حسنين جابر الحلو
الحوار المتمدن-العدد: 6587 - 2020 / 6 / 8 - 10:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لاشك ولا ريب أن مااحدثه(محمد البوعزيزي) من ضجة عند حرق نفسه في تونس ، وكان الشرارة الفاعلة في سقوط كثير من الأنظمة في واقعنا العربي ، وان كان هناك قراءات أخرى تتحدث عن وجود سيناريوهات معدة لذلك ، لكن واقع الحال يؤكد بأن إرادة الشعب فرضت نفسها في بعض البلاد ، واشتغلت على سياسة ( اتغدة بيك قبل متتعشة بيه ) ، وقد أتت أكلها وتغير من تغير وخاف من لم يتغير ، وعلى أية حال غيرت نوعاً ما من الواقع السياسي ، ولحظنا في العراق كيف عملت ثورة تشرين بسواعد الشباب الأبطال ، وبسلمية لامثيل لها ، على الرغم من تدخل بعض من أراد تشويهها إلا أنها بقت صامدة ، ومفعولها أثر أيضا في الخريطة السياسية العراقية ، ولعل بعض الدول استلهمت ذلك ، واليوم نلحظ التغيير في قناعات الشعب الأمريكي بدأت ملامحه عند تسنم ترامب الحكم ، فأخذ يشتغل على سياسة غريبة من نوعها ، لاتراعي الدبلوماسية ولا اللياقة السياسية ، مما أفقد الديمقراطية الأمريكية شعارها ، ولاسيما هي المنادية و صدعت رؤوس العالم بها ، ولكن في مواجهة بسيطة أمام حقوق الأقليات والسود امثال جورج فلويد على الرغم من حيثيات حياته من سجن او طبيعة حياته سواء كانت سلبية أو إيجابية، ما يهمنا هنا منطق العنصرية التي كشرت عن أنيابها وبينت المعدن الرديء للحكومة الأمريكية متمثلة برجال الشرطة والجيش كذلك عندما لايرعوي حرمة الأطفال والنساء أثناء القصف الجوي ، كل هذا وأكثر بين مايخبئه الفرد الأمريكي من مرارة الحكم وازدواج العمل السياسي في دولة تدعي بأنها راعية للحرية ، فما دخولها إلى العراق إلا بدعوة الحرية وهو ليس بذلك، وما مساندتها للكويت في تسعينيات القرن الماضي إلا بدعوة الحرية وأيضا جاءت خلاف ذلك ، وماتحشيدها إسرائيل ضد جنوب لبنان والجولان وفلسطين إلا بدعوة الحرية وكانت غير ذلك ، وغيرها كثير في حصارها لإيران وتركيا وشن الحرب على اليمن بصورة غير مباشرة كل ذلك واكثر جاء ليغير ، ولكن إرادة الشعوب وجدت لتغير ، فعندها توقفت هذه الأطروحات وبانت الحقائق و توقف نتاجها وديمقراطيتها بتوقف أنفاس جورج فلويد .
#حسنين_جابر_الحلو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