا ظهر مثقف خانع لا ينتج علما ولا معرفة بل اصبح جزء من فرق بروباجندا تشبه المسرح الشعبي الذي يعتد على الارتجال دونما فكرة او هدف الا المكسب المالي.. ففشل هذا المثقف كما فشل السياسي والحزبي ..وهكذا مشهد نجده في عموم المنطقة خاصة الدول ذات النظام الجمهوري من الجزائر وتونس وموريتانيا الى بلاد الممانعة سوريا ولبنان والعراق ثم مصر والسودان واليمن والصومال ..فشل المشروع الحداثي فغابت الدولة في بعض هذه الدول رغم عدم اكتمال مؤسساتها .. فعم العبث السياسي والاقتتال الاهلي (العراق وسوريا واليمن وليبيا والصومال ولبنان ) زد في ذلك تحول القومي والاشتراكي والليبرالي الى خادم لرجال الدين كما في حالة العراق ولبنان واليمن وفي خدمة العسكر في جميع الجمهوريات وبقي القلة القليلة من المثقفين الشرفاء منتجي المعرفة والعلم مكتفين في وظائفهم في الحد الادنى منها وفي تنوير المجتمع بالكتابة عن الهم الوطني والتحديثي بل والاممي ايضا . ومن يشاهد اليوم الصورة العامة يجد المتنططون الى مناصب ادارية وسياسية وفي الفضائيات دونما اي مسوغات موضوعية ودونما حضور حقيقي داخل المجتمع الذي يتعرض نسيجه الاجتماعي والوطني للتمزق والتشظي وفق دعاوى مناطقية ومذهبية وقبلية ، وتحولت بلاد العرب اوطاني الى ميدان رماية للغرب الرأسمالي ومخططاته في اعادة هندسة المنطقة وتفكيك ابنيتها السياسية الوطنية وبناها الثقافية العلمية الى هويات فرعية والى تعميم الخرافات والدجل ، هنا لن يستقيم الحال لإعادة بناء الدولة والمجتمع بل استدامة التشظي والاقتتال سنوات اخرى حتى الانهيار الشامل للمجتمع ساعتها يتم تركيب نظام سياسي رخو وفق نخب سياسية يتم تصنيعها حاليا لتعمل كوكيل للخارج وفق منطق الغنيمة والمحاصصة ، وهنا يراد للمنطقة ان تودع الهوية الوطنية بعمقها التاريخي والحضاري لتظهر بدلا عنها كنتونات تعمل وفق اجندات شركات نفطية او استهلاكية ولا غرابة ان نجد كنتونات تحمل علم ماكدونال اوشركة شيل او حتى قبعة بيل جيتس .
الخروج من نفق الازمات يتطلب بديل سياسي بواجهة وطنية برموزها وشخوصها وبرنامجها لان من هم في دوائر صنع القرار حاليا لا يمكن ان يكونوا حلا ولا جزء منه لانهم صانعوا الفوضى والعبث السياسي السائد وعلاقاتهم الخارجية محملة بديون لا تخص الوطن ولا الشعب وهنا نحتاج الى مثقف ملتزم بقضايا الوطن والمجتمع والتنوير لا مثقف مدجن يبرر سلوك قياداته الجاهلة في السياسة والفاشلة دون انجازات حتى داخل احزابها ..ومن ثم فالمثقف المطلوب ليس ساحرا ولا صانع معجزات و لاكرامات بل هو منتج للعلم (منهجا ونظريات) يعمم الثقافة العلمية وينشرها ليتشكل معها وعي فردي وجمعي يكون بداية الخروج من جملة الاوهام السياسية التي يحاول البعض تأسيسها ..العلم هو مرتكز بناء الدولة وسياساتها الاقتصادية والاجتماعية ..
فلا يمكن بناء دولة دون سياسات وبرامج لا تستند الى العلم ، وان تكون مخرجات العلم ومضمونه تؤسس لمسارات مستقبلية متوسطة وبعيدة المدى ..وما نعيشه حاليا وفق الجائحة كورونا يؤكد ما نذهب اليه .. لان منطق العلم من المشافي والكوادار والمعدات اللازمة للتصدي لهذه الجائحة غير متوفرة وثقافة المجتمع تزيد الافراد خوفا وعدم الالتزام بأساليب الوقاية ..لان النظم السياسية والحكومات لم تكن لتهتم بهذا الامر فدمرت التعليم وقلصت موازنات المشافي ماليا لان همها الرئيس كان الجباية ونهب العقارات ونشر الخرافات ..ولهذا الامر تكون الدولة الحديثة عنوان للتجديد واعادة بناء هوية المجتمع بتجاوز الهويات الفرعية لانها هويات قاتلة للمجتمع في وحدته ونسيجه واستقراره وهو امر كتبنا عنه غيرة مرة في السنوات الماضية .
في هذا السياق تكون حاجاتنا الى نخبة سياسية وطنية تعزز من برامج التنمية والاستقرار لكل الشعب دونما ممارسات تمييزية وتعزز من الثقافة السياسية الحديثة عبر نظام تعليمي يرسخ من الولاء للوطن ونظامه الجمهوري ..فهذا الاخير يعكس صفة الشعب باعتباره صانع السلطة. نحتاج الى سياسي وحزبي ومثقف بشرط ان يكون ولائهم للوطن ووعيهم متشبع بالحداثة والعقلانية والمواطنة والمساواة ..واذا كان السياسي والحزبي ذو طبيعة انتهازية في ممارساتهم ،، فالمثقف يجب ان يكون العين الناقدة للسياسي والحزبي والموجهة للمجتمع نحو مسار التحديث وتعزيز الانتماء للوطن وجمهوريته ذات النظام الديمقراطي ، المثقف الذي يفكر بالمستقبل ويبنى اسسه من اللحظة الراهنة وفق منطلقات علمية ووطنية لا وفق تفكير لاهوتي يعزز من الاوهام والينبغيات المفارقة للواقع و زمنيته .



#فؤاد_الصلاحي (هاشتاغ)       Fuad__Alsalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيس من العالم الثالث في البيت الأبيض
- الاقتصاد السياسي مدخل لفهم وتحليل الازمات الراهنة
- العالم غدا ...!
- العولمة اعلى مراحل الرأسمالية
- ما بعد الجائحة كورونا
- خمس ملاحظات في ازمة كورونا وتداعياتها في الواقع العربي
- نحو تعديل النهج الاقتصادي للرأسمالية المعولمة
- مقدمة في تحليل الازمات الراهنة
- جائحة وبائية واستغلال سياسي
- كورونا ..الخوف والتحدي في آن واحد
- مع الحراك الشعبي في نقد ورفض البنى المنتجة للازمات السياسية
- امريكا وزلزال سياسي في المنطقة
- الشعبوية ..تعبير خطابي وتوجه سياسي
- ايران وامريكا ...من التهيؤ للحرب الى الحوار
- مخاطر اليمين السياسي في امريكا واوربا
- ازمات المجتمع العربي وعجز العلوم الاجتماعية
- الدولة العميقة والمتخيل السياسي
- ممكنات التغيير السياسي ومعوقاته
- عن اليسار العربي مرة اخرى ..!
- السعودية في عين العاصفة الامريكية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - فشل السياسي والحزبي والمثقف