أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - بوش وترامب والكتاب المقدس...















المزيد.....

بوش وترامب والكتاب المقدس...


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 6582 - 2020 / 6 / 3 - 22:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قلم/ عبد السلام الزغيبي

اللجوء إلى الكتب المقدسة فى وقت الأزمات سياسة قديمة يعرفها التاريخ جيدا، عند رؤية هذا المشهد يقفز إلى الذهن مشهد لا ينسى فى التاريخ الإسلامى يعرف باسم "واقعة التحكيم" وذلك عندما رفع جيش معاوية بن أبى سفيان المصاحف ووضعوها على أسنة الرماح فى وجه الخليفة الإمام على بن أبى طالب فى عام 37 هجرية بعد معركة "صفين" التى جمعت بين الفريقين، ويقال راح ضحيتها نحو 70 ألفا من المسلمين.

وذهبت بعض كتب التراث منها "البداية والنهاية" للحافظ ابن كثير إلى أن "واقعة التحكيم" فكرة سياسة خاصة كان وراءها "عمرو بن العاص" وكان يمثل "معاوية بن أبى سفيان" وقد خدع "عمرو" الصحابى "أبا موسى الأشعرى" ممثل "الإمام على بن أبى طالب".

ومؤخرا فعلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء الماضي،فقد ترجل بصحبة حراسته الخاصة خارج البيت الأبيض عقب إلقاء كلمة نارية هدد فيها بنشر الجيش الأمريكي لوقف أعمال الشغب في الشوارع.

ورصدت كاميرات وكالات الأنباء ترامب وهو يترجل محاطا بمساعديه والحرس الرئاسي في ساحة خارج البيت الأبيض،مارا بعدد من المحتجين المتجمعين أمام البيت حتى خرج إلى شارع رئيسي محيط بالبيت الأبيض،و وقف وحيدا على قارعة الطريق أمام الكنيسة المجاورة للبيت الأبيض ورفع الكتاب المقدس قائلا أن بلاده ستكون أعظم.

هذا التصرف من رئيس أمريكي، لم يكن الاول، فقد سبقه الى هذا الرئيس الامريكي جورج بوش الذي كتبت الصحافة الأميركية الكثير عن الخلفية الدينية والاعتقادات الدينية التي كانت تدفعه إلى سلوكه السياسي والعسكري . وكيف ركب بوش موجة الأصولية البروتستانتية الصاعدة، وهو أحد أبنائها، ليقود أميركا في مغامرات يطغى فيها الحماس الديني على البصيرة السياسية.

وقد ادرك العديد من الأميركيين المخاطر المترتبة على سياسات الرئيس بوش التي تأطرها رؤية دينية متحمسة، دون اعتبار للمصالح البعيدة المدى للأمة الأميركية، أولمطالب الضمائر الإنسانية في كل مكان.

لكن كيف تحول بوش من مدمن على الخمر إلى الأصولية المسيحية؟

الرجل الذي الذي أثر في حياة بوش الدينية هو القسيس "بيل غراهام" الذي قال عنه بوش "إنه الرجل الذي قادني إلى الرب". و"غراهام" هو أبرز وجوه اليمين المسيحي الصهيوني في أميركا.. وقد سمع العرب والمسلمون عن "غراهام" وابنه "فرانكلين" بسبب تهجماتهما على الإسلام ووصفه بشتى الأوصاف المشينة".

وقد ذكر بوش في حملة الانتخابات الرئاسية حينئذاك أنه يبدأ حياته كل يوم بقراءة في الإنجيل، أو على الأصح في "الكتاب المقدس" الذي يشمل الإنجيل والتوراة العبرانية. ومن كتبه المفضلة التي يقرؤها يوميا في البيت الأبيض –طبقا لنيوزويك– كتاب للقسيس "أوزوالد شامبرز" الذي مات في مصر عام 1917 وهو يعظ الجنود البريطانيين والأستراليين هناك بالزحف على القدس وانتزاعها من المسلمين.

لكن ما يهمنا هنا أكثر هو التعبير السياسي لهذه الخلفية الدينية. وفي هذا السياق تحسن الإشارة إلى أن امتزاج الدين والسياسة في شخصية الرئيس بوش لم يسفر عن وجهه إلا في العام 1988، حينما بدأ بوش المشاركة في حملة أبيه الانتخابية الرئاسية، وقد أوكل إليه أبوه تولي ملف العلاقات بالقسس والوعاظ المسيحيين وتعبئتهم للتوصيت له. فكانت هذه أول مرة اكتشف فيها بوش الشاب القوة الدينية اليمينية الصاعدة، خصوصا في الجنوب الأمريكي. وكانت فراسة بوش في أولئك اليمينيين المسيحيين فراسة صائبة، فقد سيطرت تلك المجموعات فيما بعد على الحزب الجمهوري، وتحولت إلى قوة سياسية ضاربة، استفاد منها بوش في تقلد منصب حاكم ولاية تكساس، ثم في انتخابه رئيسا فيما بعد.

فيما يخص الرئيس الامريكي الحالي ترامب نحن لا نعرف له أية خلفية دينية، كل ما نعرفه أنه تاجر شاطر يحسب خطواته بدقة، لكن خطوته الاخيرة لقت معارضة من أسقف واشنطن العاصمة، الذي نقلت وسائل إعلام أمريكية عنه انتقاده لما وصفه باستخدام ترامب للكنيسة " كأداة للتمثيل"، كما علق المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية، جو بايدن، على تصرف ترامب وشن عليه هجوما ، معبرا عن أمله بأن يكون الأخير قد فتح الإنجيل وتعلم منه محبة الآخرين.

