رحيم الحلي
الحوار المتمدن-العدد: 6582 - 2020 / 6 / 3 - 14:01
المحور:
الادب والفن
بعد ان شاهد ابو ذر بيته وقد تحول الى خرابة حيث تداعت الجدران وتساقطت الاعمدة وتكونت بركة عفنة لمياه اسنة تجمعت فيها الاوساخ وتلعب فيها الجردان والفئران وتنتشر فيها العقارب والافاعي وترقص فيها الساحرات حين يحل المساء ، حاول ان يصلح تلك الخرابة ولكن الشيخ العجوز الذي مر عند الفجر قال له يا بني لا يصلح العطار ما افسده الدهر ستلدغك افاعي السحرة وعقاربهم وسيشكونك الى فرعون المدينة ولن يساعدك احد في بناء الخرابة المسحورة فسترفض الجنيات ان تهدم بيتهن وسيلتف حولك العربيد ويخنق انفاسك يا بني ،انت اصبحت غريباً في حارتك يا ولدي ، فقد تغير كل شيء الهواء والماء والتراب وتبدلت طباع الناس يا ولدي وانت ما زلت طيباً بسيطاً لا تعرف ما فعلت الزلازل في المدينة ، اصبحت غريباً يا بني مع انك ما زلت تحمل ملامح والدك وطيبته لكن الزمان يا ولدي قد تبدل والناس قد تغيرت عد الى غربتك يا ولدي ولا تخسر اكثر مما خسرته ، قرر ابو ذر ان يستدير وان يلقي التراب ويقبر الماضي وراءه وينسى او يتناسى كل شيء ، كانت صدمة عظيمة لا يتوقعها حتى في اسوء الكوابيس .
انهض واحمل على ظهرك كل شيء صنعته جميلاً نقياً وحافظت عليه من كل الملوثات المحيطية ، ليس المهم ان تعيش بين الاقرباء والاصدقاء القدامى المهم ان تعيش مع نفسك بصفاء وانسجام وتناغم ، لا احد هناك يكفر حبك للغناء ويتغطى بالدين ليستر دناءاته ، فهناك في غوطة دمشق ستجلس في كوخك الذي بنيته مما تمكنت به يداك وسواعد من احبوك ، فما زالت هناك فسحةً للغناء .
#رحيم_الحلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