|
نكبة .. نكسة .. ثم هزائم .. ما زالت المقاومة
عصام محمد جميل مروة
الحوار المتمدن-العدد: 6584 - 2020 / 6 / 5 - 23:35
المحور:
القضية الفلسطينية
في اغلب الأحيان عندما نتطرق الى الكلام عن الأزمات التي حلّت ببلادنا العربية .وما دفعتهُ دولنا تلك نتيجةً للمؤامرات الكبري التي أُحيكت منذ مطلع القرن التاسع عشر .وكانت بداية الإستنهاض للصهيونية في اوروباً ومحاولتهم اعادة ترسيم خريطة ليسيروا عليها بإتجاه اعادة تجمعهم بكل خبث وصلافة حتى ولو على حساب دماء كان من كان ومن يكون؟ويقصدون بلادهم بما سميت ارض الميعاد او مسكّن وارض موسى ويعقوب وهارون .حيث كانت كل الزعامات والانبياء من اليهود قطنت تلك البقعة الجغرافية الممتدة بين مثلث التقاطع للقارات الثلاثة اسيا واوربا وإفريقيا .الشرق الاوسط الان .ومن المعروف عنهم بإنهم يحكمون بكل قوة من مبادئ يعتقدون بها من توراتهم انهم شعب الله المختار .ويجب على الجميع ان يكونوا ويصبحون عبيداً وخدماً لكل يهودي .وان الاستغلال والاستعباد والاستبداد ينموا تاريخياً في عقولهم التي لا تري إلا القتل والدم والحروب التي تجري منذ الحرب العالمية الاولى والتي تخللها افرازات وأحلاف مختلفة الثقافة والفكر .بين اليسار والمحافظين والراديكاليين .إلا ان ثيودور هرتزل النمساوي والصهيوني الاول الذي صاغ برامج الصهيونية في أوائل حركتهِ مستغلاً الحرب العالمية .وأسس اول مجموعة من ارهابيين في المنظمات الصهيونية الاراغون والهاجانا .والتي كانت تضم في صفوفها ارهابيين من امثال مناحيم بيغين. واسحق شامير وأصبحوا لاحقاً رؤساء للحكومة الإسرائيلية . واخرين ممن وصلوا الى اعلى سلطة في دولة اسرائيل .التي حظيت ولاقت دعم وتبنيها من قًبل اكبر الدول في اوروباً، الخارجة من حروب الاستكشاف، والاستعمار، والاحتلال للشعوب .وهنا الامبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس والتي إستعمرت أراضي الولايات المتحدة الامريكية منذ ثلاثة قرون ،ومن الوقاحة ان يحتفل النظام الامريكي في يوم إستقلالهِ عن الجنرالات الإنكليز .وفرنسا نابوليون وغزواتهِ بحراً من اجل السيطرة والمشاركة في هيمنة على مكتسبات الشعوب غرباً وشرقاً. ولكن الحروب معظمها كما ابداه كل من بحث في تاريخها قد يصل الى محصلة واحدة وهي القوة الخفية. لليهود وللصهيونية وللماسونية دوراً في توسيع اساليبها المدمرة .الذي يعتقد بهِ من يري تقاتل وتفكك الدول يعني كل ما تتسع مهزلة و تغاضي المجتمع الدولى عن فكرة دويلة اسرائيل .التي قامت من خلال التأمرعلى اصحاب الارض الأوائل العرب من الفلسطينين.ومع ذلك والى الان منذ نكبة ال1948، التي أُعلن عن إقامة دولة بني صهيون امام مرئي ومسمع دول الأحلاف والأقطاب التي عندما صمطت أصوات المدافع للحربين العالميتين، كان الصهاينة من أوائل الكاسبين .الذين حظوا بتأييد غير مقبول وعنصري مميز ومؤيد من الحلفين، الذين تشكل منهم سايكس وبيكو .وكانت المجازر التي تعرضت لها قري لبنانية ،في حولا .والخيام .وعلى الحدود مع فلسطين المحتلة. في كفر قاسم .ودير ياسين .وكان الصهاينة يبقرون بُطُون النساء الحوامل في قرية الصليحة حسب روايات ممن هم احياء الى الأن .إعتقاداً منهم في القضاء على الأبناء والمولدين الجدد الذين يصبحون فدائيين.برغم تلك الرؤية التاريخية البعيدة لقد حققت المقاومة اللبنانية إنتصاراً تاريخياً على جبروت وقوة الجيش الذي لا يُقهر .وقد تقهقرت عتات ورعاع جنودهِ تحت نعال المقاومين اللبنانين مما أدى الى خروجهم من جنوب لبنان الصامد في 24 ايار من العام 2000،،،الف تحية للمقاومين في كل المواقع المتعددة من وطننا العربي الكبير .. وقد ورد في وثائق من مراكز الأبحاث .في امريكا وبريطانيا وفرنسا وحتى في بيروت والقاهرة عن اسرار القوة الخفية، التي يعتمد عليها الصهاينة دون محاسبة ومراقبة من احد .حتى الذين يتبجحون بإسم حقوق الانسان تسقط تقاريرهم عندما تُحتكم الى محاكمة للإجرام والمجازر الممتدة على المدى التاريخي. الذي يتغذي ويتنامى في عقيدة الصهاينة .في الأيام الستة التي واصل الاسرائيليون احتلالهم للقدس وللضفة الغربية ولقطاع غزة وحتي سيناء وصولاً الى الاْردن وبعض القري على الحدود اللبنانية ومناطق واسعة لاحقاً في مرتفعات الجولان الأستراتيجية المهمة بالنسبة للدولتين ،سوريا وإسرائيل .وكانت التزكية الأوروبية الخبيثة كتكفير عن العمليات الخنق التي تعرض لها اليهود في أفران الغاز في ألمانيا النازية تحت حكم هتلروالمحرقة التي ذاع صيتها ودعايتها الى حد التمادي في الاعتداء على حقوق الأخرين .حتى مجازر صبرا وشاتيلا التي وقعت كان مدبرها السفّاح شارون .الذي اُستقبل في مكاتب الرؤساء الكبار للدول المهمة .في البيت الأبيض واشنطن ،وفي قصر الشانزيليزيه باريس، وفي داوننغ ستريت في لندن. وكانت غولدا مائيير ،وموشي دايان، ورابين ،وبيريز، قد رقصوا رقصات اليهود التقليدية عندما وصلوا الى حدود نهر الاْردن في الضفة ،وقالت يومها الإرهابية غولدا مائيير انني اسمع أنأت اجدادنا في خَيْبَر .ونعدهم بإننا قادمون ..برغم الابادة والقضاء على اكثر من ثلاثة ملايين من اليهود في المحارق النازية .إلا انهم اليهود إستبدلوا اللهجة في وجه العرب واحتلوا فلسطين .ويرفضون الى الان المشاركة في خوض مفاوضات الاعتراف بدولة فلسطينية.برغم كل المحادثات التي ترعاها قوى خارجية وربما في اوسلو ،وإسبانيا ،وفرنسا ،وبريطانيا، برعاية أمريكية .الا ان اسرائيل التي تتقدم في هيمنتها وقوتها العسكرية والتي غذتها تلك الدول الداعية الى السلام ما هي إلا مضيعة للوقت لصالح الكيان الغاصب. إن النكبة التي مُنيّ بها الشعب العربي في فلسطين لم تكن إلا تكملةً للمؤامرات الأمبريالية المزمنة من قِبل الإنتهازيين الذين يسنون قوانين جديدة وحديثة، تحت اسم الحكم المدني .والعيش بسلام لكل الشعوب.إن منظمات ما تسمى نفسها إنسانية ما هي إلا اذناب للصهاينة .في سويسرا. والنمسا. وباريس .حيث منشئ المنظمات تلك..ومعظم تلك الدول التي ترعى المحادثات تعتمد على ميزانياتها واستراتيجياتها المالية من صناعة الأسلحة الفتاكة والحديثة .والباهظة الثمن وتُقدم هبةً للصهاينة دون شروط!؟!؟ ان ذكري النكسة في العام 1967 التي ادت الى هزائم متتالية، سوف تعيد الى الشعوب العربية علها تذكرنا في صحوة ضمير جماعية .ليس تشاؤوماً ولا إنهزاماً.لكن واقع الامر المزري من الوجع والالم والتخلف الذي احدثتهُ هزائمنا المتراكمة والمتتالية تجعلنا في أحياناً كثيرة حيارى ومكتوفين الايادي وكفيفين الاعين؟؟ لكن الشعب العربي ما زالت أمامه فرصة حقيقية في اعادة أمجاده .وهذا يتطلب ليس ربيعاًعربياً وحسب.بل نهضة تستند الى ثورة مقلعها وحصنها الوحيد الشعب الذي يطمح الى العيش المشترك دون تمييز عنصري بين يهودي ومسيحي ومسلم. عصام محمد جميل مروة ،،
#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خمسون عاماً على النكسة ونحنُ نُراوِحُ .. في المكان .. حتى تم
...
-
إقفال مكتب واشنطن لا يُنهي حق .. فلسطين المشروع في إقامة الد
...
-
حنين قبل حريق لبنان الكبير ..
-
عودة حرب النجوم في الإعلام الغربي مع إلغاء .. الإتفاقات النو
...
-
تعدُد الآلهة والإنسان واحد .. الشكوّك تتتالى والهوية غائبة .
...
-
لماذا مناشير اسرائيل صدقت .. ومقاومة العرب إنقرضت ..
-
ترقُب صامت لآثام فرنسا إتجاه حجز حرية .. الثائر اللبناني جور
...
-
الخطاب الشعبوي الهابط أدى دوراً .. دمويًا في الكراهية من أرا
...
-
دراكولا مصاص دماء الفقراء في لبنان .. سفاح الليرة اللبنانية
...
-
إستقدام الفلاشا وإستغلالهم لمصالح .. عنصرية في دولة الصهاينة
...
-
كِفاح و نضال و تواضع العمال .. ضد تعالى رؤوس الأموال ..
-
ماذا يُخفيّ ترامب خلف غزواتهِ .. على السيدات النائبات الأجنب
...
-
هل إسقاط حق العمل الفلسطيني في لبنان .. سهواً ام خِطةٍ مدروس
...
-
الحجّر العقلي لدونالد ترامب ومن يقفُ قبل وبعد الجائحة المُدو
...
-
صمود الأسير الفلسطيني اصلب .. من حصون السجون الصهيونية ..
-
رُفِعت اثارُها من الشوارع لكنها نُصِبّت في النصوص والنفوس ..
...
-
مرور مِئة عام على وعد بلفور ..
-
مكتوب للصحفي السمير .. النديم سمير عطاالله ..
-
بِلاد الحضارات .. والرافدين .. مُستنقعُ آلام وآهات ..
-
مشهد بوكو حرام في تشاد .. حرام .. الصمت الدولي على هول الإره
...
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|