سمية حورية
الحوار المتمدن-العدد: 6587 - 2020 / 6 / 8 - 22:08
المحور:
الادب والفن
أيقظني صوته الخافت
_إن لم تُلطَّخ يداك بالدماء فالفكرُ مُلَطّخ
توقف لبُرهة عن الكلام ثم و بالصوت الممتزج برذاذ المطر
عاد يقول :
_لا تستوقفني جريمة كجريمة قابيل إنما جريمة الفكر
فهي من اشد الجرائم خطورة على الإنسانية
تلك التي لا ترتعد خوفا من ان ترصدها الكاميرا ولا عين هابيل !
تلك التي لا تقضي إلى الموت لإنها الموت بعينه
من منا لم يقتني فكرة القتل لحظة تمزُّق الضلوع وكتم الأنفاس والانفجار الغير المسموع
لا تستوقفني تلك التي رُبما تُرتكب في جنح الظلام إنما تلك التي في وضح النهار على مرأى ومسمع الملايين
_كان وكأنما حالة غامضة لم اعهدها من قبل.. كيان له روحه ولغته الخاصة
لا أستطيع وصف صوته حين اردف في ذهول!
_خلف هذا الصمت الأبدي وراء هذه المتاهة الشاسعه من الفضاء كم من الأصوات هناك مما لا نسمع... من الأرواح.... من الأطياف؟
خلف هذه الظلمات المحجبة شخص عشقناه ثم بفكرنا ذبحناه
كم أبادة جماعية بعد حرب شبت من هنا وأشار إلى رأسه
وكم وكم جنارة هنا وقفنا خلفها شامتين
لم نُزهق أنفسنا بل أزهقتنا النفوس التي آمنا بها يوماً فحسب... بددت فتبددت.. أقسمت فانقسمت نفاقاً وتزيُّفاً بالغش المفضوح
اهُناك! جُرمٌ يُمارس وجنايةٌ أعظم من جناية الفكر المعتوه المتشوق للخداع والتزييف والرذيلة
_وامتلأ بالصوت المجهش بالبكاء كأمتلاء كأسه العاشر من الكونياك
أشعل لفافة تبغ...
_نعم..
لم تُلطخ أيدينا بالدماء لكنه الفكر كالأرملة السوداء
ومن يدري!
كم مرة ذبحنا بفكرهِ شخص عشقناه
ذبحاً غير قابل للطعن ذبحاً غير قابل للطعن تمتمها بتكرار وكأنما اخذته غيبوبة
_انتابني الذعر وبدت لي الفكرة مخيفه نظرت إلى عينيه التي كاد الدم أن ينبجس منها
جذبت الغطاء على جسدي وبالصوت المنتفض لنفسي أقول!
_ وهل يقتل المرء من يعشق؟
فأجاب بابتسامة وبنبرة تخافت حتى صارت همسا وفحيحاً مكتوم "عندما تكبر ستعلم"
#سمية_حورية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