|
الزمن بين الفلسفة والعلم _ الباب 1 ف 3
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6585 - 2020 / 6 / 6 - 18:37
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
الزمن بين الفلسفة والفيزياء
ما هي الحدود الطبيعية أو الحقيقية للحاضر ، ماهيتها وطبيعتها ، وهل يمكن تعريفها وتعيينها بشكل موضوعي ، ودقيق ؟! 1 يمكن تلخيص البحث السابق في طبيعة الحاضر وماهيته ، عبر بعض الأفكار المكثفة : 1 _ الحاضر مرحلة ثانية وثانوية بطبيعته ، فهو ليس أولا أو البداية بل تكملة ، كما أنه ليس أخيرا أو النهاية ، سواء بدلالة الزمن أم بدلالة الحياة . 2 _ الحاضر مجال متوسط بين الماضي والمستقبل ، وهذا كل ما نعرفه إلى اليوم بشكل منطقي أو تجريبي ( علميا أو فلسفيا ) . ما تزال طبيعة الحاضر ( والزمن أكثر ) غامضة وشبه مجهولة ، وربما تبقى كذلك حتى نهاية هذا القرن ! هل هو ( الحاضر والوقت ) طاقة ، أم فراغ ، أم نظام رمزي فقط !؟ هذه الأسئلة ، وغيرها أيضا ، ما تزال في مجال غير المفكر فيه . ليس في الثقافة العربية وحدها للأسف . .... بحث الزمن _ والحاضر خاصة _ الذي أقوم به بشكل أعزل وفردي ، وخارج السياق تماما ، ربما يبقى في المجال الأدبي والفكري خلال حياتي . وهنا لا أشكو ولا أشكر . بل أجد نفسي غالبا ، على الحياد المطلق ، شبه بوذا وربما أبعد بخطوة . هل يوجد وسط ثقافي ( معرفي وليس أيديولوجي فقط ) عربي بالفعل ! 2 " الكون صدى أفكارنا " أعتقد أنها من أجمل العبارات في القرن العشرين ، إن لم تكن أجملها قاطبة . عبارة الدلاي لاما ، وكنت لأضيف وأفعالنا . .... النظام الثقافي الإنساني الحالي 6 / 6 / 2020 ليس بحالة مثالية بالطبع . ومع تحفظي على مختلف أشكال التصنيف ، فهي وسيلة معرفية وايضاحية لا غنى عنها . يمكن تصنيف الثقافة العالمية الحالية بالمعيار الثلاثي ، من الأعلى إلى الأدنى ( حيث الأعلى يتضمن الأدنى بالضرورة ، خلال علاقات التتام ) : 1 _ الوعي ، وهو البديل الثالث الحقيقي لثنائية الفكر والشعور . للأسف ما يزال نخبويا في عالمنا الحالي . 2 _ الادراك وهو المرحلة المتوسطة في النظام الثقافي الحالي ( بين غريزة القطيع وبين عقل الفريق ) ، أيضا مجال ومستوى متوسط بين الوعي وبين الاحساسات العشوائية والآنية ، بصرف النظر عن مصدرها ، سواء من داخل جلد الفرد أم من الخارج الموضوعي . 3 _ الاحساسات الآنية والمباشرة ، أو الادراك في المستوى النباتي فقط . ( هذه الفكرة ناقشتها بشكل سطحي ومختصر سابقا ، وسأعود إليها لاحقا ، نظرا لأهميتها المعرفية والثقافية عموما ، وليس في بحث الزمن والحاضر فقط ) . .... استمرارية الحاضر ، هي الظاهرة الأكثر إثارة وغموضا وتشويقا ... وأعتقد أن النظرية الجديدة للزمن تفسرها ، بشكل منطقي وتجريبي إلى درجة مقبولة . 