أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - متقاعد، و حارس ليلي، وزوجة ثانية.. براتب تامّ














المزيد.....

متقاعد، و حارس ليلي، وزوجة ثانية.. براتب تامّ


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 6581 - 2020 / 6 / 2 - 20:52
المحور: كتابات ساخرة
    


تمت إحالة أبو علي على التقاعد بعمر 60 سنة(على وفق آخر تعديل لقانون التقاعد في العراق).
أصبح وجوده الدائم في البيت عِبئا على زوجته ، وأسرته .. وعليه.
يتجوّل أبو علي في البيت طيلة النهار والليل ، بلحيةٍ طليقةٍ ، و دشداشةٍ تشبهُ دشاديش المُشرّدين ، ويصرخ في وجوه الجميع :الطبخ سيّء .. والبيت وَسِخ .. وأطفِئوا هذا المصباح ، و"أشعلوا" ذاك .. وسينفد ماء دجلة والفرات من كثرة استخدامكم للحنفيات ... ويبدو أنّني قد أفنيتُ عمري في خدمة "الدولة ، ولم أقم بتربيتكم كما يجب !!!!.
جميع أفراد الأسرة .. والأهل كلّهم ... والجيران إلى سابع زقاق ، وحارّة ، وزنقة ، وشارع .. لعنوا اليوم الأسود الذي قررت الحكومة فيه إحالة أبو علي على التقاعد.
لاحظَ أبو علي إنزعاج الجميع منه .. فأصبح يقضي معظم وقته خارج البيت .. مقاهي ، ومولات ، وشوارع ، ومتنزّهات .
في واحدة من جولاته تلك ، إلتقى بصديقة قديمة.
سألتهُ عن أحوالهِ .. فشرحَ لها مايعانيه بالتفصيل المُملّ.
ردّتْ عليه : مادام الأمر كذلك ، فأنا سأصارحكَ أيضاً بحالي .. لقد كنتُ زوجةً لرجلٍ غنيٍّ جدّاً ، ولكنّهُ مات ، وتركني وحيدة .. وأنا أرملةٌ حاليّاً ، واُعاني من شدّة الوحشة مثلك ، فتعال وضَعْ همّك فوق همّي ، ولنتزوّج الآن.
أبو علي لم "يُكذّب الخبر" ، وقادها على الفور إلى أقرب "مأذون شرعي" .. وتزوّجها على سنّة الله ورسوله.
في صباح اليوم التالي عاد أبو علي إلى منزله "مُنهَكاً جدّاً" .. فسألتهُ أُم علي : ها خير . وين جِنتْ الليل كلّه ؟
أجابها أبو علي : لقد توَظّفتْ !!!.
كان فرح أم علي بهذا الخبر طاغِياً ، فقد أرادتْ أن تتخلّص منهُ ومن مناكفاته الدائمة ، وإزعاجه المُستمرّ .. وأثنتْ على قرارهِ هذا قائلةً : خيرٌ ما فعلت يا أبا علي ، فأنتَ ماتزالُ "شابّاً" ، و "الحرَكة بركة" ، وعلى الأقل ستشغلُ نفسك بعملِ ينفعكَ ، وينفعنا نحنُ أيضاً...
ثمّ سألَته : ولكن ماهو عملك الجديد يا أبا علي ؟؟
أجابها أبو علي : حارس ليلي .
عاطَتْ أم علي من شدّة الفرح: ما شاء الله .. خير وبركة ورزق من الله .. ما شاء الله.
المُهمّ .. كلّما عاد أبو علي صباحاً الى البيت ، وهو "مُنهَكٌ" من تبعات "وظيفته" الجديدة ، ومن "آثارها الجانبية" التي تظهر عليه بوضوح .. قامتْ أم علي بإعداد فطورٍ ممتاز له .. ثمّ ترجوهُ بأن يذهب لينام ويرتاح .. وأثناء ذلك تُعِدُّ لهُ وجبة غداء دسمة ، وتوقظهُ ليأكل .. وكُلّ ذلك من أجل أن يذهب أبو علي لـ "عمله" الجديد ، وهو مرتاح ، و "حيله" قوي.
وهكذا عادتْ لـ أبو علي هيبته ، واستعادَ احترامه بين أفراد اسرته ، وأعاد اليهم الهدوء والسكينة ، وراحة البال.
أخيراً ...
وبمناسبة صدور القرارات الأخيرة لحكومتنا "الرشيدة" .. وبالذات ما يتعلق منها بوقف التعيينات ، والعلاوات والترفيعات ، وتخفيض الرواتب والمخصصات ، وإيقاف "التمويلات" ..
نرجو المواطنين الذين سيُعانون قريباً ،من حالات مشابهة لحالة أبو علي هذه ، أن يستفيدوا من تجربته "الخلاّقة" .. ويتعيّنون "حرّاس ليليّين" .. وبراتب دائم .. و"صحّي" .. وتامّ .



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جورج فلويد، والإمبريالية الأمريكية، وعقولنا الصدئة، و مسامير ...
- عن تقرير البنك المركزي العراقي المُكرّس للحفاظ على قيمة الدي ...
- عندما ترى الوزير في المنام !!!!!
- لا عِلاقةَ للعيد بكُلِّ هذا
- عيد وهِلال و حُنطة .. و حَمام
- لطيف النارنج .. الذي كان جاري
- بعضُ الكلمات تقتلُ فيلاً
- الحكومة .. حالة المستقبل 2030 : أثر التوجهات العالمية الكبرى ...
- التفاصيلُ الرئيسة لرمضانِ روحي
- كوخُ الأيّامِ الباقية
- عن سعر نفطنا ، وأسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي
- تاريخ النفط هذهِ الأيّام : وقائع الأسعار الراهنة
- إنَّ الأمر .. ليسَ كذلك
- الآخرونَ يأتون .. ويُفسِدونَ عُزلَتك
- الوباءُ موت .. و الفقرُ كذلك
- أنتَ لا تراهُم في الحُلم .. أولئكَ الذينَ تُحبّهُم
- العراق والنفط وأتفاق +OPEC
- ما عادَ النصرُ مُمكناً .. لم تعُد الحروبُ نزيهة
- ماذا نفعلُ بنفطنا .. الآن ؟
- كيف تعمل سوق النفط العالمية ما بين +OPEC و COVID 19


المزيد.....




- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - متقاعد، و حارس ليلي، وزوجة ثانية.. براتب تامّ