|
الطائفية السياسية والشرعية الانتخابية
لطفي حاتم
الحوار المتمدن-العدد: 6584 - 2020 / 6 / 5 - 16:16
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
-- منذ تأسيسها لم تشهد الدولة العراقية منافسة ديمقراطية بين أحزاب وقوى تشكيلتها السياسية لغرض وصولها الى السلطة السياسية حيث مرت الشرعية (الديمقراطية) في الدولة العراقية بأشكال صورية مختلفة اعتمدتها الأنظمة الاستبدادية. - الجمهوريات المتعاقبة لشكل الدولة العراقية لم تعتمد شرعية ديمقراطية للحكم رغم ان الجمهورية الأولى اعتمدت شرعية ديمقراطية انتخابية في المنظمات الاجتماعية والنقابات العمالية والمهنية بعد انتصار ثورة 14 توز الوطنية. - سادت الأنظمة السياسية المناهضة للديمقراطية السياسية في آلية الدولة العراقية طوال مرحلة نظمها الجمهورية واستناداً الى ذلك يمكن التأكيد على ان الأنظمة الاستبدادية للحكم أصبحت السمة المميزة للدولة العراقية منذ نشوئها وتعدد مراحل تحولات شكلها من الملكي الى الشكل الجمهوري. - انهيار الدولة العراقية بعد الاحتلال الأمريكي للعراق أفضى الى سيادة الشرعية الانتخابية وما نتج عنها من سلطات – برلمانية –تشريعية – تنفيذية – تتحكم في بنيتها السياسية أحزاب طائفية. استنادا الى هذه المقدمة المكثفة نحاول جهد الإمكان التوقف عند المحاور التالية – أولا -- الدولة الوطنية وشرعيتها السياسية. ثانيا-– الشرعية الانتخابية وسلطتها السياسية. ثالثا -- الشرعية الديمقراطية وبنيتها السياسية. استنادا الى المحاور السياسية المثارة نسعى الى التوقف عند مضامينها الفكرية وتأثيراتها على المسار الديمقراطي للدولة العراقية. أولا -- الدولة الوطنية وشرعيتها السياسية. تتشكل المنظوم السياسية للدولة الوطنية من السلطة السياسية والأحزاب السياسية الموالية والمعارضة ومضامين برامجها السياسية فضلا عن أساليبها الكفاحية. استناداً الى ذلك التوصيف العام فان منظومة البلاد السياسية للدولة الوطنية اتسمت بكثرة من المحددات السياسية منها – -- طبيعة النظام السياسي للدولة وكيفية انبثاق سلطته السياسية هل هي منبثقة من الشرعية الديمقراطية للحكم او تعتمد القيادة السياسية للحزب الواحد. -- القوى الاجتماعية الماسكة بالسلطة السياسية هل هي طبقات اجتماعية أساسية مساهمة في عملية التطور الاقتصادي الاجتماعي؟ ام إنها طبقات فرعية تابعة لنهوج الاحتكارات الدولية؟ -- هل تعتمد القوى السياسية الماسكة بسلطة الدولة على نتائج الشرعية الديمقراطية ام تعتمد الشرعية الانتخابية. -- هل الشرعية الانتخابية ترتكز على سلطة وطنية مدافعة عن المصالح الطبقية لطبقات تشكيلتها الاجتماعية ام انها سلطة تابعة للاحتكارات الاجنبية. -- هل أحزاب الشرعية الانتخابية تعبر عن مصالح طبقات أساسية أو طبقات فرعية في تشكيلة البلاد الوطنية. -- هل تسعى الشرعية الانتخابية الى التداول السلمي للسلطة السياسية ام انها تعكس احتكار الطبقات الفرعية للسلطة السياسية. اعتماداً على تلك المؤشرات الفكرية – السياسية نسعى الى التفريق بين مفهومي الشرعية الانتخابية والشرعية الديمقراطية للحكم من الدالات التالية -- ثانيا --الشرعية الانتخابية وسلطتها السياسية. سادت وتسود في الدول الوطنية الشرعية الانتخابية للحكم وتتجلى تلك الشرعية بعدة سمات اجتماعية - سياسية أهمها -- 1-- تعكس الشرعية الانتخابية في الدولة الوطنية هامشية الدورة الاقتصادية وانعدام سيادة الطبقات الرئيسية في التشكيلة الوطنية وما يشترطه ذلك من هيمنة الطبقات الفرعية على السلطة السياسية وتحكمها بشكل (ديمقراطي) او استبدادي في سلطة البلاد السياسية. 