وقال بايدن في كلمته: "عندما يتم فض احتجاجات قرب بيت الشعب، البيت الأبيض، باستخدام الغاز المسيل للدموع والقنابل الضوئية كي يقوم الرئيس بالتقاط بعض الصور في واحدة من الكنائس التاريخية في البلاد، يمكن مسامحتنا إذا قلنا إن الرئيس مهتم بالقوة أكثر من المبدأ".

وأضاف المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية قائلا عن ترامب: "يهتم بخدمة مصالح قاعدته الشعبية أكثر من رعيته، وهذا الهدف من الرئاسة، واجب الرعاية تجاه الجميع وليس فقط تجاه من يصوت لنا".

تصرف ترامب هنا تصرف شخص انتهازي وضيع، أراد انتهاز الفرصة لكسب اصوات اليمين المسيحي الصهيوني في الانتخابات القادمة، وهي انتهازية تعود عليها ترامب- التاجر- حتى قبل أن يصبح رئيسا لامريكا، فقد أنتهز فرصة زيارة القذافي للامم المتحدة وأستغلها احسن استغلال وتباهي بذلك في مقابلة تلفزيونية معه بالقول بأنه الشخص "الوحيد" الذي نجح في الحصول على مبلغ مالي ضخم من الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي.

وأضاف: "لا تنسوا. أنا الوحيد فقط. جنيت مالا كثيرا من القذافي إذا ما تتذكرون. جاء إلى البلاد وكان عليه إبرام صفقة معي لأنه كان بحاجة إلى مكان للإقامة".

وأردف قائلا إن العقيد الليبي "دفع لي ثروة. ولم يقم هناك. وأصبح الأمر مزحة كبيرة"، في إشارة إلى استئجار السلطات الليبية أرض تابعة لترامب في ضواحي نيويورك، بغية نصب خيمة القذافي عام 2009.

وكانت الحكومة الليبية أيام القذافي قد عقدت صفقة لنصب الخيمة الشهيرة في مزرعة سفن سبرينغس التي تعود ملكيتها لترامب، وتقع في ضاحية بدفورد في نيويورك، إلا أن القذافي لم يقم بالخيمة.


بعض الاراء تقول، أن الخلط لا يجوز بين الدين والسياسة... وأن الإنجيل، الذي رفعه ترامب، أعلنها بكل شفافية ووضوح : "أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله " ..فالإنجيل ذاته ينادي بفصل الدين عن الدولة وذلك حجر الأساس في الليبرالية كلها... بل حجر الأساس في الدولة الإنسانية كلها."

لكن على أرض الواقع، دائما كان هناك زواج مصلحة بين رجال السياسة ورجال الدين، المستفيد منه الطرفين والخاسر هم عامة الشعب...



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صديقي.. مدمن المحاكم...
- تائه في أومونيا....
- في أثينا.. بدأ (الحوار) ولم ينته بعد
- هل تكون نهاية -فيس بوك- على يد توكل كرمان..
- قانون ساكسونيا الليبي...
- اليوم يا غريفة فيك الضي..
- لا تذم ولا تشكر إلا بعد سنة وست أشهر..
- الليبيون والسخرية من فيروس الكورونا...
- الحياة في زمن كورونا...
- من وحي كورونا ...
- حارس المدينة المتعبة وميلاد صوت شعري جديد
- رواية تمر وقمعول ... ابداع السرد
- نحن والافيال...
- حصاد معرض القاهرة للكتاب
- أحتفالات رأس السنة.. من بابل الى اليونان
- بصمات عربية في مسيرة الفن والاعلام الليبي ( 2/2)
- الاستعانة بالخبرات العربية في مسيرة الفن والاعلام الليبي ( 2 ...
- لاستعانة بالخبرات العربية في مسيرة الفن والاعلام الليبي ( 2/ ...
- في أثينا.. في كل يوم خطاب وفي كل يوم مسيرة
- طرابلس السبعينيات التي عرفتها


المزيد.....




- معلقا على -عدم وجوب نفقة الرجل على علاج زوجته-.. وسيم يوسف: ...
- مشتبه به يشتم قاضيا مرارًا وسط ذهول الأخير وصدمة متهم آخر.. ...
- نائب رئيس الوزراء الصربي: لست -عميلا روسيا-
- -نيويورك تايمز-: التدريبات المشتركة بين روسيا والصين تثير قل ...
- بالضفة الغربية.. مقتل 5 فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية ...
- -معاناتي لم تنته بخروجي من السجن، لكن فقط تغير شكلها- - أحد ...
- شاهد: الرضيعة ريم أبو الحية الناجية الوحيدة من عائلتها الـ11 ...
- صحيفة SZ: بولندا لم تقدم أي مساعدة في تحقيق تفجيرات -السيل ا ...
- بولندا والولايات المتحدة توقعان عقدا لشراء 96 مروحية -أباتشي ...
- -إسرائيل ترغب في احتلال سيناء من جديد-.. خبراء: لا سلام مع ت ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - بوش وترامب والكتاب المقدس...