أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جلال الصباغ - أينما يكون الفقر والقمع تكون الانتفاضات والثورات














المزيد.....

أينما يكون الفقر والقمع تكون الانتفاضات والثورات


جلال الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 6584 - 2020 / 6 / 5 - 17:40
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


رغم الاختلاف في الزمان والمكان والظروف، يبقى المحرك الأول لأي احتجاج او اعتراض هو الواقع الموضوعي الذي يؤثر على حياة الناس ومعيشتهم، وهذا الواقع تفرضه السلطة المسيطرة، وينتج عنه صراع دائمي بين الطبقة المسيطرة والطبقة المسيطر عليها، ويؤدي في النهاية إلى تفجر الوضع بأنتفاصة او ثورة او احتجاج.

يحلو للكثيرين في العراق المقارنة بين انتفاضة أكتوبر وما يحصل في الولايات المتحدة الأمريكية بفعل قتل شرطي لمواطن من ذوي البشرة السوداء، وهذه مقارنات مشروعة وفيها الكثير من المنطقية اذا استثنينا من يعتقدون أن التظاهرات في المدن الأمريكية جاءت واستمرت، فقط نتيجة قتل جورج فلويد الشاب من أصل افريقي، صحيح أن من فجرها هو مقتل فلويد، لكن هذا ليس إلا العامل المساعد على إشعال فتيل الاحتجاجات، كما احدث البوعزيزي ثورة تونس التي امتدت لمختلف بلدان المنطقة التي تعاني ذات ظروف القهر والقمع والفقر وانعدام الحريات.

ان الظروف البائسة والتمييز العنصري الذي يتعرض له السود في امريكا جعل هذه الشريحة المهمة تقوم بالعديد من الانتفاضات والاحتجاجات في العصر الحديث وقد حققت منجزات مهمة، لكنها لم تحقق المساواة التامة بين جميع المواطنين، واضطهاد السود والتمييز ضدهم امر مدروس ومتعمد من قبل الإدارات الأمريكية المتعاقبة، فهذا النظام يحاول أن يجعل الصراع داخل المجتمع الأمريكي صراعا عنصريا عرقيا بينما هو في حقيقته صراع طبقي يلبس ثياب العرق.

ليس السود لوحدهم ضحايا الملاّك وأصحاب المليارات بل إن غالبية البيض واللاتينيين وبقية الأقليات في الولايات المتحدة هم ضحايا لأبشع نظام عرفه تاريخ الرأسمالية، وجميع هذه الفئات ناقمة على هذا النظام الذي يبيح لشرطي قتل مواطن خنقا وهو يتوسل أمام أنظار الكاميرات والمارة دون رحمة، او قانون يحاسب هذا الشرطي وغيره من الذين يقتلون العشرات سنويا دون ذنب فقط لأنهم سود او لأنهم يطالبون بعيش كريم.
قد يكون البعض مخدوعين بأكاذيب الحرية وحقوق الإنسان والمساواة والعدالة التي يروج لها النظام هناك، ان لم يكونوا من المنتفعين من النظام الرأسمالي الاستغلالي في الولايات المتحدة أو في جميع أنحاء العالم.

هنالك الكثير من التعتيم حول نمط المعيشة والحياة والخدمات في الولايات المتحدة، فمن يصدق ان أربعين مليون مواطن أمريكي يتلقى مساعدات غذائية في بلد يصرف الترليونات على الحروب والتسلح، امريكا التي تتغنى بالحريات وحقوق الإنسان، ربع سجناء العالم موجودين فيها، والمواطن الذي يمرض أثناء عمله يتم طرده من العمل، اذا لم يواصل الدوام دون اي قانون يحميه، من يصدق ان كل من لا يمتلك ثمنا لدفع الإيجار فأن الشرطة تأتي لترميه في الشارع دون اي ضمان!

هذه هي الصورة الحقيقية عن الحياة في الولايات المتحدة والتي قد تكون غائبة عن الكثيرين بفعل الإعلام الرهيب وإنتاج هوليود الضخم وكل وسائل الترهيب والترغيب المستخدمة مع الدول والشعوب المختلفة.

المشترك بين انتفاضة أكتوبر في العراق والاحتجاجات الأمريكية هو الفوارق الطبقية الرهيبة التي جعلت الملايين من المواطنين تحت رحمة الشركات وأصحاب البنوك ورؤوس الأموال وإشغال المجتمع بصارعات مختلقة وغير حقيقية مثل الصراعات العرقية العنصرية او الصراعات القومية والطائفية والدينية.

هكذا تحصل الصراعات وهكذا تتحول إلى احتجاجات وانتفاضات وثورات لكنها في جميع أشكالها بحاجة ماسة لأحزاب وقوى ثورية منظمة تقود الجماهير نحو التحرر والاشتراكية.



#جلال_الصباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في التعويل على الموقف الأمريكي
- حملات التشويه ضد رموز الانتفاضة
- الانتفاضة في زمن الكاظمي
- دروع من البراميل
- الشيوعي العراقي _ ستة وثمانون عاما على التأسيس
- مواقف الشيوعي العراقي وفق التفسير المادي لعلم النفس 
- حول مستقبل الانتفاضة
- مرحلة جديدة للانتفاضة
- مئة وخمسون عاما على ولادة لينين
- أنا وجدتي وكورونا
- مصير الانتفاضة بعد نهاية الحظر الوقائي
- الأيديولوجيا الرأسمالية بوصفها أداة للهيمنة


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جلال الصباغ - أينما يكون الفقر والقمع تكون الانتفاضات والثورات