ختان الذكور بأختصار

بارباروسا آكيم

الحوار المتمدن-العدد: 6580 - 2020 / 6 / 1 - 04:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

أولاً : ماهو الختان

الختان هو إزالة القلفة بشكل كلي أَو جزئي و هكذا عند الكثير من الشعوب البدائية في أوقيانوسيا ، أفريقيا و أمريكا الجنوبية و عند اليهود و المسلمين
و اليهود يختتنون في اليوم الثامن بعد الولادة بحسب التقاليد الكتابية

Beschneidung
Brauchst, die männlichen Vorhaut gantz oder teilweise zu entfernen
So bei vielen Naturvölkern in Ozeanien , Afrika und Südamerka , bei Muslimen und Juden bei diesen erfolgt die B . traditionell am 8 . Tag nach der Geburt .

Neues Lexikon
Naumann und Göbel
Seite 66

ختان الذكور في التاريخ

و هنا يدخل أصحاب الأديان المؤمنين بسنة الختان بأشكالية جدلية من ناحية عقائدية و من ناحية تاريخية
لأنه ستكتشف بطبيعة الحال أن ختان الذكور كان معروف عند الوثنيين قبل ظهور الأنبياء و قبل ظهور الأديان الإبراهيمية
و كما سبق و ذكرنا أن الختان كان معروفاً عند قبائل بدائية في أمريكا الجنوبية و أفريقيا و استراليا بعيدة كل البعد عن دائرة الأديان الإبراهيمية
و لكن ما يواجهنا ها هنا هو صعوبة تحديد تاريخ الختان عند هذه الشعوب البدائية نظراً لعدم وجود نص مكتوب يمكننا الإحتكام له

أما أقدم النصوص التي توثق ختان الذكور فهي تعود إلى مصر القديمة
هناك نقش في سقارة يصور عملية ختان لذكور بالغين و يعود تاريخ هذا النقش إلى 2300 ق.م

Beschneidung Erwachsener Männer
Zeichnung eines Reliefs im Grab des Anchmahor um 2300 V.Chr

وقد ذكر شيخ المؤرخين اليونان هيرودوت الذي عاش في القرن الخامس قبل المسيح
أن المصريين يختتنون لأجل النضافة

die Beschneidung aus Gründen der Reinheit

كما يظهر فحص الموميات أن ختان الذكور كان شائعاً في مصر القديمة

Die Untersuchungen an ägyptischen Mumien zeigen, dass die Beschneidung unter erwachsenen Männern üblich war.

راجع
Chirurgie im alten Ägypten


Andreas Nerlich



فلو كان الختان سنة الهية فقد سبقكم إليها الوثنيين
و إن قلتم أنها عادة فهذا يسقط أن تكون سُنة الهية واجبة التطبيق
يعني كيفما قلبتم المسألة فأنتم في حل من تطبيق هذا الشرع الوثني البالي

الختان في الأديان الإبراهيمية

و سنناقش هذا الموضوع من جانبين
1 . المسيحية
2 . اليهودية و الإسلام

في المسيحية لم يعد الختان فريضة كما كان في اليهودية و بشكل عام فالكنائس على إختلافها تعتبر الختان خيار شخصي
يستثنى من ذلك بعض الكنائس الإفريقية الأرثوذكسية و بعض الفرق المسيحية الصغيرة في الولايات المتحدة الأمريكية التي لازالت تمارس الختان

على أن الأغلبية منهم لم تعد تعتبره فرضاً
بناءاً على النصوص
أعمال الرسل 15؛ غلاطية 2: 1-3؛ 5: 1-11؛ 6: 11-16؛ كورنثوس الأولى 7: 17-20؛ كولوسي 2: 8-12؛ فيلبي 3: 1-3.

و من الجدير بالذكر أن المسيح ختنه أهله في اليوم الثامن على عادة اليهود
لوقا 2: 21




دوافع الختان عند بعض الطوائف المسيحية :

لقد كانت مسألة الختان في الكنيسة القبطية مثار جدل لدى أقرانهم المسيحيين في أوروبا
و مما يظهر أن القبط برروا هذا بأنهم ( ذمة بين المسلمين ) فعلى ما يبدوا أنهم مارسوا الختان لكي يكونوا مقبولين أو ليحصلوا على بعض الإحترام


يقول ابن العسال :
.. و الثاني يجوز عمله و تركه كالصلوات و الأصوام و النوافل و الختان المستشهد في جواز الأمرين فيه فيما تقدم ذكره و ما يجري مجراه في الأمور الإعتيادية
١٤ - و باقي الطوائف عند كل منها من العادات ماهي مستحسنة و يقبحه عليها من سواها كتشطيب الوجه عند الحبش و النوبة و كحلق الذقن عند الفرنج و كحلق كهنة الروم اوساط رؤوسهم . فأن قالت هاتان الطائفتان
( يقصد الروم الأرثوذكس و الكاثوليك )
ان بطاركتهم أمرتهم بذلك قيل لهما و كذلك القبط المختونون جوزت لهم بطاركتهم الختان

١٥ - و لقائل أن يقول و كما فعل الرسول ( يقصد بولس ) الختان لضرورة و منفعة كذلك فعله القبط للضرورة و المنفعة.
يشير الكاتب هاهنا
الى أعمال الرسل 16: 3 حيث ختن بولس تلميذه تيموثاوس إذ كان تيموثاوس أغرل غير مختون ولأن اليهود لا يعاملون الأغلف فما كان له إلا أن يختتن