3 حدود الحاضر لجهة الماضي تتعين بدلالة الحياة ، بمستوى الوجود بالأثر . وبالمقابل حدود الحاضر لجهة المستقبل تتعين بدلالة الزمن ، بمستوى الوجود بالقوة . .... حدود الحاضر لجهة الماضي بداية ونهاية بالتزامن ، حيث ينتهي الحاضر ويبدأ الماضي عبر الزمن ، والعكس تماما عبر الحياة ، حيث حدود الحاضر لجهة المستقبل ، يبدأ الزمن أولا . 4 يبدأ الحاضر النسبي ( الشخصي ) لحظة ولادة الفرد ، قادما من المستقبل ووضع الوجود بالقوة ، كما ينتهي الحاضر الشخصي لحظة الموت ، في الماضي ووضع الوجود بالأثر . ملاحظة هامة : قبل ولادة الفرد يكون في المستقبل فقط ( أو بحالة الوجود بالقوة ) ، وهذه حقيقة استنتاجية . حيث للزمن ثلاثة أنواع فقط : الماضي والحاضر والمستقبل ، والوجود هو بالضرورة عبر أحدها وبواسطته وفي مجاله . ويكفي نفي احتمال الوجود باثنين منها بشكل قطعي ، ليكون الوجود الحقيقي في الوضع الثالث . .... الحاضر الموضوعي يتعذر تحديده . يولد الفرد وكل كائن حي ( الانسان وبداية الحياة أيضا ) في مرحلة تالية ، حيث يوجد ما قبلها بشكل مسبق ، وليس بوسعنا معرفة ذلك الوضع ( الماضي الموضوعي لجهة الحياة _ أو المستقبل الموضوعي لجهة الزمن ) . في هاذ المجال الفكري _ المعرفي ، ما تزال الفلسفة تتقدم على العلم بخطوة في الحد الأدنى . لنتأمل قليلا سؤال ستيفن هوكينغ المكرر " لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل " ، علميا يعتبر السؤال مقبولا ، بينما يعرف أي طالب _ة فلسفة مبتدئ ، أن السؤال بهذا المستوى البدائي من المنطق ، ستكون نتيجته الرسوب وإعادة السنة . 5 مقارنة سريعة مع سؤال هايدغر " ما الذي تقيسه الساعة " ؟! السؤال الأول ( لماذا لا نتذكر المستقبل ) ، يمثل حالة نكوص إلى مرحلة فكرية سابقة . بينما السؤال الثاني يمثل قفزة معرفية بالفعل ، للقارئ _ة والكاتب _ ة بالتزامن . الحاضر بدلالة الساعة ، يمكن إدراكه وفهمه بسهولة . .... تتعامل الساعة مع الحاضر بوصفه ثنائية قبل / بعد ... لحظة أو دقيقة أو سنة ( أو مضاعفاتها أو أجزائها ) ، وبهذه الطريقة يفهم طفل _ة متوسط الذكاء فكرة الحاضر ، وخبرة الحاضر . لا أحد يجهل قيمة وقته الشخصي ، بل العكس هو الصحيح ، حيث يمكن قياس درجة الصحة العقلية المتكاملة للفرد بمدى ، ودرجة ، القدرة على منح الوقت الشخصي ( من خلال الاهتمام وحسن الاستماع ) ، أو مهارة التركيز والتأمل . بعبارة ثانية ، إنكار الوقت يمثل العامل المشترك بين مختلف الأمراض العقلية ، النفسية لا أعرف . 6 العلاقة بين الساعة والوقت ، مثال نموذجي على العلاقة بين الفكر والسلوك أو بين النظري والعملي ، العلاقة المعقدة بطبيعتها . لولا الساعة كجهاز تقني ، أيضا كمصطلح ورمز ، لما تغير فهمنا للوقت وللحاضر عن فهم سبينوزا أو المعري أو نيوتن أو اينشتاين . سمحت الساعة كأداة ومعيار موضوعي بقياس حركة الوقت ، وقبل أن نفهم المعنى ، منذ عشرات القرون . لكن وللأسف الشديد ، بسبب الرطانة الفلسفية ما يزال الفهم الحالي للوقت وللزمن وللحاضر خاصة يشبه فهم نيوتن ، وربما بدرجة أدنى لغالبية الفلاسفة وعلماء النفس والاجتماع ! .... لا أحد يعرف النهاية . لا أحد يصل إلى النهاية . .... ملحق ثانوي يمكن تحديد الفرق بين المرض العقلي والمرض النفسي ، بشكل موضوعي وبدلالة النظرية الجديدة للزمن خاصة ... المرض النفسي لا ينفصل عن المرض الجسدي ، وهو بالمستوى الفيزيولوجي أو الاجتماعي ، وغالبا ما يشترك بالمستويين معا . بينما المرض العقلي ، ينحصر في الجانب الثقافي والفكري . حيث لا توجد عيوب أو خلل في الجانبين الفيزيولوجي ولا الاجتماعي ، فقط الخطأ فكري ( لنتذكر هتلر وموسوليني وغالبية زعماء العرب والمسلمين ) . في التصنيف الحالي بالثقافة العربية للمرض العقلي والنفسي ، الوضع بالمقلوب . يوجد معيار آخر ، سهل وأكثر وضوحا ، المرض النفسي _ الجسدي ( الفيزيولوجي أو الاجتماعي معا ) مصدره الماضي . بينما المرض العقلي مصدره الحاضر وتصور المريض للمستقبل اكثر . المريض النفسي _ الجسدي ، يتأخر عمره العقلي عن عمره البيولوجي لأسباب فيزيولوجية واجتماعية . بينما المريض العقلي ، يتأخر عمره العقلي عن عمره البيولوجي لأسباب فكرية فقط . .... بعبارة ثانية الفرد الذي يجسد المثال النموذجي للصحة النفسية _ الجسدية ، من تقوده غريزة القطيع . والفرد الذي يجسد المثال النموذجي للصحة العقلية المتكاملة ، من يقوده عقل الفريق . بعبارة ثالثة الصحة العقلية تتضمن الصحة النفسية ، لكن العكس احتمال فقط . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الزمن بين الفلسفة والعلم _ الباب 1 ف 2
-
الزمن بين الفلسفة والعلم _ الباب 1 ف 1
-
الزمن بين الفلسفة والعلم 3
-
الزمن بين الفلسفة والعلم 2
-
الزمن بين الفلسفة والعلم 1
-
الكتاب الرابع _ الباب الرابع
-
الكتاب الرابع _ تكملة الباب 3 ف 3
-
هوامش الكتاب الرابع
-
الكتاب الرابع _ هامش 3
-
الكتاب الرابع _ هامش 2
-
الكتاب الرابع _ هامش 1
-
الكتاب الرابع _ الباب 3 ف 1 و2 بعد التعديل
-
الكتاب الرابع _ الباب 3 ف 3
-
الكتاب الرابع _ الباب 3 ف 1
-
الكتاب الرابع الباب 3
-
الكتاب الرابع _ الباب 2 مع فصوله الثلاثة
-
الكتاب الرابع _ الباب 2 ف 3
-
الكتاب الرابع _ الباب 2 مقدمة مع ف 1 و 2
-
الكتاب الرابع _ الباب 2 صفقة القرن الحقيقية
-
الكتاب الرابع _ الباب 2 مقدمة
المزيد.....
-
-9 آلاف مجزرة وأكثر من 60 ألف قتيل- في غزة.. أرقام مرعبة يكش
...
-
الرئيس الكولومبي يصعّد انتقاداته لسياسات الهجرة الأمريكية وي
...
-
الجيش الإسرائيلي يفجر 23 مبنى سكنيا في مخيم جنين
-
كيف نطق الإنسان؟ أهم الفرضيات حول أصل لغة البشر
-
ملك الأردن يلتقي ترامب بواشنطن في 11 فبراير
-
نائبة أيرلندية: إسرائيل دولة فصل عنصري والعالم بدأ يدرك ذلك
...
-
دفعة ثانية من الجرحى والمرضى تغادر قطاع غزة عبر معبر رفح
-
عاجل | رئيس بنما: قناة بنما ستبقى تحت إدارتنا ولم أشعر خلال
...
-
نيويورك تايمز: الحياة في غوما لا ماء ولا غذاء وكثير من عدم ا
...
-
مكتب الإعلام الحكومي: غزة تحولت إلى منطقة منكوبة
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|