أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبد جاسم الساعدي - انتفاضة تشرين/قراءة في مستويات الوعي وإشكالية التحديات/الأولى














المزيد.....

انتفاضة تشرين/قراءة في مستويات الوعي وإشكالية التحديات/الأولى


عبد جاسم الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 6586 - 2020 / 6 / 7 - 10:05
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


انتفاضة تشرين/قراءة في مستويات الوعي وإشكالية التحديات/الأولى
سجلت انتفاضة اكتوبر/تشرين١ العام ٢٠١٩ الدخول إلى مرحلة وعي جديد ينبض بالشباب والحيوية أثر تراكمات القهر والعوز والشعور بالاذلال والحرمان. فالصفة الغالبة لتلك الانتفاضة منذ بدايتها وحتى الآن، تدفق الشباب بالانضمام إليها بكثافة لأنهم لأكثر تضررا وعزلة واهمالا. كما أنهم التحقوا بصورة طوعية من دون استئذان قبيلة أو حزب أو تجمع أو طائفة. هكذا استكملت عوامل الالتحاق بفعل الوعي نفسه.
أنه الوعي بالبعد الاجتماعي والطبقي والانتماء لوطن اذاقته جماعات وميليشيات ونظام سياسي غارق بالفساد والغش والجريمة وممارسة سياسة المحاصصات وتوزيع الغنائم كما هم وصفوها بأنهم تقاسموا الكعكة كما يشاؤون واهملوا عن قصد جماهير الكادحين الذين انتخبوهم بشعارات مذهبية .
ودخل الإعلام بالوثيقة والأرقام والأدلة إلى عمق الحياة الاجتماعية والمدنية بل صاروا لا يخجلون بمباهاتهم اليومية عن الملايين التي سرقوها وابتزوا لها الآخرين. ناهيك عن العصابات الميليشاوية المنظمة التي تتوزع على مؤسسات الدولة السرقة.
فالعراق مع الأسف تحول إلى مواخير دعارة وسرقة المال العام وابتذال.
لكن هذه الجماهير طوال سبعة عشر عاما تعاني الجوع والبؤس وتشرد الاطفال والحرمان. فنشات من جراء ذلك عصابات الجريمة والعنف والسرقة والابتزاز وتجارة المخدرات وخطف الاطفال وترويع المواطنين. فوجدوا ضالتهم عند الانتماء لبعض مافيات الأحزاب وميلبشياتها. وتم أخيرا بطريقة خجلى الكشف عن بعضها.
ومما له أهمية في هذا الشأن بأن جماهيرالكادحين بقيت وحدها تعاني من دون حماية ولم يتوفر رادع ديني بمعنى أن المرجعيات الدينية على تنوعها أهملت تلك الجماهير وبقيت تبحث عن مصادر تمويلها في الخمس وفي الوقفين/الشيعي والسني الذي لم يخضع يومآ لجردة حساب.
فالانتفاضة ذات عمق إجتماعي يتصل بالهم العام.
وكما لاحظنا وشاهدنا بأن انتفاضة العام ٢٠١١ كانت ذات عمق إجتماعي وتوتر حاد اتت بعد انتفاضة مصر في يناير العام نفسه. وتوفرت لي لحظة المشاركة في الاثنتين إذ كنت في القاهرة للمشاركة في مؤتمر اليونسكو وكانت جماهير مصر تنتظم في تظاهرات صاخبة من دون عنف.
الا أن حكومة المالكي مارست أبشع الأساليب المتخلفة لقمع الاحتجاجات. امتلأت بغداد بعشرات الناقلات من المحافظات لتخرب على الشباب تظاهراتهم فجندوا المرتزقة وزودوهم بالسلاح لمطاردة شباب الإنتفاضة.
سالت جماعة من وجوه خيرة، :هل تعلمون لماذا أنتم هنا؟ بصراحة وفروا لنا سيارات النقل ومصارف جيب وفنادق مريحة فكان يهمنا أن نزور ب بغداد....
نفهم من ذلك بأنه صراع حاد ليس بالإمكان أن تستسلم الزمر الحاكمة لتظاهرات شبابية. لكن هذا الصراع يتجدد يومآ بعد آخر لأنه أصبح في عمق الحياة اليومية في المقهى والبيت والشارع وتزايد الأدلة على عمق الجرح الذي يمس مشاعر واحاسيس الجماهير الغفيرة.
التي وجدت نفسها معطلة عن العمل وممارسة دورها في الحياة وتزج بها في صراعاتها وحروبها لحماية نظامها الفساد. فلا يبد وجود مبرر مهما كان صغيرا لتراجع الانتفاضة عن أهدافها. الا أن الواقع يفرض وجود آليات ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني والمنظمات الثقافية للدفاع عن الإنتفاضة ليل نهار على المستوى المحلي والدولي. غير أن بؤس هذه المنظمات وانشغالها لمنافعها الخاصة تركت الشباب يواجهون كل أساليب التصفية والغدر والقنص والهجوم المنظم ولم ترتفع الأصوات بشأن المجازر البشعة التي مارستها الميليشيات المسلحة الموالية لإيران .
ومن السخرية أن يصرح أحد الوزراء المسؤولين بأن تلك العمليات يمارسها طرف ثالث وكأننا في غابة .إذ تضم القيادات الأمنية والعسكرية ما يزيد عن مليوني منتسب.
ومن الغرائب المماثلة لحال العراق تحريض أحد أعضاء مجلس النواب اللبناني المنتسب إلى حزب الله بضرورة ملاحقة المتظاهرين اللبنانيين باستخدام السلاح.



#عبد_جاسم_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جماهير التيار الصدري/بين ثقافتين اثنتين/قراءة في الوعي الاجت ...
- جماهير التيار الصدري/بين ثقافتين اثنتين/قراءة في الوعي الاجت ...
- الاستراتيجية الإيرانية للاستحواذ على العراق / الثانية...
- الاستراتيجية الإيرانية للاستحواذ على العراق...
- الشرطة العراقية
- الحلقة التاسعة/مجزرة ساحة السباع
- الحلقة الثامنة/حملات القمع والتعذيب والاعتقالات
- الحلقة السابعة/ اضراب عمال شركة الزيوت النباتية
- الحلقة السادسة/إضراب عمال شركة الزيوت النباتية حافل بالبطولة
- الحلقة الخامسة/اضراب عمال شركة الزيوت النباتية/الوعي بالانتم ...
- الحلقة الرابعة/العمق الاجتماعي والنقابي/لمناسبة الذكرى الساد ...
- الحلقة الثالثة/ العراق بين ثقافتين اثنتين/لمناسبة الذكرى الس ...
- الحلقة الثانية تأريخ حافل بالمجد ومواجهة الطغيان وبناء وعي س ...
- الحلقة الاولى لمناسبة الذكرى السادسة والثمانين لتأسيس الحزب ...
- الى جماهير شعبنا التواقة الى الحرية والعدالة الاجتماعية
- في موسم الحصاد
- بمناسبة اليوم العالمي لمحو الامية
- هذا ما حدث
- التنوع الثقافي في العراق وامكانات التغيير
- من هنا نبدأ


المزيد.....




- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبد جاسم الساعدي - انتفاضة تشرين/قراءة في مستويات الوعي وإشكالية التحديات/الأولى