أما الضرورة فلكونهم ذمة بين من يختنون ( يقصد المسلمين )
فقد يميل صبيانهم لأسباب ردية إلى أن يختتنوا بعد العماد و هذا محذور فعله

( أي يخشى الكاتب من علاقات جنسية بين المراهقين المسيحيين و المسلمات خوفاً من الإنتقام )
و ضرورات أخر قد ذكرت في غير هذا الكتاب و أما المنفعة فقد بعض الطب المتفلسفين المصنفين أن * الختان يضعف آلة الشهوة فتقل و هذا مستحب بالأجماع

المجموع الصفوي
إبن العسال
إعتنى به جرجس فيلوثائوس عوض
٤٢٠ _ ٤٢١
مطبعة التوفيق بمصر


* (الكاتب يقتبس هنا عن الطبيب اليهودي ميمونيدس أو موسى ابن ميمون و كان مشهوراً في أوروبا و شمال أفريقيا وقتذاك )
حيث يقول ابن ميمون :
و كذلك الختان أيضاً عندي إحدى عللها تقليل النكاح و إضعاف هذه الآلة حتى يقصر هذا الفعل و يلجم ما أمكن و قد ظُن أن هذا الختان هو تكميل نقص خلقة ، فوجد كل طاعن موضعاً للطعن .
و قيل كيف تكون الأمور الطبيعية ناقصة حتى تحتاج لتكميل من خارج مع ما يتبين من منفعة تلك الجلدة لذلك العضو .
و ليس هذه الفريضة لتكميل نقص الخلقة بل لتكميل نقص الخُلْق . و تلك الأغذية الجسمانية الحاصلة لهذا العضو هي المقصودة التي لم يختل بها شيء من الأفعال التي بها قوام الشخص ، و لا بطل بها التناسل لكن نقص بها الكَلّب و الشره الزائد على ما يحتاج و أما كون الختان يضعف قوة الأتعاظ ، و قد ربما نقص اللذة ، أمر لاشك فيه ، لأن العضو أذا أُدْمي ، و أزيلت وقايته من أول نشوءه فلا شك أنه يضعف

و ببيان قالوا الحكماء عليهم السلام : إنه من الصعب أن تفارق المرأة الأقلف الذي جامعها فهذا أوكد أسباب الختان

دلالة الحائرين
موسى بن ميمون
عارضه بأصوله العربية حسين آتاي
٧٠٢ - ٧٠٣
الناشر : مكتبة الثقافة الدينية

و هنا أود أن أشيد بالأمانة العلمية لموسى بن ميمون كطبيب حيث قالها بصريح العبارة أن الغرض من الختان ليس لمنفعة كما يزعم طلاب الإعجاز الآن بل لإضعاف العضو - و في هذا نظر -

الختان في اليهودية
كان الختان فريضة على كل نسل إبراهيم كعلامة على العهد الذي قطعه الله معهم (تكوين 17: 9-14). و ناموس موسى أَقر هذه الفريضة (لاويين 12: 2-3)

الختان في الإسلام

بالنسبة لرسول الإنسانية محمد ( عليه الصلاة و السلام ) فلا يوجد أي دليل نصي على أنه خُتِن أو إختتن و نفس الشيء ينطبق على النبي موسى ( عليه الصلاة و السلام )

و لذلك فأن الرواة المسلمين إنتبهوا الى ذلك في وقت لاحق فأضافوا مجموعة من الروايات
فمنهم من قال
سقطت غرلته إسوةً بالأنبياء و منهم من قال ختنه جبريل و منهم من قال ختنه جده عبد المطلب


و على كل حال فلو إستبعدنا العناصر الميتافيزيقية
و أخذنا بالرواية التي تقول بأن الرسول سقطت غرلته أو إنه ولد مختوناً

Some traditions in Islam say Muhammed was born without a foreskin

Medieval Islamic Civilization an Encyclopedia
Volum 1 - p 157

فهذه تشير إلى حالة نادرة يطلق عليها مصطلح ابوستيا

Aposthia is a rare congenital condition in humans, in which the foreskin of the penis is missing.

Congenital Anomalies of the Penis



و يبدو أن هذه القصص تم نسجها على غرار القصص الدينية اليهودية في أن الآباء و الملوك اليهود العظماء إنما ولدوا مختونين

The Midrash of Ki-Tetze 
* [כי תצא]
claims that Moses was born aposthic. Other sources that Jacob, his son Gad and King David were also born aposthic

* مدراش كيتيس هو مجموع الأحكام التي تحكم القوانين المدنية و المنزلية عند اليهود إستناداً على ما ورد في سفر التثنية الأصحاح 21 و تشمل قوانين الحرب و الجثث المجهولة

أًما النص الدال على الختان في الإسلام فهو ذاك الأثر الوارد عن رسول الإنسانية ( عليه الصلاة و السلام )

خَمسٌ منَ الفِطرةِ: الاستِحدادُ، والختانُ، وقصُّ الشَّاربِ، ونَتفُ الإبطِ، وتَقليمُ الأظفارِ


الختان في طوائف المسلمين

عند الشيعة يكون الختان في اليوم السابع و عند الشيعة رواية تكررت بألفاظ متقاربة في مصادر مختلفة

عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ( ع ) قال : قال رسول الله : طهروا أولادكم يوم السابع فأنه أطيب و أطهر و أسرع لنبات اللحم و إن الأرض تَنْجَس من بول الأغلف أربعين صباحاً
الكافي ج 6 / 35

أما عند السنة فلا يوجد وقت محدد للختان رغم أن هناك اجتهادات في هذا الصدد على أنه يستحب أن يكون الختان في الصغر

#بارباروسا_آكيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات