أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبد الجبار نوري - الفيلم الفرنسي --- بنات الشمس - كتيبة الأيزيديات -














المزيد.....

الفيلم الفرنسي --- بنات الشمس - كتيبة الأيزيديات -


عبد الجبار نوري
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 6581 - 2020 / 6 / 2 - 22:40
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



Girls Of The Son فيلم " بنات الشمس " هو فيلم حربي نسوي فرنسي عُرض العام الماضي فيl مهرجان ( كان )السينمائي للمخرج الفرنسي " أيفا أوسوف" ، ينافس الفيلم على جائزة السعفة الذهبية التي ستمنح في حفل ختام المهرجان يوم 19 من أيار كالعادة في كل سنة .
ويحكي الفيلم القصة التراجيدية المأساوية للطائفة " الأيزيدية " على يد الأرهاب الدأعشي في 2014 على أرض العراق ، وهم مضطهدون مسبيون مستعبدون ومظلومون ويقال عنهم ----- يعبدون الشيطان ، كم نحنُ بحاجة في زمن الدم ----إلى شيطان سلام !؟ ، يعلمنا أخلاق الأيزيديين (خلدون جاويد ) .
عدد الأيزيديين في العالم 5-2 مليون نسمة ، وهم يمارسون ديانتهم المكتسبة بالفطرة ، وهي ديانة مسالمة يدٍ ورايةٍ بيضاء وقلبٍ سليم من كل ضغينة ،وتعرض الأيزيديون عبر التأريخ إلى أكثر من سبعين حملة أبادةٍ ترقى إلى ( جينوسايد ) مسكوتٌ عنها ، ربما أن الديانة خارج تغطية الديانات السماوية وهذا لا يبررالسكوت مطلقاً أذا نظرنا أليهم بعيون الأنسنة ومواثيق الأمم المتحدة وخطابات " روسو " صاحب العقد الأجتماعي ، وتعرضت هذه الطائفة العراقية الأصيلة والموغلة في القدم ، في أرض العراق سنة الأحتلال االداعشي عام 2014 إلى أشرس عملية أبادة بشرية في ذبح الذكور وأسر الأناث وأستعبادهنّ جنسياً حسب فتوى الظلالة الخلافوية الداعشية مملوكين في عصر العولمة وحقوق الحيوان ! .
وأنبرى المخرج الفرنسي " أيفا " لينقل فصول الحكاية المأساوية ببراعة خبرته الفنية في تحريك الوجدان الغربي والعالمي إلى هذه الكارثة المرعبة للأيزيديات المختطفات والمستعبدات على معيار الأسر ، وصاغ تلك الأحداث المروعة بأسلوبٍ وجداني واقعي وملموس على جغرافية وتأريخ العراق ، وبنى الفكرة على قصة حقيقية لعراقيات أيزيديات حملن السلاح في وجه تنظيم الدولة الآسلامية بعد فرارهن من الأسر ، وشكلن كتيبة قتالية حملن فيها السلاح ويقاتلن الدواعش في وضع كمائن لهم ، ويدافعن عن مدينتهن ( سنجار ) .
ونحن في زمنٍ قريب من أفتتاح مهرجان كان السينمائي وعرض الفيلم الفرنسي صناعةًوالعراقي حكايةً ضمن الأفلام المعروضة في باناروما الفيلم الأوربي لهذا العام ، وأن الفيلم مشروع فني أدهش الشاشة البيضاء لخوض حرب الوجود لنساء عراقيات أيزيديات تعرضن للعنف القسري ، وصاغ هذا المخرج العبقري لقطات فصول القصة المؤلمة النصية المتحركة للرواية بشكلٍ مميز ومغاير لتلك العلاقات الرومانسية المعتادة في أفلام الشاشة البيضاء بل حوّلَ مجرى الحدث التأريخي ألى تلك العلاقة المتغيّرة بين الضحية والجلاد وبين الحاكم المستبد والمحكوم المستلب وبين ذلك الأنسان البائس وبين تلك النخبة الظلامية العابرة للحدود ، وأختير الفيلم من بين عشرات الأفلام العالمية الفذّة في التقنية والمضمون وعُرض بأستحقاق على لائحة الأفلام المتنافسة على نيل جائزة الفيلم الأفضل والأجود تقنياً وموضوعياً حسب مضامين الأنسنة والحرية والسلام وصد الميليشيات الدموية بالدم ، وبالتأكيد أنهُ فيلمٌ جيّد لأجتيازه عمالقة المحكمين المحترفين والمهنيين السينمائيين ، وأني مفعم بالتفاؤل بفوز الفيلم لهذه الأسباب : تجسيد الفيلم أشكال التعنيف والزجر والقمع والأبادة للجنس البشري وقد لا يحضر على بال الأنسان العادي وبهذه الصور المأساية للمخرج الفرنسي سوف يؤثر في كسب الرأي العام الأوربي ، وتمكن المخرج ببراعته السريالية المزج بين الواقع المرْ والفوبيا السايكولوجية الذي ينتاب الفرد أثناء الحدث الجلل ويجعل من المشاهد شاخصاً بصرهُ حابساً أنفاسهُ لتذوب ذاتهُ بأستسلام طوعي لصيرورة الرواية ، ومن خلال حبكة أخراج الأحداث المؤلمة يستسلم للحقيقة الصارخة : { أن الأنسان يمكن أن ينسحق أمام السلطة الغاشمة بيد أن عنصر الرفض ينمو بنفس الأتجاه } وبأيحاء تقني جيّرها إلى محفزات ثورية أخذتْ شكل كتيبة قتالية أنثوية ثأراً لأنسحاقهن المفرط وصورها المخرج إلى معاناة ظلامية سوداء فرنكشتانية للدفاع عن وجودهن .
وأخيراً/ ربما قد خرجتُ بقناعة وجدانية بعد مشاهدة بعض لقطات الفيلم المذكور بأن هدف المخرج الفرنسي تسليط الضوء على مكامن الوجع عند العالم الواقعي تقارب مع الأتجاهات الأدبية الجادة للذاكرة الغربية في هذا الأتجاه الأنساني ما ورد في رواية ( 1984 ) لجورج أوريل نشرت في العام 1949 متحدثاً عن تلاعب الدولة الشمولية ، وكذلك قصة ( فهرنهايت 451 ) وهي رواية الكاتب الأمريكي ( راي براديري ) الذي تنبأ لما بعد خمسين عاماً : سيأتي يوم أن الحكومات المستبدة تحرق الكتب في البيوت !؟ ----
كاتب عراقي مقيم في السويد
حزيران 2020 ستوكهولم