2-- تعتمد الشرعية الانتخابية على سيادة الطبقات والشرائح الاجتماعية الفرعية وتحكمها بمنظومة البلاد السياسية. 3-- سيادة الأيديولوجيا المذهبية باعتبارها شكلا رئيسيا من اشكال الضبط الاجتماعي للقوى الهامشية في التشكيلات الاجتماعية الوطنية. 4--تعتمد الهيمنة الطائفية الضبط الأيديولوجي المتمثل بكثرة من الطقوس والتقاليد الدينية المتمثلة ب– العادات والاعراف الدينية - زيارة العتبات المقدسة - التبرك بأضرحة الاولياء الصالحين - تقديم النذور والهدايا الى رجال الدين – إقامة العزاء على أرواح الائمة الخلدين. 5- يتعاظم الدور الأيديولوجي للفئات الفرعية الحاكمة عبر اليات الضبط الاجتماعي الطائفي ويتعزز بقدر تفكك التشكيلة الاجتماعية الوطنية. 6-- شد الشرائح الاجتماعية الفقيرة من الطبقات الاجتماعية في التشكيلة الوطنية عبر آليات الضبط الطائفي تترافق مع ضوابط اقتصادية سياسية دولية – إقليمية يتقدمها -- - تقوية التحالف بين الرساميل الأجنبية والطبقات الفرعية وما يشترطه ذلك من تحكم القوى الخارجية في تطور الدولة الوطنية. - يتعزز الطابع الاممي للإسلام السياسي في النظم الطائفية استناداً الى تحالفات إقليمية مبنية على التوافقات الطائفية. ثالثاً -- -- الشرعية الديمقراطية وبنيتها السياسية. تتمتع الشرعية الديمقراطية للحكم بأهمية سياسية في النظم الدستورية الديمقراطية كونها الإطار السياسي الضامن للأمن الاجتماعي والمنافسة السياسية في الدولة الوطنية المرتكزة على- أ- استقرار البناء الطبقي للتشكيلة الاجتماعية الوطنية ونضوج مصالح طبقاتها الوطنية حيث تنشد الطبقات الاجتماعية تحقيق مطالبها على أساس مواقعها الإنتاجية وفعاليتها السياسية. ب—تلبية المطالب الاقتصادية تشكل عاملا ً رئيساً في تعزيز مصالح الطبقات الاجتماعية وترسيخ دورها السياسي في احترام الشرعية الديمقراطية للحكم. ج- تشكل المنافسة السلمية والوصول الى السلطة السياسية جوهر العملية الديمقراطية للعملية الانتخابية. استنادا الى خصائص الشرعيتين الانتخابية والديمقراطية نتوصل الى الاستنتاجات التالية- أولا- ترتكز الشرعية الديمقراطية على المنافسة السلمية بهدف الوصول الى السلطة السياسية بينما تهدف الطائفية السياسية الى تأبيد سيطرتها الطبقية. ثانيا – تعتمد الشرعية الديمقراطية على البرامج الاقتصادية السياسية المتنافسة لطبقات تشكيلتها الاجتماعية بينما تهدف الشرعية الانتخابية على تكريس هيمنتها الأيديولوجية وسيادتها الطبقية في التشكيلة الوطنية الاجتماعية. ثالثا – تتنافس في الشرعية الديمقراطية برامج الأحزاب السياسية بينما توظف الطائفة السياسية الايديولوجية الطائفية والمشاعر الدينية في فعاليتها الانتخابية. رابعا – تهدف الشرعية الديمقراطية الى التداول السلمي للسلطة السياسية بينما تعمد القوى الفرعية الى الاحتكار وتأبيد هيمنتها السياسية. خامسا -- تعتمد الشرعية الديمقراطية على نضج مصالح الطبقات الأساسية للتشكيلة الاجتماعية بينما تعمد القوى الفرعية على التهميش والتبعية في صيانة مصالحها الطبقية. -- الاختلافات بين الشرعيتين الانتخابية والديمقراطية تتحدد على أساس صيانة مصالح البلاد الوطنية ومصالح طبقات تشكيلتها الاجتماعية وبهذا المسار تسعى الطبقات الأساسية- الطبقة العاملة – البرجوازية الوطنية شرائح من البرجوازية الصغيرة -- على تطوير الدولة الوطنية وابعاد تشكيلتها الاجتماعية عن التبعية والتهميش وبالعكس من ذلك تسعى الطبقات الفرعية – الكمبورادورية والبيروقراطية وشرائح من الرأسمالية المالية –الى التحالف مع القوى الأجنبية بهدف ادامة التبعية والتهميش خدمة لمصالحها الطبقية.
