أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال انمار احمد - ( عالم بلا وجود )














المزيد.....

( عالم بلا وجود )


كمال انمار احمد
كاتب على سبيل النجاة

(Kamal Anmar Ahmed)


الحوار المتمدن-العدد: 6583 - 2020 / 6 / 4 - 00:24
المحور: الادب والفن
    


كان حينها الوقت متأخرا انه منتصف الليل،حاولت ان انام لكن لم يكن هناك فائدة من المحاولة،فمحاولاتي التعيسة كلها باءت بالفشل.فأين اذهب في هذا الرعب،وسط كل هذا الظلام.هل افكر في شيء ما،او افعل شيء ما،لا ادري،كل شيء كان غير مستقرا،حتى قدح الماء الذي كان بقربي،شعرت في لحظة ما انه يرتجف،حتى الشباك شعرت انه في حالة من الرعب.ان الظلام حين يحل لا يجلب معه راحة النوم،بل و الكثير مما لم نتوقع حلوله؛ انه رعب العالم،و ظلامه الدامس.

فالظلام يجعل تلك البقايا النائمة من الخوف في داخلنا يجعلها تتأهب.انني أعتقد ان هذا التأهب قد يكون لخطر ما،لكن لا يوجد خطر؛فكرتُ في هذا الامر.فهل هناك شيء غير صحيح،لربما، لكن لا؛ فكل شيء كان في وقتها يسير على ما يرام.فيقظتي كانت لشيء ما شيء لا يمكن ان ندركه حتى يدركنا هو .و بعد محاولات و محاولات في الرجوع الى نومي لكن لكن لم تكن مجدية.

فلا نوم و لا حيلة،اصبحتُ كالأعمى الذي قُطعت ساقه،او لأقل كالطير الذي فقد جناحه.فلا يمكنني ان ارى،و لا يمكنني ان أتقدم،و لا يمكنني ان أطير فكل مافي الحال كان مجرد ان أقاوم ما أنا عليه؛مقاومة ان اكون على ما انا عليه.فالحزن خيبة الأرواح التي تتوق الى السعادة،و القلق ضلال الفرحة وسط الابتهاج.

و بما اننا غارقون لا ندري اين،فقد داهمنا الحزن و القلق،ليس من كل جانب و حسب،بل و من كل جانب موجود في كل هذه الحياة.انه لأمر بائس ان يصل المرء الى هذه الدرجات من التعفن،لكن لا بأس،فمقدار كل الاحزان و القلق،قد تعلم المرء اكثر مما يمكن ان يتعلمه طيلة حياته من الآخرين.

هذا ما كنتُ أُفكر فيه و بما ان النوم قد رفض ان يراودني،فلابد و ان استدعي شبح الصوت في داخلي ليوقظ لهب اي شيء غير الخوف و القلق.و بالفعل نجحت نجاح العسكري في الرماية،نجاح السرية في اجتياز خطوط دفاع العدو الأولية،فلقد فكرتُ في أشياء عديدة جعلتني اجنح مؤقتاََ عن الشعور بالرعب.

هل هذا يدعو الى البهجة،كلا انه لمن المبكر اعلان البهجة،فالبهجة في النهاية لا تحل حين نرى انه من المناسب ان تحل،بل ان يكون ما يحيط بها من ظروف و احوال مناسبة لكي تفعل ذلك، و هذا كل ما تتطلبه البهجة.

فجأة و أنا على سريري المُنهك،بزغ نور ساطع من الباب،لم أتمالك نفسي،شعرتُ بالرعب الشديد.تحركت ببطئ لاستكشف هذا النور؛الذي كان ساطعا بلا مراء،سطوع الشمس عند الظهيرة الحمراء،و ببطئ فتحت الباب،و عرفت ان مصدر النور هذا كان خارج المنزل،يا للهول.فالظلام الذي حولي كان مفزعا،فضيعاََ لكن اردت ان استكشف الأمر،فخرجت الى الباحة،فإختفى الضوء فجأة يا للعنة؛كما يختفي الشبح حين يأتي احدهم.اوه،ماذا يحصل هل جننت،هل انا على ضفة الهلاك.كلا…ان الأمر لم ينتهي،فالهلاك الذي يصاب به من لا يعرف دربه لا ينتهي عند مجرد الألم بل عند استنزاف كل شيء فيه.

و بهذا العذاب المتكرر،المتجهم،الكالح البغيض،عدت الى غرفتي فوجدت شيءََفيها،فلتحل لعنة الوجود،لقد كنتُ انا !

كانت أجزائي في رعب و رعشة بلا توقف،و قلبي ينبض بأقوى ما عنده،هل يعقل ما كل هذا؟ هل هذا انا،و لكن ما هذا الشيء الذي اشعر فيه بانه أنا.هل هذا وهم،هل هذا حلم،انه نهاية العالم الكئيب،ام ماذا.

حاولتُ لمس هذا الشيء،لكنه كان يختفي باستمرار،و في النهاية اختفى،لكنني صرختُ صراخاََ لا يمكن تصوره،صراخ مجنون،او صراخ أم فقدت ابنها الوحيد.

و حين إتكأت على سريري من شدة التعب و الألم،شعرت بطعنات الارواح الميتة تجتاح كامني،ليست كأي طعنات انها اغتيال بطيء.و مع كل هذه الطعنات المتتالية شعرتُ بالراحة؛آه لم اشعر بهذا الشعور منذ سنين طويلة،آه،لأول مرة شعرتُ بانني سأنام بهدوء…سأنام بهدوء.

و حين استيقظت؛و ايضا لأول مرة،كنتُ مسافراََ الى مكان رائع،لم اشعر بالتعب او الإنهاك مثل كل مرة.بالفعل كان هذا يحصل لأول مرة،لكن لابد ان يدرك الإنسان اين هو قبل ان يبحث عن اي شيء.فبحثتُ في هذا المكان،فلم يكن هناك بشر،كانت الحياة مزدهرة و كل شيء فيها،عدا البشر.بحثتُ لعدة ساعات عن اي شخص،لم افلح و لكنني عرفتُ شيءََ مهماََ…و هو انني قد غادرت الارض و البشر إلى الأبد.كم هو عظيم هذا الشعور……



#كمال_انمار_احمد (هاشتاغ)       Kamal_Anmar_Ahmed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( عالم بلا وجود )
- قصيدة ( سرنا سوية )
- ( قراءة في قصيدة أُنثى شرقية )
- (نحن و كورونا و غرابة الظروف )
- معنى الوجود في ظلام المعركة:تأملات عن الحياة و الصراع من اجل ...
- تعظيم المضحي..رقص انتفاعي أَم حقيقة واقعة
- (( الانترنت كفيروس يمكن القضاء عليه ))
- (( في ذلك الضباب الحزين...قصة قصيرة ))
- ( تطور إِنفعال الحزن البشري و آثاره في التعبير الوجداني )
- مضامين ضد المألوف2 ( في بيان التأثير الآيدولوجي المعاصر في ا ...
- ( في افكار علي الوردي )
- مضامين ضد المألوف 1 (في استكشاف العلم الافتراضي و نقد السياس ...
- ازمتان فوق صقيع العراق
- التغييرات الاجتماعية و تأثيرها على الفرد
- ( تأملات في وجودنا)
- ( تأملات في كوننا اللطيف )
- ديمومة الاشياء كنظرة على المصير
- (( الواقع الاجتماعي بين الحقيقة و الوهم : قراءة في احوال الم ...
- ( كتابات في العشق)
- (في التفكير المثالي و الحزن)


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال انمار احمد - ( عالم بلا وجود )