#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم سينمائي روسي --- عن أنتفاضة عمال المدرعة ( بوتيميكين )
- مارغريت ميتشيل ---- روايتها -ذهب مع الريح -
- كوابيس أنخفاض أسعار النفط --- يهدد الأقتصاد العراقي بالأنهيا ...
- هكذا يودع العظماء الحياة ---غابريل غارسيا ماركيز
- الأسطورة والرمزية التصويرية في شعر - السياب - !
- عيد العمال العالمي ---- في زمن جائحة الكورونا
- كلكامش الخلود والفناء---دراسة بنيوية لمعطياتها المنهجية
- 86 شمعة لمحبوب الجماهير
- - كليلة ودمنة - -----حكايات فنتازية من نفائس الأدب العالمي!؟
- محمود درويش ------- حالة شعرية
- كارل ماركس ---- وتحرير المرأة .
- يوم المرأة العالمي في الثامن من آذار----زهرة وأبتسامة وحب
- خاطرة وردية ----في الأنسنة والحب عند اطفال السويد
- حفريات عميقة في شخصية الفرد العراقي
- الناي السحري ----- - موزارت -
- تحرير الأنسان في رواية - وسقينا الفولاذ -
- المخرجات الخاطئة والوخيمة في ألغاء الأتفاقية الأمنية!؟
- اليسار العراقي المأزوم !؟
- لغز كرسي ---- وأزمة - صدمة - مفتوحة
- المستجدات الميدانية ---- وتأخير البديل


المزيد.....




- النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و ...
- الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا ...
- -الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
- تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال ...
- المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف ...
- أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا ...
- لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك ...
- بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف ...
- اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبد الجبار نوري - الفيلم الفرنسي --- بنات الشمس - كتيبة الأيزيديات -