#لطفي_حاتم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الوطنية الديمقراطية وكفاح اليسار الاشتراكي
-
لتشكيلة الرأسمالية العالمية وفعالية اليمين المتطرف
-
الانتفاضة الشعبية والمليشيات المسلحة
-
الرأسمالية المعولمة وفاعلية اليسار الاشتراكي
-
الولايات المتحدة الأمريكية وانهيار مسؤوليتها الدولية
-
التشكيلة الطبقية العراقية وتحولات بنيتها السياسية
-
مسؤولية دولية مشتركة وتعدد الاقطاب
-
الدولة الوطنية الديمقراطية وإعادة بناء العلاقات الدولية
-
النموذج الرأسمالي للتطور والتضامن الدولي
-
التشكلة الراسمالية العالمية وأزمتها الاخلاقية
-
التشكيلة الرأسمالية العالمية والنزعة الوطنية
-
العولمة الرأسمالية وكفاح اليسار الديمقراطي
-
الأيديولوجيا الوطنية ومناهضة الارهاب الطائفي في الدول الوطني
...
-
المليشيات الطائفية ومخاطر الحروب الاهلية
-
العولمة الراسمالية والفكر السياسي للأحزاب الاشتراكية
-
المؤسسة العسكرية والمليشيات المسلحة
-
بناء الدولة الديمقراطية والشرعية الانتخابية
-
الوطنية العراقية وبناء الدولة الديمقراطية
-
الرأسمالية المعولمة وروح العسكرة والعدوان
-
الدولة الوطنية-الديمقراطية والمليشيات المسلحة
المزيد.....
-
مظاهرة في برلين تندد بالتقارب بين المعارضة المحافظة واليمين
...
-
حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرارات الاضراب العام الوحد
...
-
ألمانيا: آلاف المتظاهرين في برلين احتجاجا على -التقارب- بين
...
-
الجامعة الوطنية للتعليم FNE تدعو للمشاركة في الإضراب العام
...
-
قبل 3 أسابيع من التشريعيات.. مظاهرة حاشدة في ألمانيا ضد التق
...
-
ما قصة أشهر نصب تذكاري بدمشق؟ وما علاقته بجمال عبد الناصر؟
-
الاشتراكيون بين خيارين: اسقاط الحكومة أم اسقاط الجبهة الشعبي
...
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تعمل من أجل إنجاح الإضراب الع
...
-
تعليم: نقابات تحذر الحكومة ووزارة التربية من أي محاولة للتم
...
-
تيار البديل الجذري المغربي// موقفنا..اضراب يريدونه مسرحية ون
...
المزيد.....
-
الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور
...
/ فرانسوا فيركامن
-
التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني
...
/ خورخي مارتن
-
آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة
/ آلان وودز
-
اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر.
...
/ بندر نوري
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
المزيد.....
|